اتفق رئيسا السودان وجنوب السودان أمس الثلاثاء في الخرطوم، على استئناف المباحثات لترسيم الحدود المشتركة المتنازع عليها التي أدت إلى نزاع مسلح في 2012. وكلف رئيس جنوب السودان سلفا كير ونظيره السوداني عمر البشير لجنة لتحريك الحوار "لترسيم المنطقة العازلة على الحدود مع نشر قوات خارج هذه المنطقة". وفي بيان مشترك تلاه وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أكد الرئيسان أنهما سيكفان عن "دعم أو إيواء المجموعات الإرهابية" الناشطة في كلا البلدين. ويتوقع أن يختتم كير زيارته مساء الثلاثاء، لكن السفير السوداني في جوبا مطرف صديق، أكد للصحافيين أنه سيمضي ليلة إضافية في الخرطوم، لأن طائرته واجهت "مشاكل تقنية". ونال جنوب السودان استقلاله في 2011، بعد اتفاق سلام أبرم عام 2005، أنهى عقوداً من الحرب بين الجنوب والشمال. لكن توترات لا تزال قائمة بين الخرطوموجوبا، وإضافة إلى ترسيم الحدود ما تزال مسألتا تقاسم الثروات النفطية ووضع المناطق المتنازع عليها مثل إبيي تسمم العلاقات بينهما. وحصلت جوبا على القسم الأكبر من الاحتياطي النفطي للسودان قبل التقسيم، لكنها تعتمد على الأنابيب الموجودة في الشمال لتصديره. وفي 2012 احتلت قوات جنوب السودان لفترة قصيرة منطقة هجليج الحدودية الرئيسية لإنتاج النفط في السودان التي يطالب بها البلدان. وأدى النزاع إلى توقيع اتفاقات في العام نفسه لترسيم حدود المنطقة العازلة، لكن خلافات حالت دون التوصل إلى ذلك. يذكر أنه منذ ديسمبر الماضي، يشهد جنوب السودان حرباً أهلية بعد اندلاع معارك في صفوف الجيش، بسبب انقسامات سياسة قبلية على خلفية عداوة بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير، والقوات التي تدعم نائبه السابق وخصمه رياك مشار. ودارت معارك في نهاية أكتوبر بين جيش جنوب السودان والمتمردين في مدينة بنتيو النفطية، بعد أشهر من الهدوء النسبي.