حالة من الغضب والاستياء الشديدين انتابت رائدات وموجهات مادة الاقتصاد المنزلي بكفر الشيخ؛ بسبب تجاهل وزارة التربية والتعليم ومديرية التربية والتعليم طلباتهم الملحة والمتكررة لسد العجز الكبير في مدرسي ومدرسات الاقتصاد المنزلي بالمحافظة، والذي وصل لقرابة ال400 مدرس ومدرسة في أكثر من 220 مدرسة بكافة مراحلها "الابتدائي – الإعدادي – الثانوي". وتقول هايد إميل، موجه الاقتصاد المنزلي بمديرية التربية والتعليم: إن ما زاد الطين بلة- كما يقولون- أن الوزارة أعلنت عن مسابقة ال30 ألف معلم وتجاهلوا مطالبنا السابقة. وتضيف إميل أن موجهات الاقتصاد المنزلي طالبوا مرارا وتكرارًا بسد العجز في هذه المادة ولكنهم فوجئوا بعدم أدراجهم تماما في المسابقة، خاصة محافظة كفر الشيخ التي لم يتم طلب أي مدرس في هذا النشاط من بين 584 هي حصة المحافظة، على الرغم من الاستغاثات والطلبات لمسئولي الوزارة والمديرية بالمحافظة. وتؤكد "إميل" أن نشاط الاقتصاد المنزلي نشاط أساسي خاصة في مدارس البنات والمدارس المشتركة، مضيفة أن ما يحدث لسد العجز في هذا النشاط شيء مضحك على طريقة الممثل الراحل يوسف عيد حينما قال مدرس فرنساوي ورياضيات لغاية ما يجيبوا مدرس رياضيات، فيقوم مدير المدرسة بتكليف مدرس أو مدرسة غير متخصص بتدريس المادة بشكل نظري بحت. وتوضح علا عبدالوهاب السيد، موجهة المادة، أهميتها بأن الاقتصاد المنزلي علم الحياة؛ حيث لا يقتصر على الطبخ فقط ولكنه يشمل 5 أقسام: الملابس والنسيج، والأغذية وعلوم الأطعمة، والطفولة والعلاقات الأسرية وإدارة المنزل، واقتصاديات الأسرة، والمسكن وتأثيثه، مضيفة أن هذه المادة هي حجر الأساس لكل طالبة من بداية المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة في عوامل شديدة الأهمية مثل النظام والأسس الصحية للتغذية، حيث يوجد فيها معلومات مبسطة مثلاً عن الأنيميا وأنواعها وكيفية علاجها ومكافحتها، وكذلك أحدث الأبحاث عن أضرار المواد الحافظة. وتشير أمل السيد الألفي، أن الاقتصاد المنزلي يغرس أيضًا قيم الإنتاج اليدوي للأشغال، والاستفادة من خامات البيئة المتاحة تحت شعار "الأشغال أفضل استغلال لكل أوقاتي". وتعتبر إنتصار محمد عبدالستار، خبيرة في نشاط الاقتصاد المنزلي، أنه يعتبر أولى خطوات اندماج البنات في الحياة العملية لو تم تدريسه بشكل سليم وجيد لهن، فضلًا عن غرسه قيم النظام والنظافة وترتيب الأولويات الحياتية. وكشفت موجهات الاقتصاد المنزلي عن مفاجأة وهي عدم إقبال البنات والطالبات على كليات الاقتصاد المنزلي؛ بسبب قلة الأعداد المطلوبة لهذا لنشاط في وزارة التربية والتعليم، لأن الأمر خاضع للعجز والطلب كما يقولون، مضيفين أن هذه الكليات منذ 10 سنوات كانت قبلة للطالبات؛ بسبب وجود طلبات تشغيل لهن في المدارس. مؤكدين أن الطالبات والطلاب والمدرسات يقومون بعمل معارض وأنشطة نالوا عنها جوائز في الأشغال والنسيج وغيرها.