الطفل كيان إنساني رقيق ضعيف، تماما كالنبات الصغير يحتاج لرعاية دائمة وحنان واهتمام، ثم تقويم للسلوك وقت الحاجة، وليس حالة تربوية تحتمل التجريب والعقاب. كما أن نجاح الأم والأب في غرس القيم التربوية والتنشئة الاجتماعية السليمة في نفوس الأطفال، تكمن في فهم هذا العالم الذي يبدو صغيرًا لكنه بالفعل عالم مركب، فهل نراجع أنفسنا في السلوكيات التي نتبعها لتلقين الطفل بعض القيم التربوية؟ هناك بعض الخطوات التي يجب أن نتبعها كآباء من أجل تنشئة سليمة لأطفالنا: الحب والعطاء للطفل أولا يجب أن تصبح علاقتنا بأطفالنا أقل توترًا وأكثر عطاءًا وحميمية مما هي عليه الآن. الطمأنينة أن نجعل أطفالنا أكثر اطمئنانًا وسعادة دون أن نخل بالمبادئ التي نرجوا أن يشبوا عليها. مراعاة صغر سنهم. أن نجعل علاقتنا بأطفالنا أكثر حميمية وأكثر مودة، وأن نتذكر دائما أننا كنا صغارا، فنترفق بهم، ونراعي صغر سنهم، وبالتالي قدراتهم على إدراك عالم الكبار. القدوة أن نحقق أكبر قدر من الفعالية في تأثيرنا على أبنائنا، بأن نكون خير قدوة لهم، حيث يقلد الطفل في مراحله الأولى تصرفات الكبار. معرفة اتجاهات الطفل الفكرية أن نعرف أن العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار مدى الاستقلالية وليس رغبة في المخالفة. إسلوب الثواب والعقاب أن تعليم القيم والسلوكيات الطيبة والتصرفات الحسنة، والأخلاق القويمة يتحقق عند الطفل، عن طريق الاستمتاع والثواب، وليس عن طريق الألم والعقاب. رغبات الطفل لا بد أن نعلم أن كل رغبات الطفل مشروعة، وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحيانًا بصورة خاطئة، أو يعبر عنها حسب درجة الاستجابة بطريقة عصبية. تفهم ميوله وسلوكياته أن نتعلم كيف نتمكن من فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتها، حتى نتمكن من التعامل الإيجابي معه. اضطراب سلوكيات الطفل وأخيرا لابد أن نعلم أن كل اضطراب في سلوك الطفل يعود إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية. عالم الطفولة مليء بالأسرار التي يجب أن نتعلمها ليصبح أولادنا أصحاء نفسيا وبدنيًا.