كشف مصدر داخل الجماعة الإسلامية عن أن هناك شروخًا حادة تضرب الجماعة على خلفية الانقسام الناجم عن تباين المواقف إزاء دعم الإخوان، بعدما قرر جناح يوصف بأنه عملي "برجماتي" أن الوقوف إلى جوار الرئيس المعزول محمد مرسي، سيضيع كل المكتسبات السياسية والدعوية التي تحققت عقب ثورة 25 يناير، في حين يزعم جناح المتشددين أن دعم الإخوان يمثل انحيازًا للشرعية. وفيما تقدم 20 عضوا من أعضاء الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية بطلب عاجل بعقد جمعية عمومية طارئة لمناقشة الانسحاب مما يسمى بتحالف دعم الشرعية، المؤيد لجماعة الإخوان، والرئيس المعزول محمد مرسي، دعا الشيخ أسامة حافظ، القيادي بالجماعة الإسلامية، أبناء تيار الإسلام السياسي إلى التوحد في مواجهة الأزمات، منتقدًا في رسالة مكتوبة موقف السلفيين بالانسحاب من دعم الإخوان. وفي التفاصيل قال مصدر بالجماعة الإسلامية: إن هناك نية للتصعيد ضد القيادات المؤيدة للإخوان، ففي حال عدم الاستجابة لطلب "جناح البرجماتيين" عقد جمعية عمومية يشارك فيها أبناء الجماعة في تقرير المصير سنشكل جمعية عمومية مستقلة، لسحب الثقة من قيادات الحزب برئاسة الدكتور أحمد عمران الزمر والجماعة بقيادة الشيخ عصام دربالة وتولية من يمثلنا، مشيرًا إلى أن هناك شبه إجماع حقيقي داخل قواعد الجماعة بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية. ويرفض جمال سمك أمين عام الحزب عقد الجمعية بذريعة أن هناك 7 جمعيات عمومية عقدت مؤخرًا حيث تقرر وبالإجماع الموافقة على البقاء داخل التحالف المؤيد للإخوان. وهاجم جمال حشمت، القيادي الإخواني البارز الهارب إلى تركيا، عبر إحدى القنوات التابعة للإخوان عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الأمر الذي فجر ثورة غضب بين مؤيدي عبدالماجد، الذين يرون أن جماعة الإخوان فشلت في حشد الشارع بعد أكثر من عام من التظاهرات. ويأتي طلب عقد الجمعية العمومية في سياق "ثورة غضب" داخل الجماعة الإسلامية، ومطالبة عدد كبير من رموزها بالقفز من "زورق الإخوان المثقوب"، وتواصلت الاستقالات والرسائل لقيادات الجماعة برسالة عبدالرحمن صقر، القيادي بحزب البناء والتنمية بالمنيا، والذي طالب بضرورة التوقف عن دعم الإخوان وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة حفاظا على تاريخ الجماعة السياسي والدعوي. على صعيد آخر، طالب الشيخ أسامة حافظ، القيادي بالجماعة الإسلامية، أبناء تيار الإسلام السياسي بالتكاتف والتوحد مرة أخرى لمواجهة الأزمات، موضحا أن عددًا من الحركات الإسلامية سكتوا عن ظلم الأنظمة السابقة لإخوانهم من أبناء الحركة الإسلامية ومضوا في مغازلتهم وهاجموا بعضهم بعضا من أجل التقرب إلى السلطة. وأضاف حافظ كما جاء في رسالة له: "إننا ككيان نابع من تيار الإسلام السياسي نلتمس العذر لتلك الجماعات التي هاجمتهم، مشيرًا إلى أنهم في آخر الأمر أخوة وإن تغيرت بنا الأحوال". وهاجم حافظ ضمنيا الدعوة السلفية وحزب النور اللذان لخروجهما عما سماه بصف تيار الإسلام السياسي والانضمام إلى ثورة 30 يونيو. من جهته رفض حزب النور السلفي التعليق على الرسالة، وأكد الدكتور السيد مصطفى خليفة، نائب رئيس الحزب، أنه لا اعتراف أساسا بالجماعة الإسلامية أو التحدث معها كونها كيانًا غير سياسي.