لم يكن استحواذ رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة- الذي ظهر فجأة داخل الدوائر الإخوانية- على «اليوم السابع» الموقع والجريدة مفاجأة إعلامية أو سياسية؛ حيث تعد هذه الخطوة بداية لشراء الإخوان عددًا من الصحف والقنوات الفضائية الخاصة، وذلك لتوجيه السياسة التحريرية لصالح الجماعة ومحمد مرسي، وتهدئة الرأي العام الثائر بسبب سوء إدارة الرئيس وحكومته والإصرار على أخونة مؤسسات الدولة، والسعي لتمكين الجماعة من مفاصل الدولة بدستور ديكتاتوري وإجراءات استثنائية واعتداء على السلطة القضائية. استحواذ رجال أعمال الإخوان لليوم السابع بداية لمفاوضات مستمرة بالترغيب «بالشراء» والملاحقة القضائية للإعلاميين، والتهديد لأصحاب القنوات بإغلاقها أو التضييق عليهم وجرجرتهم إلى جهاز الكسب المشروع لتلويث سمعتهم ومشروعاتهم. السيطرة على الإعلام القائم هي الخطة البديلة لإنشاء قنوات أو إصدار صحف جديدة، وهو ما كان يسعى إليه مهندس الجماعة خيرت الشاطر الذي سافر خصيصًا إلى الدوحة للاستفادة من تجربة قناة الجزيرة في تأسيس إمبراطورية إعلام الإخوان. «اليوم السابع» والعاملون بها من إعلاميين وكتاب في اختبار مهني وسياسي حقيقي بين الاستمرار والثبات على مواقفهم السابقة المتحيزة للحريات ومصلحة مصر، أو الرحيل إذا ما تعرضوا لضغوط من الإدارة التي ستسعى بالتأكيد لتغيير سياسة الموقع والجريدة بما يساند دولة المرشد وحكم الجماعة.. الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات وكشف غموض صفقة «أبو هشيمة».