سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملاهي الغلابة تستقبل العيد.. مراجيح الموالد تغزو القاهرة والمحافظات.. بجنيهات قليلة تصبح أسعد إنسان في الكون.. بنات وأطفال وشباب وكبار .. الكل يبحث عن البهجة
قميص ممزق، وبنطلون متهالك، ووجه ترى فيه مشقة السفر، يتحدث محمود أبو العلا، 27 عامًا عن مهنته ك "صاحب مرجيحة" ويقول: أنا من بني سويف، وأعمل في تلك المهنة منذ أن كنت في العاشرة، وكنت أذهب مع والدي رحمه الله كل الموالد، خاصة مولد السيدة زينب، حيث يوجد العديد من الأطفال الذين يحبون اللعب بالمرجيحة، ولكن مع الوقت أصبح من الواجب علينا إن "أردنا العيش"، أن نتحرك إلى القاهرة في الأعياد، فهذا الانتقال يحقق لنا زبون جديدًا، وأموالًا كثيرة مقارنة بالموالد. وأضاف أبو العلا "العيد أو الأيام الأخيرة من رمضان، تحمل بهجة العيد، حتى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها كل الناس، تظل بهجة العيد مختلفة، فكل ما نكلفه للطفل 2 جنيه فقط مقابل ربع ساعة كاملة من استخدام المرجيحة، وأظن أننا مشهورون مثل الملاهي الأمريكية، فمن يصنع الشهرة هي الناس، وأنا عندي ناس كتير أوي بتركب المرجيحة من زمان". وعن طريقة نقل المرجيحة من بني سويف إلى القاهرة قال: نحن لا يمكن أن نستخدم السيارات لنقل المراجيح، لأننا ببساطة "منقدرش على تمنها"، ولذلك نستخدم العربية الكارو، فنقوم بتفكيك المرجيحة إلى قطع، فهي أساسًا عبارة عن أعمدة تركب وتفك، وننتقل عبر العربية الكارو عبر البلدان، لكن العيد دائمًا ما نقضيه في القاهرة، فهي مصدر الرزق الأكبر في مصر. ويقول محمود، "كل سنة نجمع في العشر الأواخر من رمضان إضافة إلى ثلاثة أيام العيد عائدا جيدا جدًا، فنحن على مدى السنة بالكامل، لا نجمع ما نجمعه في هذا التوقيت، خاصة أن لرمضان خيره، والذي يبدأ في جلب الأطفال إلينا بعد صلاة العصر، وبعد الإفطار، وفي العيد نبدأ من بعد صلاة العيد مباشرة، وحتى الساعات الأولى من الصباح". وتقول هند أبو العلا، 21 سنة، أنا في المهنة مع أخي وأبي منذ أن وعيت على الدنيا، وأنا تقريبا لا أعرف في حياتي غير لعبة النطاط، وبحر الكور، فكل الأطفال التي تأتي تحب اللعب في تلك اللعبتين أكثر من المراجيح، خاصة أن الأخيرة تعتبر موضة قديمة بالنسبة لناس كتير، ويأتي للعبة النطاط وبحر الكور ناس من مختلف الأعمار، فبالأمس مثلًا جاء لي شباب قالوا إنهم سيحتفلون بنجاحهم في الثانوية العامة، وظلوا يلعبون في بحر الكور والنطاط أكثر من ساعة، ففي تلك اللعبتين الربع ساعة تكون مقابل 3 جنيهات، والحمد لله نجمع من المال ما يكفينا، وربنا يسهل. وتكمل هند: زبائننا من الجنسين، فالبنات تأتي إلينا في فترة بعد العصر، وتلعب دائمًا في النطاط وبحر الكور أكثر من المراجيح، فبنات القاهرة على عكس كل بنات المحافظات الأخرى يعشقون تلك اللعبتين، ففي كل المحافظات البنات تعشق المراجيح، لكن في القاهرة الوضع مختلف. وعما يلاقونه من مضايقات في الشارع تقول: نحن دائمًا ما نستقر في بولاق أو شارع فيصل، فهذه هي المناطق التي لنا فيها زبون يناسبنا، ولكن للأسف الشرطة دائمًا ما تطاردنا، ونحن حتى لا نعرف كيف نستخرج تصريحًا لوقوفنا، في أي مكان، نحن لا نمانع من استصدار التصريح، ولكن ما لا نعرفه هو الطريقة، والشرطة لا ترحم، فكل ما نريد هو معرفة الطريق الصحيح.