رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته بافتتاح مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن". وقال، "أنقل لكم تحية شعب مصر العظيم الذي يعتز بحضوركم إلى القاهرة ويقدر استجابتكم إلى هذه الدعوة التي بادرت بتوجيهها إليكم جمهورية مصر العربية ومملكة النرويج الصديقة، لكي نؤكد تضامنا جميعا مع شعب فلسطين الشقيق في محنة وحتى نتفق معا على أفضل السبل لتوفير الدعم اللازم لقيادته الشرعية ولحكومته الوطنية في جهودهم لإعادة إعمار قطاع غزة الذي كان وسيظل جزءًا أصيلًا من دولة فلسطين التي تتطلع إلى استقلالها". وأضاف الرئيس السيسي، أن هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة لا غنى عنها لدعم الجهود المصرية التي انطلقت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة، لافتا إلى أن مصر حملت على عاتقها مسئولية حقن الدماء والحفاظ على أرواح الفلسطينيين الأبرياء وصيانة مقدرات الشعب الفلسطيني. وتابع قائلا: "لقد واصلت مصر مساعيها دون كلل منذ أن أعلنت مبادرتها لوقف إطلاق النار حيث رعت عدة جولات تفاوضية خلال 51 يوما من القتال إلا أنها نجحت رغم الصعاب التي أعاقت جهودها المخلصة في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في 26 من أغسطس الماضي". وأشار إلى أن جهود مصر استمرت لمتابعة ذلك الإنجاز لضمان تثبيته وهو ما تحقق من خلال دعوتها الطرفين الفلسطيني و الإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة في الشهر الماضي للتوصل إلى تفاهمات حول القضايا المعلقة وتوافقهما على مواصلة المفاوضات خلال النصف الثاني من الشهر الجاري. وأضاف أنه بالتوازي مع ذلك، عملت مصر على رأب الصدع الفلسطيني وذلك في إطار مسئوليتها تجاه رعاية جهود المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه كان يتمنى أن يكون في غنى عن عقد هذا المؤتمر للمرة الثانية، متمنيًا احترام الاتفاقيات الدولية وقرارات المجتمع الدولي، مشيدًا بجهود مصر في استضافة المؤتمر على أرضها، لافتا إلى أن ما لحق بقطاع غزة كارثة إنسانية، مطالبًا بالتدخل العاجل لإعادة البناء والإعمار. وأوضح أن ما جرى من عدوان إسرائيلي في قطاع غزة أمر لا يمكن احتماله ولا يمكن المرور عليه دون محاسبة، مشيرًا إلى أن قطاع غزة تعرض ل3 حروب خلال 6 سنوات وبلغ عدد الضحايا 3760 شهيدًا منهم أكثر من ألفين في الحرب الأخيرة وتم تدمير شبكات الكهرباء والاتصالات والمياه والصرف الصحي وأحياء بأكملها تم تدميرها في الحرب الأخيرة، وتم تدمير آلاف المنازل والمنشآت الصناعية والتجارية والآلاف فقدوا مصادر رزقهم. وأكد الرئيس الفلسطيني على التمسك بالسلام، وفقا للشرعية الدولية وقراراتها، مؤكدًا على إقامة الدولة الفلسطينية في أمن وسلام وحسن جوار مع إسرائيل.