وفقًا لما توصلت إليه أحدث الأبحاث، يمكن للبروبيوتيك- وهي البكتيريا الموجودة في الزبادي وبعض الأطعمة المخمرة، أن تلعب دورًا في المساعدة على علاج الاكتئاب والقلق. ولإثبات هذه النظرية أجرت جامعة كاليفورنيا الأمريكية، دراسة استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتقدم أول دليل على أن البكتيريا المستهلكة في الغذاء يمكن أن تؤثر على وظيفة الدماغ البشري، كما وجدت الدراسة أن النساء اللاتي يتناولن بانتظام الزبادي الغني بالبروبيوتيك قد لوحظ عليهن تغيرٌ في نشاط مناطق الدماغ التي تعمل على تنظيم العواطف وأحاسيس الجسم الداخلية. وجاء من بين الأمثلة التي وردت في الدراسة، ما قام به الباحثون أثناء اختبار التفاعل العاطفي من عرض صور لوجوه خائفة أو غاضبة على مجموعة من النساء، فأظهرت النتيجة انخفاضًا ملحوظًا في نشاط تلك المنطقة من الدماغ عند السيدات اللاتي يتناولن البروبيوتيك مرتين يوميًا لمدة شهر. ووفقًا لطبيب النفس والأعصاب وأخصائي تصوير الدماغ دانيال آمين فإن هذا يعتبر مؤشرًا على انخفاض الشعور بالقلق لديهن. وعلى الصعيد الآخر، تبين أثناء هذا الاختبار أيضًا أن نشاط تلك المنطقة في استقرار أو ازدياد عند السيدات اللاتي لم يتناولن البروبيوتيك. بعبارة أخرى يمكننا القول إن من الفوائد المدهشة للبروبيوتيك ما يمنحه للأشخاص من سعادة عارمة. وحيال هذا الموضوع، ويقول دكتور كيرستن تيليسش، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا والمؤلف الرئيسي لتلك الدراسة، إن ما توصلنا إليه من نتائج يشير إلى أن بعض محتوىات الزبادي يمكن أن تغير في الواقع طريقة استجابة الدماغ للبيئة المحيطة. وأضاف قائلًا:عند النظر إلى الآثار المترتبة على هذا، فإننا نتذكر بعض الأمثال القديمة والتي منها «أنت ما تأكله». أثار هذا الموضوع حماس بعض الباحثين لإجراء مزيد من الدراسات، وكان من ضمن هؤلاء الباحثين إيمي رومين، الباحثة في علم النفس بجامعة كانتربيري في نيوزيلندا، التي أعلنت بداية دراستها الجديدة حول إمكانية البروبيوتيك وقدرته على تحسين الحالة المزاجية. وستعتمد إيمي في دراستها على 80 مريضًا ممن يعانون من الاكتئاب وسيتم إعطاؤهم الأطعمة المحتوىة على خمائر بكتيرية لمدة أربعة أشهر. وتقول إيمي: آمل أن تثبت دراستي أن العلاج بالبروبيوتيك سيحدث تغيرات في مستوى بعض المواد في الدم والمخ، مما يجعل الناس أكثر سعادة.