في ظلّ التضارب والتفاوت في الآراء فيما يخص إرضاع الأمهات أبنائهنّ حديثي الولادة في الأماكن العامة، ونظرًا إلى حساسية الأمر وما يُسببه من إحراج وعدم شعور بالراحة بالنسبة إلى بعض الأمهات، أقدمت إحدى اختصاصيات علم الأمومة والأجنة على وضع حد لتلك المعاناة المستمرة، بإنشائها مقاه عديدة بالتعاون مع أخريات، بنظام اشتراك شهري خاصّ بالأمهات حديثات الولادة. على الرغم من تواجد الكثير من الأماكن العامة التي تُرحب بزوارها، خاصة النساء والأمهات حديثات الولادة، إلا أنه لا تزال هناك شريحة كبيرة من النساء لا تشعرن بالخصوصية والراحة عند إرضاعهن أطفالهن خارج المنزل، بسبب ما يثيره هذا الفعل من تحفّظ الآخرين، لذين لا يتوانون لحظة عن إطلاق أحكامهم عليهنّ، بحسب ما ورد في موقع دايلي ميل البريطاني. ووجدت الخبيرة في علم الأمومة والطفولة والكاتبة إيما كانون حلولًا ممكنة لهذه المسألة، بافتتاحها أول سلسلة مقاه نسائية في لندن، وهو أمر رحبت به نساء حديثات الولادة بتن تشعرن بإمكانية إرضاع أطفالهن حديثي الولادة في جو من الراحة والخصوصية. لكن هذا النوع من المقاهي لن يصبح مركزًا اجتماعيًا فحسب، بل مركزًا ثقافيًا تتبادل فيه النساء آرائهن، ويتلقين النصائح والإرشادات والحلول اللازمة لأي مشكلة تواجههن مع أطفاهن، من قِبل فريق طبي وعلمي متخصص. وتقول صاحبة الفكرة كانون: "أرضعت أطفالي فترة تتجاوز العام. كنت أرتاد أماكن عامة بكثرة، من دون أن يؤثر ذلك على راحتي أو أنشطتي اليومية، كما أنني لم أواجه أي مشكلة تُذكر، مع معرفتي بأن ردود أفعال البشر متفاوتة وفقًا لشخصياتهم. بالنسبة إلى، أؤمن أن حاجات أطفالي أهم بكثير من تحليلات الآخرين وأحكامهم". وتؤكد كانون أن ليس الهدف من فكرة المقهى "عزل الأمهات الجدد اجتماعيًا عن الآخرين، بل لإمدادهم بالنصيحة الطبية التي تساعدهن في المراحل الأولى من التعامل مع أطفالهن وكيفية تربيتهنّ". إضافة إلى "تقديم أنواع الأكل والفيتامينات التي تحتاجها أجسام الأمهات في تلك المرحلة، وكل ذلك بعيدًا عن الأساليب التقليدية المعتادة كالكتب وغيرها، خاصة بعد دمج المقهى بالعيادة الطبية الخاصة بالأمومة والطفولة والولادة. يُذكر أن كلفة الاشتراك بهذا المقهى تعادل 285 دولارًا أمريكيًا لمدة ستة أشهر.