نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن عرض بيع نص نادر لمحادثة بين مركز مراقبة البعثة التابعة للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية والمعروفة باسم "ناسا" وطاقم "أبولو 13" المشئوم الذي كان في مهمة للهبوط على القمر، بما في ذلك الجملة الشهيرة "هيوستن، لقد كانت لدينا مشكلة". ونوهت الصحيفة إلى أن كل كلمة في المحادثة بين بعثة الهبوط على سطح القمر ومركز التحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد سجلت للاستخدام من قبل الصحفيين الذين يغطون المهمة التي كانت تستغرق ستة أيام، والتي كان لا بد من إلغائها بعد انفجار خطير بالمركبة الفضائية. ولم يكن هناك الكثير من الاهتمام بالمحادثة إلا بعد يومين من انطلاق البعثة الثالثة لمحاولة الهبوط القمر، عندما ذكر قائد البعثة "جيم لوفيل" وجود انفجار على متن المركبة الفضائية. وقام "لوفيل" بالاتصال بمركز مراقبة المهمة في "هيوستن" بولاية "تكساس" في الساعة التاسعة في يوم 13 من شهر أبريل بعام 1970، قائلا: "حسنا هيوستن، مهلا، لدينا مشكلة هنا". وقد طالب مركز المراقبة تكرار الرسالة، فأجاب "لوفيل" بالجملة الشهيرة: "هيوستن، لقد كانت لدينا مشكلة". وأشارت الصحيفة إلى أن خزان الأكسجين في وحدة الخدمة قد انفجر خلال الطريق إلى القمر ما يصل إلى 200 ألف كيلومتر من الأرض، ما تسبب في الحريق الذي اجتاح المركبة الفضائية. ولم يكن ل"لوفيل" وطاقمه "جاك سويجيرت" و"فريد هايز" أي خيار آخر سوى إلغاء المهمة، خاصة، وأن وحدة الخدمة التي تضررت بشدة قلصت فرصهم كثيرا بالعودة إلى الأرض بسلام، وهو ما دفعهم للمخاطرة بكل شيء واغلاق وحدة الخدمة، التي تعتمد عليها وحدة القيادة، والانتقال إلى الوحدة القمرية لغالبية رحلة العودة. وبالرغم من المخاطر، إلا أن الطاقم استطاع الهبوط بنجاح وسلام في جنوب المحيط الهادئ، حيث التقطتهم سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. وأفادت الصحيفة أن الدراما الواقعية قد خلدت في الفيلم الذي أنتج في عام 1995 "أبولو 13" بطولة الممثل الأمريكي الكبير "توم هانكس". وأن نص المحادثة المكون من ألف صفحة يغطي كل لحظة بدأ من الانطلاق إلى الهبوط، وهو الصحفي البريطاني "جون فيليبس"، الذي يعمل لحساب هيئة الإذاعة الأوروبية. ومن المتوقع أن يقدر ثمن النص بخمسة ألاف جنيه استرليني حين يبدأ المزاد في دار "كريستيز" بلندن. وقال "جيمس هيسلوب"، الخبير في دار "كريستيز": "هذه الوثيقة هامة بشكل لا يصدق بسبب القصة الإنسانية وراءها، إن مهمة أبولو 13 هي واحدة من الأكثر شهرة على مر العصور، بسبب ما تحتويه من دراما. ودعت ناسا ما يقرب من 40 صحفيا إلى مقرها من أجل تقديم تقريرا عن البعثة وقدمت لكل واحد منهم نص المحادثة بين الطاقم ومركز المراقبة. والشيء الذي لا يصدق هو الهدوء من جانب الطاقم على متن المركبة الفضائية، حيث لا توجد أصوات أثيرت ولا يجود أي من علامات الذعر، بل فقط مهنية تامة".