عرف الرجل بالنضج والقوامة وتحمل المسؤوليَّة والسند القوى، وغيرها من الصفات القويَّة التي لا يختلف عليها اثنان، لذلك كان ولا يزال الركن الأقوى بالمنزل، بل هو صاحب الكلمة وتحمل الشدائد. لكن ماذا لو أصبح هذا الأساس مجرد طفل في تصرفاته وأفعاله وتحمل مسؤولياته، كيف يكون وضع الأسرة وخاصة المرأة الزوجة؟ بالفعل هذا ما تعاني منه بعض السيدات اللاتي يصفن حياتهن بالمأساوية؛ بسبب تصرفات واهتمامات أزواجهنَّ الطفوليَّة. بيوت هدمت وأخرى مشاكلها لا تنتهي. نساء يتقمصن دور الرجل، وأخريات يصطحبن أزواجهنّ للطبيب النفسي. مشاكل وقصص نعرضها لكم في التحقيق الآتي. كل رجل يحمل بداخله شخصيَّة قويَّة، ورجولة بكل ما تعنيه من كلمة، ولا أعتقد أنَّ هناك رجلًا على وجه الأرض تخلى عن بعض هذه الصفات بمحض إرادته، وهناك العديد من الرجال الذين أجبروا على أن يصبحوا أطفالًا لدى زوجاتهم؛ بسبب تعامل الأهل معهم، من تهميش لدورهم، وسجنهم في المنزل، وزرع شعور الخوف بداخلهم، ناهيك عن تهميش الشخصيَّة والدور في البيت والمجتمع بأكمله، إضافة إلى عدم مراعاة الأبناء من قبل الأمهات، فيتزوج الرجل طالبًا من زوجته أن تكون له الأم التي حرم منها بتصرفات طفوليَّة لاإراديَّة تصدر منه، فيكون ضحيَّة من قبل الأهل، وضحيَّة من قبل الزوجة؛ التي إما تستنكر وترفض، وإما تسيطر عليه وتستغله». الرأي النفسي أن الرجال عمومًا تكون علاقاتهم بوالداتهم علاقة قويَّة جدًا، فعندما يبدأ الرجل مشوار البحث عن شريكة حياته، يحاول أن يختار مواصفات لها شبيهة بوالدته، خصوصًا في الزواج التقليدي، وبالتالي ينظر الرجل لزوجته نظرة قريبة من الطفل لوالدته، حتى إنَّ هناك رجالًا يطلبون من زوجاتهم أن يكنَّ قريبات في كل شيء من أمهاتهم؛ كنكهة الطعام، والعادات التي كانت تتبعها أمه. وعندما يصبح لديه أولاد يكون قد طبع في عقله الباطن صورة الزوجة على أنَّها أُم، ومن هنا تصدر هذه التصرفات الطفوليَّة بصورة لاإراديَّة منه، ولو كان هناك فهم ووعي لدور الزوجة وحقها بوجود زوج يحتويها، وهو من يمنح ويعطي، لربما اختفت مشاكل الغيرة التي تشتكي منها النساء. يجب علينا أن نفهم ونتيقن بأنَّ الزواج هو تعاون وتكافل ومساندة من كل طرف للآخر وتأدية حقوقه. وإلغاء التضارب والتداخل في الأدوار السائدة في منازلنا، وأن يؤدي كل منهم دوره، ويمنح الآخر حقوقه على أكمل وجه. ونأخذ من الماضي عبرة؛ حيث كان كل طرف يتقن أدواره ويعرفها من دون أن يطلبها الآخر. قليل من الاهتمام سيكون هو الحل الأكيد.