حثت الإدارة الأمريكية جوزيف كابيلا، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية على عدم الترشح؛ لولاية رئاسية ثالثة بحلول العام 2016، واحترام النص الدستوري الذي لا يتيح لرئيس البلاد الاستمرار في السلطة لأكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين، ونقلت مصادر إخبارية أمريكية عن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أنه قد صارح كابيلا بحقيقة الموقف الأمريكي، لما يتردد عن اعتزامه الترشح لولاية ثالثة، وهو الرجل الذي جلس على مقعد رئاسة الكونغو الديمقراطية في العام 2001 في ظروف سياسية وأمنية صعبة، وجاءت مفاتحة كيري للرئيس الكونغولي، في هذا الموضوع خلال زيارة قام بها كيري في يونيو الماضي للعاصمة كينشاسا في إطار جولة أفريقية، قام بها الوزير الأمريكي، وقالت المصادر الإخبارية الأمريكية: إن المبعوث الأمريكي الخاص لشرق أفريقيا الدكتور فينجولد راسيل، يتواصل مع الأطراف الكنغولية؛ لحثها على احترام الدستور الوطني، الذي ينظم مدد الرئاسة وانتقال السلطة في هذا البلد الأفريقي الهام، وكان كابيلا قد استطاع إلحاق الهزيمة بحركة 23 مارس المتمردة عليه في إقليم شرق الكونغو، وأجبر قادتها على إلقاء السلاح أواخر العام الماضي؛ بسبب الضربات الموجعة التي وجهتها لهم قوات كابيلا، وكذلك بفضل توقف الدعم الرواندي مقاتلي 23 مارس، وهو التوقف الذي باشرت واشنطن جهودا ضخمة على حكومة رواندا لكي تلتزم به، كما كانت واشنطن لاعبا أساسيا في التوصل لاتفاق السلام بين كابيلا وحركة تمرد 23 مارس، وهو الاتفاق الذي وقع في العاصمة الكينية نيروبي في ديسمبر 2013 برعاية أمريكية، وقد فر 2000 من مقاتلي حركة 23 مارس الانفصالية ممن لهم اعتراضات على اتفاق السلام المشار إليه بأسلحتهم إلى رواندا وأوغندا، وتسعى حكومة الكونغو إلى إعادتهم وصدور عفو عام بحقهم شريطة انخراطهم في مؤسسات الدولة واعترافهم باتفاق السلام، ويعرقل ذلك أن قيادات لتلك العناصر الفارة لا تزال مطلوبة أمام المحاكم العسكرية الكونغولية، وبينما تسعى القيادة الكنغولية لمساعدة أمريكية في هذا الصدد، تسعى واشنطن في المقابل لدى قيادة الكونغو للمساعدة في تعقب تنظيمين عسكريين تورطا في المذابح العرقية التي جرت في رواندا، وهما تحالف القوى الديمقراطية التي يتردد قادتها على أوغندا والقوات الديمقراطية؛ لتحرير رواندا، ويتابع المبعوث الأمريكي الخاص لدى الكونغو الديمقراطية استجابة كينشاسا للمطلب الأمريكي. وفي هذا الصدد قال المبعوث في تصريحات صحفية: إن خطط التعامل العسكري مع التنظيمين المسلحين، قد وضعت وقد ترك أمر التنفيذ للرئيس كابيلا، الذي كانت ولايته الثانية في العام 2006 وهو الرجل الذي تولى الحكم في البلاد بعد اغتيال والده لورين كابيلات عام 1999، وإجراء انتخابات في 2001 شهد المجتمع الدولي بنزاهتها وشفافيتها، وفي انتخابات 2016 الرئاسية المقرر إجراؤها في الكونغو، والتي لا تريد واشنطن لكابيلا خوضها خصصت الإدارة الأمريكية 30 مليون دولار أمريكي؛ لدعم إجراء تلك الانتخابات منها مليوني دولار؛ لمفوضية الانتخابات الوطنية الكنغولية، وباقي التمويل سيقدم لمنظمات المجدتمع المدني، التي سيوكل إليها مراقبة تلك الانتخابات.