اتفق معظم أطباء الأطفال وعلماء النفس على أن بكاء الأطفال هو علامة صحية جدًا ولكن بالنسبة للكثير من الآباء والأمهات خاصة ممن لا يملكون الخبرة في تربية الأطفال يعد بكاء الطفل الرضيع هو أكثر الجوانب صعوبة ويشكل مشكلة كبيرة. ولكن علينا الاستيعاب أن البكاء هو الوسيلة الوحيدة التي يملكها الطفل للتواصل مع الآخرين. كما يمكن للطفل حديث الولادة البكاء لعدة ساعات يوميا قد تصل لثلاث ساعات تتناقص تدريجيا مع الزيادة في العمر. من الضروري أن نفهم أن للبكاء العديد من الأسباب وأنه ليس أمرًا طبيعيًا ولكن من الصعب تماما التمييز بين حالات الصراخ المختلفة للطفل سواء كانت طبية ناتجة عن ألم ما أو نفسية وما هي إلا مجرد وسيلة لجذب انتباه الأم فقط. لذلك فإنه علينا دراسة الأسباب الأساسية في بكاء الأطفال وتعلم طرق علاجها كي لا يشعر الآباء بالذنب عند سماع بكاء وصراخ الأطفال. قد تختلف أسباب البكاء من طفل لأخر ولكن يمكن تلخيص أهمها فيما يلي: عليك التأكد من أن طفلك ليس جائعًا، حيث يعتبر الجوع أكثر الأسباب الشائعة للبكاء، لذا إذا كنت تظنين أن طفلك جائع فعليك إطعامه. عليك التأكد من نظافة الحفاظة الخاصة بالطفل وإذا ما كانت تحتاج للتغيير فقومي بتغييرها فورا فقد تتسبب في مضايقة طفلك. قد تكون ملابس الطفل لا تشعره بالراحة، مما تجعله منزعج، فلا بد أن تكون الملابس مريحة غير ضيقة وذات ملمس ناعم. حرارة الطفل الزائدة من أهم أسباب بكاؤه، إذا ارتفعت درجة حرارة طفلك الرضيع فعليك بمراجعة الطبيب فورا. برودة الطفل قد تتسبب في بكاؤه. فإذا كان يشعر بالبرد قومي بلفه بوشاح. قد يعاني طفلك من مغص، في بعض الأحيان قد يكون السبب هو بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي ولتجنب ذلك عليك القيام بمساعدة طفلك على التجشؤ بعد كل رضعة لإخراج الهواء من معدته خاصة إذا كان يرضع بالزجاجة. قد يكون طفلك يحتاج إلى الاحتضان والتدليل فيعمل على جذب الانتباه كي يشعر ببعض الاطمئنان. قد يكون طفلك مريضً وفي هذه الحالة عليك الانتباه فهنا تختلف نبرة البكاء عن الجوع أو البرد. قد يكون طفلك متعب وبحاجة إلى النوم أو الراحة. فقومي بوضعه في سريره وقومي بهزه حتى يخلد للنوم. كيف توقفين بكاء طفلك؟ يجب عليك طمأنة طفلك وتخفيف شعوره بالقلق الغريزي فيجب عليك سرعة الاستجابة لبكاء الرضيع خاصة في الشهور الأولى. إذا لم يتوقف طفلك عن البكاء عليك بمراعاة النقاط التالية: احملي طفلك بين يديك وقومي بهزه بنعومة أثناء المشي أو الجلوس وتجنبي الحركات المفاجئة. احتضني الطفل كي لا يشعر بالخوف وامسحي على رأسه وجسمه بحنان. غني لطفلك الرضيع بصوت خافت. اعطي لطفلك حمام دافئ. قومي بتدليك ظهر وبطن الطفل بلطف. كوني صبورة ومسترخية مع الطفل كي يشعر بالأمان. إذا كان طفلك يعاني من الجوع فعليك بإرضاعه وعليك بزيادة معدل إطعامه إذا كان لا يكفيه الطعام. تأكدي من درجة حرارة الغرفة كي لا يشعر الطفل بالبرد أو بالحرارة الزائدة. تجنبي استعمال الأدوية المسكنة للألم من دون استشارة الطبيب. متى تكون استشارة الطبيب ضرورية؟ هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة عاجلة للطبيب للتأكد من سلامة الطفل وصحته قد تكون بعض الأسباب طبية مثل أن يعاني الطفل من الحمى أو آلام الأذن أو إسهال أو قيء أو نوبات من السعال. وقد تكون بعض هذه الأسباب نفسية فإذا كانت الأم تتسم بالقلق والعصبية فإن هذا السلوك ينعكس على الطفل بشكل ملحوظ ويمكن في هذه الحالة استشارة الطبيب النفسي. تذكّري بأنّ البكاء بالنسبة للطفل هو أهم أشكال الاتصال بالعالم الخارجي. أكثر المواليد الجدد لا يشعرون بالأمان لذا على الأم احتضانه واحساسه بالأمان. يبكي بعض الأطفال الرضّع أكثر من الآخرين وهذا أمر طبيعي يتناقص مع النمو.