أكد الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسى (الناتو) ينس ستولتنبرج ان تركيا تعد حليفا رئيسيا وقويا للحلف. واضاف ستولتنبرج - فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو فى أنقرة اليوم الخميس ونقله تليفزيون "بى بى سى" البريطانى - أنه قام بزيارة تركيا للتشاور مع المسئولين الاتراك والإطلاع على الجهود المبذولة ومناقشة المخاوف فى هذا الوقت العصيب ولاظهار تضامن الحلف فى مواجهة التحديات الأمنية التى يواجهها الحلفاء. كما أوضح أن زيارته تأتى لمناقشة سبل تنفيذ القرارات التى تم اتخاذها فى قمة "ويلز" الأخيرة للحفاظ على الناتو قويا وللمساعدة فى استقرار دول الجوار مع العمل مع شركاء الحلف وتوثيق العلاقة بين اوروبا وامريكا. وأضاف ستولتنبرج أنه راقب عن كثب وأجرى مشاورات بشأن الوضع فى المنطقة، حيث يشكل تنظيم "داعش" تهديدا كبيرا على الشعبين العراقى والسورى والمنطقة برمتها الى جانب الدول الاعضاء فى حلف الناتو، ما يجعل من الضرورى ان يتكاتف المجتمع الدولى فى مواجهة هذا التهديد. ورحب ستولتنبرج بالاجراءات الحاسمة التى اتخذتها الولاياتالمتحدة بالتعاون مع عدد من الحلفاء من اجل التصدى لداعش، كما رحب بقرار البرلمان التركى السماح لتركيا بلعب دور اكثر فاعلية فى هذه الأزمة. وأكد على ان الناتو يقوم بدوره فى تقديم الدعم للدفاع الجوى التركى والمساعدة فى حماية الحدود التركية والشعب التركى ضد الهجمات الصاروخية، مشددا على أن الناتو سيظل دوما على اتم الاستعداد لدعم الحلفاء وحماية أمنهم، لاسيما أن تركيا كانت لعقود عديدة حليفا ثابتا يساهم فى استقرار المنطقة. وتابع قائلا : إن القوات المسلحة التركية تقدم مساهمة واضحة فى كوسوفو وأفغانستان، وان الناتو سيستمر فى الاعتماد على تركيا فى أفغانستان حيث ستقوم العام المقبل بالمشاركة فى مهمة تدريب ومساعدة القوات الأفغانية من اجل رفع قدراتها القتالية. وأوضح أنه يجرى الان تطبيق القرارات التى تم اتخاذها فى قمة ويلز، معربا عن أمله فى استمرار العمل مع تركيا للحفاظ على دور حلف شمال الأطلسى كحجر الأساس فى حفظ الأمن. من جانبه، قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو إنه ناقش مع ستولتنبرج التهديدات التى يشكلها تنظيم "داعش" وتطورات الاوضاع فى سوريا والعراق والمشاكل الأمنية التى تشهدها المنطقة، فضلا عن دور حلف الناتو فى تسوية النزاعات الجارية بالمنطقة. أاضاف إنهما ناقشا أيضا التهديدات الارهابية فى المنطقة وأهمية وجود استراتيجية شاملة لمواجهة هذه التهديدات، كما اتفقا على ان تنظيم "داعش" يشكل تهديدا خطيرا فى منطقة الشرق الأوسط فضلا عن مناقشة الأبعاد العسكرية للازمة على الحدود ا_لتركية، حيث ان تركيا تستضيف اكثر من مليون ونصف المليون لاجىء من سوريا والعراق وهو ما يمثل عبئا ضخما على كاهل الحكومة التركية. كما أعرب أوغلو عن استعداد بلاده مواصلة دعم افغانستان عبر بعثة قوة المساعدة الأمنية الدولية /ايساف/ لمساعدة الحكومة الافغانية الجديدة على المضى قدما بالبلاد وتحقيق الاستقرار والإزدهار. ونفى أوغلو صحة ما يتردد عن ان تركيا كانت مترددة بشأن المشاركة فى التحالف الدولى ضد "داعش"، مشيرا إلى أن تركيا اعلنت بوضوح دعمها للضربات الجوية التى شنها التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة على مواقع "داعش"، إلا أنه من غير الواقعى مطالبتها بالمشاركة بتنفيذ عمليات برية ضد "داعش".