اهتم كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم بعدد من الموضوعات التي تهم الشارع المصري على رأسها اتفاق وقف النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي تم التوصل إليه بمقتضي المبادرة المصرية، ودواعي الأمل في غد أفضل ومسببات اليأس والإحباط. وأكد الكاتب "جلال دويدار"، في عموده خواطر بصحيفة "الأخبار"، أن اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه بمقتضي المبادرة المصرية يعد ضربة قاصمة للمزايدين والمتآمرين علي المصلحتين القومية والفلسطينية، وقال إن، نجاح هذه الجهود يعد تعظيما للدور التاريخي الذي تضطلع به مصر لصالح القضية الفلسطينية، ويعكس أن مصر كانت وستظل الملاذ لهذا الشعب العربي الذي ابتلي بالعدوان الإسرائيلي. وأضاف، أنه ورغم المواقف التآمرية لحركة حماس الإخوانية على الأمن القومي المصري فإن - مصر ثورة 30 يونيو لم تتوان لحظة واحدة عن الاستجابة لطلب السلطة الفلسطينية الشرعية في رام الله للتدخل لوقف الأعمال الإجرامية الوحشية ضد أبناء قطاع غزة المغلوبين علي أمرهم. وأعرب الكاتب عن أمله أن تدرك حركة حماس علي ضوء سقطاتها ومؤامراتها، أن مصر كبيرة وستبقي دوما كبيرة، وأنها لن تتخلى أبدا عن دورها ومسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، مبديا أسفه لأن يعلو ولاؤها وانتماؤها للتنظيم الإرهابي الإخواني علي كل مصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وبدوره، أكد الكاتب "محمد بركات" في عموده بدون تردد بصحيفة "الأخبار"، أن هناك دواعي ومسببات كثيرة للأمل في غد أفضل، باتت واضحة جلية لكل المصريين المحبين لوطنهم، والمؤمنين بقدرتهم علي تغيير الواقع والتي ارتفعت وتزايدت بعد الثلاثين من يونيو. وأشار الكاتب إلى أنه على رأس هذه الدواعي تلك الروح الجديدة التي انبعثت في نفوس المصريين، فور إطلاق إشارة البدء لإقامة مشروع قناة السويس الجديدة، والعديد من المشروعات القومية الكبري، لكنه أبدى آسفه لوجود المسببات الداعية للإحباط، والتي تتمثل في مناخ الإهمال والتسيب القائم والمنتشر في المحليات، والشائع في القرى والمدن والمحافظات، مما تسبب في وجودكم هائل من السلبيات المحبطة والداعية لفقدان الأمل، محذرا من خطورة ذلك، ومشددا على ضرورة تصحيحه ووضع حد له قبل أن يقتل الأمل في نفوس المواطنين جميعا. ورأى الكاتب أن الانطباع العام لدى غالبية المواطنين يؤكد، أن الجهاز الإداري في الدولة خاصة في المحافظات ليس علي قدر المسئولية، وأنه يفتقد إلى الكفاءة والمقدرة اللازمة في هذه المواقع. ولفت إلى أن الغالبية العظمي من هؤلاء المسئولين بالمحافظات والمدن والقري هم في سبات عميق اعتادوا عليه، ولا يفيقون منه ولا يتحركون إلا عندما يفاجئهم رئيس الوزراء أو أحد الوزراء بزيارة، مشيرا إلى أن ذلك يكشف للأسف أن حالة الخدمات والمرافق في محافظاتهم متدهورة، وأن الناس في تلك المحافظات تعاني أشد المعاناة، وهو ما يدفع إلى الإحباط ويقتل الأمل. وتناول الكاتب محمد عبد الهادي علام في مقاله بصحيفة "الأهرام" الحديث عن أحداث الأسبوع الماضى التي قدمت صورة واضحة عن السياسة الإقليمية المصرية الجديدة التى تمضى فى طريقها تخط طريقا مختلفا عما جرى فى السنوات الثلاث الماضية، والتى أرهقت خلالها الدبلوماسية المصرية بأثقال الوضع الداخلى المضطرب الذى أعقب ثورة 25 يناير ولفت الكاتب إلى الإستراتيجية التى ينتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسى وينفذها وزير الخارجية سامح شكرى والتي تضع اللبنات لرؤية أعمق تتصل بكيفية التفاعل مع الأوضاع المتفجرة فى المنطقة العربية، وفى محيطينا الإسلامى والإفريقى، ويمكن استخلاص عدد من الثوابت الجديدة التى ظهرت فى الأيام الأخيرة. وأكد، أن قضية الشعب الفلسطينى مازالت محور اهتمام الدولة المصرية رغم الأجواء المضطربة التى سادت العلاقة مع حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، وأن الخلاف مع أحد الفصائل الفلسطينية لا يعنى على الإطلاق التنازل عن ثوابت مصرية راسخة أولها التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وعدم التنازل عن حقوقه فى إقامة دولة مستقلة. وتناول الكاتب الحديث عن مواجهة التيارات المتاجرة بالدين من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربى ومعالجة أسباب انقضاض تلك الجماعات الدموية على الأوضاع الداخلية فى دول ما أطلق عليه «الربيع العربي»، وهى الرؤية المصرية المجردة والنزيهة التى خرجت من عباءة موقف شعبى عظيم فى الثلاثين من يونيو 2013.. مشيرا إلى ظهور أصابع تحالف جماعة الإخوان المندحرة مع جماعات تشكلت برعاية وأموال تفوح منها رائحة المؤامرة على تماسك ووحدة الدول التى ضربها محور الشر الجديد فى سوريا وليبيا والعراق. ولفت الكاتب إلى تعامل مصر مع الشأن الليبي ودعمها إرادة الشعب الليبى، إلى جانب الحديث عن التقدم فى المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة نحو التوصل إلى آلية لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية التى طلبت مجموعة من الدراسات حول السد والاتفاق على اختيار الدول الثلاث مكتبا دوليا استشاريا، يقوم بعمل الدراسات الخاصة بسد النهضة، لضمان عدم تأثير السد على نصيب مصر من المياه. وقال الكاتب، إنه لو كانت تلك هى حصيلة أسبوع واحد فقط من السياسة المصرية فى المحيطين العربى والإفريقى فالمؤشرات طيبة والبناء على ما تحقق مسئولية كبيرة وهو بداية الطريق لاستعادة مصر مكانتها الإقليمية الرفيعة التى لن ينازعها فيها أحد، ولن يؤثر فيها أذناب المؤامرات التى ابتليت بها المنطقة.