لقد حلمتِ طوال تسعة أشهر باستقبال طفلك وخططت جيدًا لهذا اليوم، غرفته جاهزة ومفروشة وبها كل مستلزماته، حقيبتك التي ستأخذينها للمستشفى جاهزة، ربما تشعرين ببعض القلق أو التوتر، أو ربما تتخيلين حالك بعد الولادة، أيًا كان ما يشغلك، هل تعرفين حقًا ما الذي يمكن أن تتوقعينه خلال ال24 ساعة الأولى من استقبال طفلك؟ - خطة الولادة: ربما تكونين قد كتبت أو اتفقت مع طبيبك على خطة ولادتك، وخطة الولادة التي نقصدها لا تتعلق فقط بفترة المخاض والولادة، ولكنها تشمل أيضًا رعاية مولودك خلال فترة إقامتك بالمستشفى، رغبتك في كيفية التعامل مع الأشياء غير المتوقعة التي يمكن أن تطرأ أثناء أو بعد الولادة.. إلخ. قد يعتقد البعض أن خطة الولادة هي قواعد معينة لابد وأن يتبعها الطبيب والعاملون بالمستشفى لكنها في الواقع مجرد خطوط عريضة، أو قائمة بالأشياء التي تفضلينها. لكن لأن كل مخاض يختلف عن الآخر فهذا يتطلب وجود بعض المرونة، فلا يمكن التنبؤ بما سيحدث في فترة المخاض، تذكرى ذلك إذا فوجئت بحدوث أشياء غير التي تتوقعينها، ولا تشعرى بخيبة أمل إذا لم تسر الأمور بالشكل الذي خططت له، إضافة إلى التفاصيل الخاصة برغباتك المتعلقة بمرحلة المخاض والولادة (على سبيل المثال، المسكنات، الولادة الطبيعية، شق العجان، حركتك أثناء فترة المخاض... إلخ) فإن خطة الولادة تتطرق لموضوعات كثيرة بخصوص معاملة طفلك والرعاية التي سيتلقاها، على سبيل المثال، المكان الذي تحبين أن ينام فيه طفلك، إعطاؤه أو عدم إعطائه جلوكوز بعد الولادة، إعطاؤه أو عدم إعطائه ببرونة، مسألة الطهارة، أو حتى ثقب أذن البنت، كل هذه الموضوعات يمكن أن يتفق عليها في خطة الولادة ويتم مناقشتها مع طبيبك قبل الولادة. لكن لا تعتمدى أن طبيبك سيتذكر الحوارات المسبقة معه وسيوصى بها الممرضات، ولا تفترضى أنك أنت أو زوجك ستستطيعان توصيل رغباتكما بعد الولادة. قد يطرأ شيء خلال مرحلة المخاض يعوقكما من ذلك، هناك خطوات يمكنك اتخاذها لضمان احترام رغباتك، إذا كنت ترغبين أن يكون طفلك تحت إشرافك، يمكنك الترتيب بحيث ينام طفلك معك في غرفتك. سيتيح ذلك لك أنت وزوجك أن تكونا متواجدين في الأوقات التي تتعامل فيها الممرضات مع الطفل، كما سيتيح لك ذلك أيضًا إرضاع طفلك في أي وقت. لكن إذا لم يكن طفلك سينام معك في غرفتك، يمكنك القيام بكتابة رغباتك ولصقها على سرير الطفل. على سبيل المثال يمكنك كتابة، "ممنوع التتينة"، أو "ممنوع الببرونة"، أو "ممنوع إعطاؤه جلوكوز"، أو "ممنوع ثقب الأذن". بهذه الطريقة، ستتذكر الممرضات – اللاتى عادةً يكن في غاية الانشغال – ما تريدينه وما لا تريدينه لطفلك. - فحوصات ما بعد الولادة مباشرةً: بعد ولادة طفلك مباشرةً، سيتم شفط الإفرازات من فمه وأنفه لكى يتنفس بسهولة أكثر، بعد ذلك يتم تقدير الوضع العام للمولود بعد دقيقة ثم بعد خمس دقائق، هذا الاختبار الروتينى يقيس استجابة الطفل والعلامات الحيوية عنده، الخمسة عوامل التي يتم اختبارها هي: معدل ضربات القلب، التنفس، قوة العضلات، ردود الأفعال اللاإرادية، ولون الجلد، يتم إعطاء الطفل درجة من صفر إلى اثنين لكل واحدة من الخمس عوامل ثم يتم جمع الخمس أرقام معًا. هذا المجموع يسمى "مجموع أبغار". هذا الاختبار السريع والسهل يتم عمله أساسًا لمعرفة ما إذا كان المولود يحتاج لمساعدة في التنفس. المجموع من 7 إلى 10 يعتبر عامةً طبيعى، فإذا كان مجموع طفلك يتراوح ما بين هذين الرقمين، عادةً لن يتم اللجوء لعمل أي إجراءات خاصة له، لكن إذا كان المجموع أقل من ذلك، هذا يعنى أن المولود يحتاج لبعض الإجراءات الخاصة، مثل إعطائه أكسجين على سبيل المثال. سيخضع طفلك لبعض الإجراءات السريعة الأخرى. غالبًا ستشمل الآتى: قياس الوزن، محيط الرأس، والطول. إعطاؤه قطرة للعين للحماية من حدوث التهابات. الإجراءات التي يمكن أن تتخذ بعد ذلك تختلف من مستشفى إلى آخر، لكن غالبًا بعد تجفيف طفلك ولفه في بطانية، سيسمح لك باحتضانه لحدوث الرابطة الفورية بينكما، بل وقد يُسمح لك بإرضاعه. بعد احتضان طفلك، عادةً يؤخذ لغرفة الأطفال لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة الأخرى، بينما يتم نقلك إلى غرفتك لكى ترتاحى وتستردى عافيتك بعد الولادة. إذا كنت قد خضعت لولادة قيصرية، ستقوم الممرضات بأخذ طفلك مباشرةً إلى غرفة الأطفال لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة بينما يقوم الطبيب بالانتهاء من غلق الجرح. بينما أنت ترتاحين في غرفتك، سيتم إعطاء طفلك حمام وجرعة معينة من فيتامين "K" لمساعدة الدم على التجلط بشكل سليم، قد يتلقى طفلك جرعة من تطعيم الالتهاب الكبدى حسب ما ينصح به الطبيب. هناك بعض التحاليل الأخرى التي تختلف من مستشفى إلى آخر. إذا كان المولود ولد، سيتم سؤالك ما إذا كنت ترغبين في إجراء عملية طهارة له. -الرضاعة: إذا كنت سترضعين طفلك رضاعة صناعية، سيمكن عادةً البدء في إرضاعه بعد ولادته ببضع ساعات، أما إذا كنت سترضعينه رضاعة طبيعية وكنت قد ولدت ولادة طبيعية، يمكنك إرضاعه منذ لحظة ولادته. الأطفال كثيرًا ما يكونون متنبهين وعلى استعداد للرضاعة خلال أول ساعة من الولادة. يمكن أن تقوم الممرضة بمساعدتك في وضع الطفل على ثديك بشكل صحيح حتى يستطيع الحصول على بعض "السرسوب". السرسوب هو سائل يشبه الماء يفرز في الثديين خلال البضع أيام الأولى بعد الولادة. هذا السائل يعطى الطفل مناعة ضد الإصابة بالعدوى، إضافة إلى أن مص طفلك سيساعد على إفراز الهرمونات التي تخبر الجسم أنه قد حان وقت إفراز اللبن. في البداية، غالبًا سترضعين طفلك كل ساعتين أو ثلاثة. اسألى في المستشفى إذا كانت سياستهم إعطاء المولود جلوكوز، فإذا كنت لا تمانعين في إعطاء مولودك جلوكوز، وكل ما تخشينه هو إعطاءه الببرونة – حتى لا يختلط الأمر على الطفل بين الببرونة وحلمة ثديك – يمكنك أن تطلبى من الممرضات إعطاءه الجلوكوز في فمه باستخدام سرنجة بلاستيك معقمة – بالطبع بدون إبرة – أو باستخدام ملعقة. أما إذا كنت لا ترغبين في أن يأخذ طفلك جلوكوز، تأكدى من إخبار الطبيب والممرضات بذلك. -رابطتك بطفلك: رابطتك بطفلك هي تعلق عاطفى قوى ينشأ بينك وبين طفلك وهى من أجمل وأمتع ما في الأمومة. أغلب الأطفال يكون لديهم الاستعداد لهذه الرابطة في الحال، لكن تختلف ردود أفعال الأمهات في هذا الشأن. كثير من الأمهات والآباء قد يشعرون بمشاعر مختلطة، فإن إنجاب طفل تجربة كبيرة تغير حياة الأم والأب. رغم أن كثير من الأمهات والآباء يشعرون برابطة قوية منذ الأيام الأولى وربما حتى منذ الدقائق الأولى، إلا أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول من البعض الآخر. تذكرى أن هذه الرابطة هي عملية شخصية معقدة وليست شئ يحدث في دقائق أو يستغرق وقتًا محددًا حتى يحدث. قد تجدين صعوبة في الارتباط بطفلك لأنك مجهدة وتشعرين بألم بعد الولادة التي ربما تكون قد استغرقت وقتًا طويلًا أو كانت ولادة صعبة. الهرمونات أيضًا يمكن أن تؤثر بشكل واضح على رابطتك بطفلك. لكن، إذا شعرت أن لديك مشكلة في الارتباط بطفلك مع حلول أول موعد لك مع طبيب طفلك، قد ترغبين في مناقشة هذا الموضوع معه. قد يرجع هذا الاضطراب لديك إلى أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وكلما كان تشخيص حالتك أسرع كلما كان أفضل لك ولطفلك. هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها وأنت لازلت في المستشفى لكى تقوى الرابطة بينك وبين طفلك. هدهدى طفلك، وعانقيه، فالأطفال يستجيبون للمس المباشر. حاولى النظر لطفلك في عينيه، فرغم أن بصره في هذه المرحلة يكون مشوشًا، إلا أنه يستطيع أن يراك ويرى أي شئ حتى مسافة قدمين. تكلمى معه واهمسى له لأن الأطفال يفضلون الأصوات الإنسانية ويستجيبون لأصوات الأم والأب حتى وهم لا يزالون في الرحم.