احتفلت مشيخة الطرق الصوفية والمجلس الصوفي الأعلى بمولد العارف بالله الشيخ إبراهيم الدسوقي أحد أقطاب الصوفية الأربعة، وذلك بمشاركة محافظة كفر الشيخ ومجلس مدينة دسوق وبحضور عدد كبير من الطرق الصوفية بمصر وعدد من الدول العربية والإسمية، وذلك على هامش احتفالات المولد الدسوقي المقام منذ يوم الجمعة الماضي، والذي سيصل لمحطته الأخيرة في الليلة الختامية اليوم الخميس. وشارك في الاحتفالية قيادات من الطرق الصوفية ووزارة الأوقاف، حيث حضر الشيخ فؤاد عبد العظيم ممثل وزارة الأوقاف بالمجلس الأعلى الصوفي والمستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ، والشيخ مختار علي محمد عضو المجلس الصوفي الأعلى وشيخ الطرق الصوفية الدسوقية، نائبا عن شيخ مشايخ الطرق الصوفية الدكتور عبد الهادي القصبي والعشرات من قيادات ومشايخ الطرق الصوفية والعشرات من مريدي القطب الدسوقي بالبلدان العربية وحافظ العيسوي سكرتير عام المحافظة وحسين الطاهر سكرتير عام مساعد المحافظة واللواء أحمد بسيوني زيد رئيس مركز ومدينة دسوق والشيخ سعد الفقي وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ. وفي كلمته، قال الشيخ فؤاد عبد العظيم ممثلاً عن وزير الأوقاف: "إننا نحتفل في تلك المناسبة وقلوبنا تعتصر ألما وحزنا علي فقدان زهرة شبابنا وباسم المجلس الأعلى الصوفي والمريدين والأحباب نقول لهم أنتم أحياء عند ربكم ونحن من ورائكم جنود مع الله ومع الحق وأقول من هنا أن الطرق الصوفية في ثوبها الجديد وبمشايخها وبمريديها يمثلون أكثر من 12مليون صوفي على مستوي مصر، وكل منا مسئول في مكانه عن تعليم الدين الصحيح وقال لإننا بالعلم والإيمان والقدوة الحسنة سنتخطى هذا الحزن والألم الذي أصابنا جميعا ولكننا لن نخاف من هؤلاء المجرمين أعداء الله مضيفا نقول للإرهابيين والخوارج الذين يسعون في الأرض فسادا وقتلا وتشريدا لا مكان لكم في الدين ولا في الإسلام". من جانبه، رحب المستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفر الشيخ، بالحضور خاصة الحضور من البلدان العربية الذين امتلأ بهم السرادق، وقال إن مصر مضيافة والدول العربية وقفت إلى جوار مصر في محنتها موقفا لن تنساه مصر وهذا فعل من كرام إلى كرام لأن مصر سبق وأن ضحت ولم تبخل بأولادها والعلم وقال: "أهدي لكم وشعوبكم كل تحيه وعرفان". وأضاف أن مصر ببركة أوليائها الصالحين خرجت بالثورة الأخيرة مما كان يحاك لها في الظلام فنحن الآن نعيش في ظل حكم رشيد، موجها كلامه للمخربين: "لا يمكن أن تكون إسلاميا وأنت تستبيح دم أخيك المسلم وإذا شاهدت شيخا معمم لا يعمل صالحا فهو ليس شيخا". وقال إن رجال جيشنا ورجال الشرطة بلغوا ذروة الإيمان لأن كلا منهم مشروعا للشهادة دفاعا عن الوطن ونحن كمصريون علي درجة كبيرة من الإيمان لأننا جميعا مشروعا للشهادة فداءا للوطن ضد الإرهاب الأسود. بينما أكد الشيخ مختار علي محمد عضو المجلس الأعلى الصوفي، الذي حضر نائبا عن الشيخ الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أنه الأنبياء لهم معجزات بينما الأولياء لهم كرامات يمنحها الله لمن يشاء وليست بطوله من نبي أو ولي فليست الإسراء والمعراج رحلة من رحلات السندباد يتباهى بها النبي. وتحدث الشيخ سعد الفقي وكيل وزارة الأوقاف في كلمته عن كرامات القطب الدسوقي وأنه كان يري أن التصوف الحقيقي هو الذي لا يخالف الله ورسوله وأضاف لقد روي في كتب المتصوفة أن الدسوقي كان عبدا ربانيا وكان نصيرا للفقراء ويدافع عنهم إذا تعرض أحدهم للظلم واختلف مع السلطان الأشرف قلاوون حينما فرض الضرائب وطالبه بأن يكون رحيما بالفقراء فأرسل إليه السلطان الجنود وكان معهم أسدا للفتك به والانتقام منه ووصلوا إلى مدينة دسوق فهاج الأسد وماج ولم يهدأ إلا حينما مسح الدسوقي عليه وعلى جسده وعلم السلطان بذلك فحضر إلى دسوق وقال له ماذا تريد؟ فطلب منه قطعة أرض لمريديه يزرعونها ويقتتانوا منها ومن عمل أيديهم وبني مسجده في نفس المكان الموجود حاليا. وفي نفس السياق، احتفل عشرات الآلاف بالمولد الدسوقي وسط حالة من البهجة المشوبة بالحزن جراء ما حدث في مدينة العريش وتساقط عشرات الشهداء وامتلأت مئات الخيام بمريدي القطب الدسوقي واصطحبت الأسر أبنائها وسط حالة من الحذر والتشديد الأمني الذي كثف من تحركاته لحماية زائري دسوق من أي أعمال قد تحدث.