سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحوثي يحاصر صنعاء ومخاوف من حرب أهلية.. الرئيس اليمني يتوعد بالرد.. والجيش يطالب بفض كل المظاهر المسلحة.. والجنوب: الأزمة نتيجة الأخطاء الفادحة للرعاة الدوليين
قامت قوات الزعيم الشيعي عبد المالك الحوثي بمحاصرة العاصمة اليمينة صنعاء عبر محاورها الأربعة، في محاولة لإسقاطها تحت غطاء احتجاجات شعبية على رفع الحكومة الدعم عن المحروقات. واستطاعت مجموعات مسلحة تابعة للحوثي، أمس الثلاثاء، من إحكام سيطرتها على مداخل العاصمة الاستراتيجية كتلك الحصار الذي تعرضت له صنعاء في سبعينيات القرن الماضي، حسبما أفادت مصادر يمنية ل"البوابة نيوز". وانتشرت قوات موالية للحوثي عند منطقة الصباحة المدخل الغربي للمدينة وعلى طريق العاصمة شرقًا، والذي يربط صنعاء بحضرموت ومأرب، حيث مصادر النفط والغاز وكذلك ترابط مجموعات حوثية مسلحة جهة الأزرقين وضلاع همدان المدخل الشمالي للمدينة، والذي يصل صنعاء بصعدة وعمران ويعد من أهم الطرق لأنه بمثابة خط امداد استراتيجي للحوثيين للدعم والمساندة. وجنوبًا عند منطقة حريز وبالتالي لم يبق أمام الحكومة اليمنية إلا المجال الجوي، الذي لم يكن له أي أهمية استراتيجية، إذا ما تمكنت المجموعات المسلحة التابعة للحوثي من ضرب المطار الدولي بصنعاء. الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والحوار الوطني ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، عبرت عن بالغ قلقها إزاء سياسات الحوثي وتصريحاته الأخيرة بدعوة الحكومة للرحيل، واعتبرتها مناهضة ومهينة وتنم عن لهجة حادة تجاه عملية الانتقال السلمية وتمس أيضًا من هيبة الحكومة اليمنية المشكلة شرعيًا، وأن المجتمع الدولي لن يقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض أو إثارة الاضطرابات والعنف، وسوف يتم إدانتها بشدة. وأدان الرئيس اليمني عبد ربه منصور خلال اجتماع استثنائي، أمس الثلاثاء، تصرفات الحوثي ووفها بالطائشة وغير القانونية وخارجة عن مخرجات الحوار الوطني. وذكرت صحيفة يمنية محلية، أن منصور وجه رسالة شديدة اللهجة إلى الحوثي عبر طرف ثالث متوعدًا إياها بالعقاب نتيجة تحريض للشعب اليمني على الفتنة والانقلاب على مشروع الدولة ومخرجات الحوار الوطني. وطالب بيان صادر عن اللجنة الأمنية العليا باليمن والمشكلة من وزراتي الدفاع والداخلية مساء اليوم الثلاثاء قوات الحوثي بفض كل المظاهر المسلحة حول صنعاء واعتبر البيان انتشار مجموعات مسلحة حول العاصمة خرق للقانون ومخرجات الحوار الوطني، متهما رجال الحوثي بتخويف وترويع المواطنين ونهبهم وتهديد الأمن والسلم الأهليين. ودعا البيان لقوى الوطنية والأحزاب السياسية إلى الاطلاع بدورها في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد على طريق الإعداد والاستفتاء على الدستور وبناء دولة اليمن الموحدة. وحذر الحوثيين بردة فعل قوية إذا ما استمروا في خرقهم للقانون وترويع وإرهاب المواطنين. استجداء واعتبر محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم الحوثيين، أن رسالة الدول العشر بمثابة دعم للفساد والاجرام في اليمن. وأضاف عبد السلام عبر صفحته على فيس بوك، أن الدول العشر أخطأت حين سمحت لنفسها أن تعترض طريق الشعب، ولم تستفد من الدروس الماضية بارسلهم رسالة للحوثيين. فيما لم تصدر أي تصريحات أو ردود فعل من عبد المالك الحوثي، وهو ما اعتبره الناشط السياسي اليمني منير الماروني إهانة من قبل زعيم الحوثيين للدول العشر حيث لم يعلق على رسالتهم الأمن خلال مؤيديه. وأضاف الماروني أن رسالة الدول العشر إلى الحوثي مهينة للدول التي وجهتها. وأشار إلى عدم احترام الحوثي المستمر في حصاره لصنعاء وحفر الخنادق من حولها لهذه الرسالة وعدم الرد عليها، وأن الحوثي سيدخل صنعاء ومن لا يعجبه يخبط رأسه في حائط مجلس الأمن. حصار العاصمة ويستمر مناصرو الحوثي في حصار العامة وحفر الخنادق من حولها، حيث نقلت صحيفة يمنية عن مصادر عسكرية اليوم أن وزارة الدفاع قدمت الدعم لرجال الحوثي الذي يقومون على عملية الحفر وقدمت لهم التموينات الغذائية أثناء قيامهم بحفر خنادق بالقرب من معسكر الصباحة غرب العاصمة صنعاء. وافادت الصحيفة اليمنية أن المسلحين يحفرون الخنادق بمعدات كبيرة امام الناس ويرفعون شعارتهم في أماكن الحفر، مشيرة إلى دخول 150 عنصرا من رجال الحوثي داخل العاصمة وتمركزهم داخل مبنى الأمانة العامة لتنفيذ أعمال عسكرية في إطار خطة الحوثي لإسقاط الحكومة. الجنوب ويرى الدكتور عبدالحميد شكري، رئيس المجلس الوطني للنضال السلمي لتحرير الجنوب أن الصراع بين الحوثيين والحكومة والذي تشهده اليمن الآن نتيجة الاخطاء الفادحة للرعاة الدوليين للأزمة اليمنية والذين قدموا حلولا لا تناسب القضايا القائمة. وأوضح شكري أنه لا علاقة للجنوب بالصراع الدائر في اليمن الآن. وأشار إلى استمرار الجنوب في نضاله السلمي حتى الاستقلال، وأضاف نحن شعب على أرضنا وندرك خطورة العمل المسلح بالقرب من منافذ بحرية ذات أهمية استراتيجية كمضيق باب المندب. وقال: "إن السبب الرئيسي وراء الصراعات التي يعيشها اليمن منذ عام 2011 هو تجاهل قضية استقلال الجنوب من قبل الدول القائمة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي بات في مهب الريح بعد حصار العاصمة صنعاء. وأضاف أن القوى الصاعدة والتي هيمنت على مناطق واسعة من اليمن تفرض اليوم واقعا جديدا على الارض بعد نجاحها في حصار صنعاء بمعاونة قوات من الجيش اليمني. و توقع عبد الحميد أن يشهد اليمن قيادة سياسية جديدة نتيجة تمسك الحوثيين بإلغاء رفع الدعم عن المحروقات وإسقاط حكومة الوفاق الوطني التي جاءت على أساس المبادرة الخليجية". وحول بيان صدر مساء اليوم عن اللجنة الأمنية العليا باليمن ويطالب الحوثيين بالتخلي عن كل مظاهر التسلح في محيط صنعاء قال شكر: أن في اليمن اربعة جيوش وليس جيش واحد وكل جيش يساند مؤيدية فهناك جيش على عبد الله صالح الموالي للنظام السابق وهناك جيش الإخوان وتمثله الفرقة الأولى من الجيش اليمني وهناك فرق موالية للحوثيين وأخرى موالية للتنظيمات والجماعات التكفيرية فنحن امام جيش تتقاطع ولاءاته ما يعني أن الصراع سيستمر ما لم يحدث اتفاق سري بين القوى المتصارعة بناء على ضغوط اقليمية وخوفا من استقلال الجنوب.