تغيب الأرقام والإحصاءات الرسمية والدقيقة لنسب التسرب المدرسي في عصر يكرّس حقّ كل طفل في الحصول على فرصة من التعليم الأساسي. في حين تشير الإحصاءات في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن 15% من الشباب الأمريكي لم يكملوا تحصيلهم العلمي بمختلف طبقاتهم الاجتماعية. ومن هنا، يعد التسرب المدرسي من المشاكل التي تواجه غالبية الدوائر التربوية في مختلف دول العالم وتختلف أسباب التسرب باختلاف المراحل التعليمية. فما هي الأسباب وراء التسرب المدرسي عند الأطفال وما هي أبرز الحلول للوقاية من هذه الظاهرة المتفشية في المجتمع. تعريف التسرب المدرسي أن التسرب هو الانقطاع عن المدرسة قبل إتمامها لأي سبب وعدم الالتحاق بأي مدرسة أخرى. ويشكل التسرب المدرسي مظهرًا من مظاهر الهدر التربوي، حين يعجز النظام التعليمي عن الاحتفاظ بالملتحقين به لإتمام دراستهم في مرحلة دراسية معينة، يعتبر التلميذ متسربًا إذا انقطع عن المدرسة نهائيًا قبل أن ينهي المرحلة الإلزامية. ولقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثير من المربين والمثقفين، وأولت الكثير من الحكومات هذه المشكلة اهتمامًا خاصًا من أجل دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر سلبًا ليس على المتسربين فقط بل على المجتمع ككل. اذ أن التسرب يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. فهل الرسوب ناتج عن ضعف الرغبة في التعلم، أم ضعف المستوى؟ وهل له علاقة بإهمال الاهل أو بالواقع الاقتصادي المحدود؟ أسباب الرسوب أن أسباب الرسوب متعددة ولا يمكن حصرها لأنها متعددة ومتشعبة. ورغم أن بعضها يكون متشابها ومشتركا بين التلاميذ في خطوطها العريضة إلا أن الكثير منها يختلف من تلميذ لآخر نظرا لإختلاف العوامل والظروف. ومن أبرز العوامل المسئولة عن الرسوب المدرسي: - الأسباب الذاتية: عدم التركيز في الصف، الخوف، عدم الثقة بالنفس، مشاكل سلوكية، ضعف القدرة الاستيعابية لدى الطفل، كراهية للمدرسة، ضعف أو عجز في النطق والكلام، الصعوبات التعلمية... - الأسباب العائلية: عدم حث الطفل على التعلم والمثابرة في تحصيل علمه، لامبالاة الاهل وإهمالهم في مراقبة الطفل ومساعدته في فروضه المدرسية. إضافة إلى وجود تفكك أسري أو خلافات زوجية كالطلاق أو مشادات كلامية، الجهل وقلة المعرفة لأهمية العلم، القسوة والعقاب عند رسوب أو التراجع في المدرسة، الفقر والحالة المعيشية الصعبة... - الأسباب المدرسية: سوء المعاملة في المؤسسة التربوية، عدم مساعدة المعلم لتلاميذه والعمل على حل مشاكلهم، التمييز بين التلاميذ، سلطة إدارية تركز على المنهج بدلا من التلميذ، عدم تشجيع الطلاب... - الأسباب الاجتماعية والثقافية: عدم ارتباط المناهج بحاجات المجتمع وعم تلبية اهتمامات الأطفال وهوايتهم، انخفاض مستوى الاسرة الثقافي والاجتماعي، ضعف صلة المدرسة بالمجتمع... الوسائل الوقائية للحد من ظاهرة التسرب صحيح أن التسرب المدرسي مرتبط بعدة عوامل وظروف لكنها تنصب في خانة واحدة لا بدّ من معالجتها للحد من التسرب المدرسي. لذلك سنقدم مجموعة اقتراحات ووسائل وقائية لمساعدتك على تحفيز طفلك على متابعة تحصيله العلمي. - تشجيع الطلاب المتدنية مستوياتهم للدخول في المعاهد الفنية والمراكز التدريبية، وذلك لاعادة تشكيل شخصية الطالب من جديد. - توفير التعليم " العلاجي" المركّز لهؤلاء المراهقين ضمن مجموعات مصغرة تسمح بإقامة علاقة متفهمة بين التلميذ والمعلم. - وضع خطة من إدارة المدرسة لتحديد الطلبة الذين يحتاجون إلى مهارات إضافية ووضع دروس تقوية لهم ليس على مستوى المادة الدراسية فقط، بل على مستوى التثقيف الاجتماعي. - تعزيز الصلة بين المدرسة والاهل لمعالجة أسباب التسرب عند الطفل والتعاون فيما بينهما لإخراجه من هذه الدوامة. - تقديم الدعم الاجتماعي والمعنوي للتلميذ لتحقيق ذاته وإعادة ثقته بنفسه. - توفير البديل المناسب لهؤلاء التلاميذ كالتدريب المهني لتسهيل انخراطهم في المجتمع. - تشجيع التلميذ على الانخراط في نشاطات جماعية ليشعر أنه عنصر فعال ووجوده مهم بالنسبة للآخرين.