قال الشيخ محمد عبد الحليم محمد، إمام وخطيب مسجد ذو الجلال والإكرام بحي المناخ ببورسعيد، إن السلام في الإسلام أساس متين قامت عليه مبادئه، ودعت إليه توجيهاته، وربي عليه أتباعه، وأخذهم بسلوك طريقه، والدعوة إليه، والعمل على سيادته، حتى ينعم المجتمع بالأمن، ويتجه أفراده إلى الإنتاج والعمل والبناء والرخاء. وأضاف خطيب بورسعيد أن الناس يأمنون على أموالهم ودمائهم وأعراضهم، ويكونوا من بعد إخوة متحابين، لأن الله أمرنا بهذا قائلا: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كل ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين". وأكد "عبد الحليم" أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم بين لنا مَن هو المسلم الحقيقي مِن المسلم المدعىّ، قائلا في حديث أبي هريرة: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم"، وبيّن النبي أيضا أن إفشاء السلام سبب من أسباب دخول الجنة قائلا: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟، أفشوا السلام بينكم". وأشار خطيب بورسعيد إلى أن الدعوة لإفشاء السلام كانت أول ما أكد عليه النبي حين قدم المدينة، فنظر إليهم قائلا " أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". وأوضح "عبد الحليم" أن دعوة الإسلام دعوة سلام بحق، ونظرية الحرب في الإسلام دفاعية لا عدوانية، فالله تعالى حرّم قتل الأبرياء متوعدا: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، فلا يحل دم امرئ مسالم آمن مطمئن أيا ما كان دينه أو لونه أو جنسه، فالله تعالي لا يحب المعتدين.