هنأت جامعة الدول العربية، الشعب التونسي وقواه السياسية والمجتمع المدني، بنجاح الانتخابات التشريعية بالبلاد، متمنيةً له مزيد من التوفيق لترسيخ التجربة الديمقراطية. وأعربت الجامعة عن أملها أن تتشكل الحكومة الجديدة في أقرب الآجال لتتمكن من تحقيق طموحات الشعب التونسي وتطلعاته إلى الاستقرار والنماء والتقدم والازدهار. وحيت الجامعة على لسان نائب الأمين العام، السفير أحمد بن حلي، في تصريحات للصحفيين اليوم الأربعاء، الشعب التونسي لنجاح الانتخابات، مشيرا إلى أن الجامعة العربية كان لها شرف مراقبتها بفريق من المختصين برئاسة السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد للشئون القانونية مع بقية المنظمات الدولية والإقليمية التي كانت حاضرة لمتابعة تلك الانتخابات. ولفت "بن حلي"، إلى أن جميع الملاحظين والمتابعين أقروا أن هذه الانتخابات جرت في مناخ من المنافسة الشريفة والروح الوطنية بين كل المرشحين، بحيث جاءت تعبيرا صادقا عن الإرادة الحرة للشعب التونسي الذي يعمل بتدرج وتؤدة على إنضاج تجربته الديمقراطية. وأكد أن نجاحها يعود أيضا إلى تحلي القوى السياسية والأحزاب المنخرطة في هذه الانتخابات بحس وطني عال ووعي تام بالمسئولية مما مكن من إنجاح الاستحقاق الوطني. وعبر السفير أحمد بن حلي عن ارتياح الجامعة ازاء تهنئة المتنافسين بعضهم بعضا بعد ظهور النتائج، حتى من فقد مواقع له وتقهقر، مؤكدا أن هذا يبين أن المصلحة العليا للبلاد هي ما كانت أمامهم ويحرصون عليها.، قائلا: "أقولها بكل أمانة هذه ظاهرة جديدة وحميدة في المنطقة ويظهر أن هناك درجة تحضر وفكرا مستنيرا وأن الديمقراطية تبنى بالجميع وليس بالإقصاء". وأشاد بالدور الذي لعبه المجتمع المدني في تونس لإنجاح هذا الاستحقاق وخص بالذكر الاتحاد التونسي العام للشغل، واصفا إياه بالمنظمة العريقة في النضال الوطني والعمل النقابي ليس فقط بالمغرب العربي ولكن على مستوى العالم العربي. كما أشاد بدور المرأة التونسية ومساهماتها الكثيرة، كمسئولة في الأحزاب والتنظيمات وكناخبة ومرشحة. وأفاد تقرير بعثة الجامعة العربية الذي تم رفعه إلى الأمين العام، حول "الملاحظات الأولىة لبعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الانتخابات التشريعية التونسية"، أن الانتخابات التشريعية التونسية جرت وفقا للمعايير الدولية من حرية وسرية ونزاهة وشفافية، وفي نطاق احترام أحكام القانون الانتخابي. وأعربت البعثة في بيانها، عن ارتياحها للهدوء الذي ساد عملية الاقتراع، كما حيت روح السلم والنضج والوطنية العالية التي برهن عليها الشعب التونسي في هذه الانتخابات. كما حثت البعثة الأطراف السياسية، في حالة وجود اعتراضات على نتائج الانتخابات، على الاحتكام إلى القانون دون سواه. وأشارت بعثة الجامعة إلى أن الهيئة الوطنية المستقلة العليا للانتخابات بذلت جهدا كبيرا في هذه الانتخابات التي جاءت في ظل ظروف صعبة، مؤكدة على ضرورة أن تبذل الهيئة الموقرة المزيد من الجهد لمعالجة السلبيات التي ظهرت في هذه الانتخابات ولتطوير أدائها وآلية عملها، الأمر الذي من شأنه تعزيز الثقة في مصداقيتها وقدرتها على تحمل مسؤوليتها الكبيرة في الانتخابات المقبلة. ورفعت البعثة تقريرها النهائي عن هذه المهمة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، متضمنا ملاحظاتها التفصيلية حول المهمة والتوصيات الخاصة بتدارك السلبيات ومعالجتها بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث ستسلم نسخة من التقرير إلى مختلف الجهات التونسية المعنية. كما أعربت البعثة في بيانها، لأعضاء مجلس نواب الشعب المنتخبين عن خالص التهاني وعن التمنيات بالنجاح والتوفيق في مهامهم الوطنية النبيلة، آملةً أن تتشكل الحكومة الجديدة في أقرب الآجال لتتمكن من تحقيق طموحات الشعب التونسي وتطلعاته إلى الاستقرار والنماء والتقدم والازدهار.