تناول كبار كتاب الصحف عددا من الموضوعات التي تهم الرأي العام على رأسها متابعة تطورات الأوضاع الأقليمية ، ومحاكمة القرن . ففي مقاله "بدون تردد" بجريدة "الأخبار" تحت عنوان "مؤمرات وأخطار" ، أكد الكاتب محمد بركات ، أنه من الضروري والمهم أن ننتبه جيدا لجميع التطورات الجارية حولنا ، وكل المستجدات الطارئة في نطاقنا الإقليمي والعربي ، وعلى رأسها وفي المقدمة منها ذلك اللهيب المشتعل في دول الجوار، على مقربة خطوات من حدودنا أو ملاصقة لها بما تحمله في طياتها من تهديدات وأخطار. ذلك أمر بالغ الأهمية أذا ما أردنا أن نتقي هذه التهديدات ، والتحسب لهذه الأخطار، وتجنيب البلاد والعباد تلك المخاطر المحدقة بنا من كل جانب، والمتربصة بالوطن تتحين أي فرصة للانقضاض عليه، وإلحاق الشر والأذي به. وأوضح الكاتب أنه إذا ما أردنا معرفة وادراك حجم المؤامرة الخطيرة والهجمة الشرسة التي تتعرض لها مصر، وما كان يدبر لها من قوي الشر والارهاب والدمار، والصورة البشعة التي كانوا ولا يزالون يسعون بكل الخسة والحقد ، أن تصبح عليها مصر ، فمن اللازم والمحتم أن نلتفت حولنا وننظر بدقة إلي ما يجري وما يحدث في ليبيا والعراق ومن قبلهما سوريا وغيرها ودون تهويل أو مبالغة . ولفت بركات إلى أنه كان من المفترض طبقا لما كان مدبرا ، ولا يزال ، أن تصبح مصر دولة ساقطة ومنهارة ، أي مجرد أرض خربة واشلاء ممزقة وشعب منقسم إلي ميليشيات وطوائف متنازعة ومتقاتلة ، في ظل انهيار سلطة الدولة وغياب القانون وتحطم وانكسار جهاز الامن والشرطة، وتفكك الجيش، واعلان مصر دولة فاشلة،...، هذا إذا بقي منها ما يمكن ان يطلق عليه اصلا اسم دولة. وأكد الكاتب أن ذلك هو ما كان المقدر وفقا لمخطط قوى الشر المتحكمة والمسيطرة على عالم اليوم ، وأعوانهم من القوى الإقليمية وعملائهم في الداخل من قوى وجماعات الإرهاب المحلية المتاجرين بالدين ، الذين تسلطوا على مصر وقفزوا على الثورة واستولوا على السلطة ، وقبضوا على رقاب البلاد والعباد وسيطروا علي مقاعد الحكم ومراكز صنع القرار، لولا عناية الله وثورة الشعب وتضحيات رجال الشرطة ووطنية قواتنا المسلحة التي احتضنت الثورة ونفذت إرادة الشعب. .... وفي مقاله "وماذا بعد" للكاتب محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير صحيفة الاهرام ،و تحت عنوان "مشهد المستقبل في سوتشي" ، قال الكاتب لقد جاء سيناريو عملية الإصدار والترويج لتقارير المنظمات الحقوقية الدولية حول بعض القضايا العالمية وفي مقدمتها القضايا المتصلة بأوضاع الداخل المصري «رديئا» و«سيىء الصنع» من إنتاج عواصم غربية لا تفرغ جعبتها من الحيل والمكائد, وتحمل فى طياتها تراثا استعماريا استعلائيا يريد أن يحدد للآخر من شعوب العالم المعايير والمحددات التى عليهم أن يتبنوها أو يلتزموا بها لو أرادوا علاقات جيدة مع الدول الكبرى التى تمسك بزمام السياسة الدولية. ورأى الكاتب أن هذا السيناريو جاء ليمثل حالة انكشاف جديدة لأحد المكونات الدولية لهيئة مستثمرى دماء شهداء 25 يناير من الشباب الذين خرجوا من أجل وطن تسوده الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، بعدما تعرضت جماعة الإخوان الارهابية وتيارات سياسية محليا، وقطر وتركيا وحركة حماس إقليميا، والولايات المتحدة وأطراف غربية دوليا، للانكشاف عندما خرج الشعب المصرى فى 30 يونيو ليرد الاعتبار لشهداء 25 يناير وينهى مظهراً بائسا من مظاهر خيانة الدم. وأوضح الكاتب أنه في غمرة ما جرى من مسئولى منظمة «هيومان رايتس ووتش» في مطار القاهرة من «شو إعلامى» بهدف تسجيل موقف أن السلطات المصرية ترفض دخولهم خشية إطلاق «تقرير رابعة» من العاصمة المصرية، تبين لنا حجم حالة الانكشاف لمواقف كثيرة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية ، ففي الوقت نفسه كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يخطو بثقة على سلم الطائرة الرئاسية فى مطار منتجع سوتشى الروسى فى أول مقابلة مع الزعيم الروسى فلاديمير بوتين بعد انتخابه رئيسا لمصر حاملاً هموما وآمالا كبيرة لتحقيق تقدم ملموس فى العلاقات مع قوى عالمية مؤثرة بحجم روسيا . وسلط علام الضوء على أن السيسي كان يعيد بناء علاقات مع دول كبرى وقفت إلى جوار مصر فى عملية البناء التى بدأت فى الستينيات من القرن الماضى وترك التعاون مع روسيا أثرا لا يمحوه الزمن على علاقات راسخة بين بلدين وحضارتين كبيرتين، وكانت هناك قوى فى الداخل والخارج تريد إعادة بناء سيناريوهات الفوضى من جديد وكأنه لم يكفهم ما جرى فى الأعوام الثلاثة الماضية من ضياع لمقدرات وإزهاق لأرواح الشباب المصرى الطاهر الذى خرج ضد الظلم والفساد وغياب العدالة الاجتماعية فى عهد حسنى مبارك ليجد نفسه أمام شبكة عنكبوتية من المستغلين والمتآمرين والمتاجرين بالأوطان والدماء وهؤلاء لم يردعهم حجم الألم والمعاناة التى تكبدها المصريون فى السنوات الماضية ويسعون مجددا لإعادة إنتاج خطاب الفوضى ممثلا فى تقارير دولية مغرضة ومغلوطة ولا تراعى الحد الأدنى من الموضوعية والتوازن بصورة تجعل من تلك التقارير مجرد ورقة ضغط أو مقدمة لأفعال أكثر حماقة من بعض الدوائر والعواصم التى أعياها موقف الشعب فى 30 يونيو الماضى من رفض لتيار دموى متخلف أراد أن يجر مصر إلى دائرة أوسع من الطائفية والتعصب والانقسام الخطير غير المسبوق. وأختتم الكاتب مقاله بالقول إن المشهد فى منتجع «سوتشى» الروسي حيث وقف الرئيس السيسي إلى جوار نظيره بوتين يعلنان عن خطوة مهمة فى العبور المشترك نحو المستقبل فى العلاقات الثنائية يؤكد أن مصر تسير بخطى واثقة لبناء دولة حديثة حيث يعرف رئيسها جيدا موطئ قدميه ويعرف أن كل دقيقة اليوم محسوبة من مستقبل الوطن ومن قدرته على توفير مستقبل أفضل لشبابه وهى مهمة ثقيلة لا تحتمل الأبواق المنفلتة والأقلام الرخيصة والتحالفات المشبوهة التى تروج لها عواصم بعينها لتحقيق مآربها فى التوسع والسيطرة فى المنطقة العربية على أشلاء الدول اليوم.. والمشهد الآخر، مشهد منظمات هدم الأوطان بأموال مشبوهة وهو مشهد لا يفرق فى دلالاته عن مشهد من يقوم بحرق برج للكهرباء أو تدمير عربات للشرطة أو الجيش أو تخريب منشأة عامة حيث كل هؤلاء شركاء فى جريمة واحدة وهى السعى حثيثا لدفن مستقبل هذه الأمة تحت شهوات السلطة والخيالات المريضة المسيطرة على عقول البعض فى الداخل والخارج . .... وفي مقاله "خواطر" بصحيفة "الأخبار" رأ الكاتب الصحفى جلال دويدار فىمقال تحت عنوان "المحاكمة كشفت .. المؤامرة" ، أنه لا يمكن لأحد أن ينكر قمة الإثارة التي صاحبت متابعة مجريات محاكمة القرن المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك وولداه جمال وعلاء ووزير الداخلية حبيب العادلي الذي تولى مسئولياته عقب أحداث مجزرة الأقصر التي كانت وراءها جماعة الإرهاب الإخواني..وان قائمة الاتهام شملت مساعدي وزير الداخلية الأسبق بالإضافة إلى رجل الأعمال حسين سالم. وقال إن هذه المرحلة من المحاكمة جاءت بعد إصدار محكمة النقض أحكامها بنقض الأحكام الصادرة في المرحلة الأولي منها. ولقد كشفت أن أقوال المتهمين أمام هيئة المحكمة برئاسة المستشار محمود الرشيدي للعامة والخاصة ولكل العالم حجم المؤامرة وخستها التي استهدفت تدمير الدولة المصرية. ولفت الكاتب إلى أن تطورات الأحداث وما تعرضت له مصر من خراب إبان فترة الانحراف بثورة 25 يناير كان محورها الدفع بجماعة الإرهاب الإخواني لحكم مصر. وقال دويدار ان كل الدلائل والشواهد تؤكد دور القوي الأجنبية المتربصة بأمن واستقرار مصر في هذه المؤامرة التي كانت عمالة هذه الجماعة ركيزتها. حيث جاء ذلك في إطار المخطط الأمريكي للتصدي والمعالجة لمفاجأة هجوم 11 سبتمبر 2001 علي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وأوضح دويدار أن ممارسات الفساد الذي تورط فيه بعض رموز حكم الرئيس الأسبق مبارك في سنواته الأخيرة كانت وراء شيوع مناخ غير صحي ، كان من نتيجة ذلك تصاعد المعاناة والإحساس بجمود تطلعات الشعب وآماله فيما يتعلق بنهضة وتقدم مصر ، في هذا الشأن علينا أن نكون عادلين ومنصفين ووطنيين في اعترافنا بأنه كانت هناك أصوات صحفية وإعلامية تتحدث عن هذا الفساد وما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات. هذا يحتم ان نشير إلي الحملات الصادقة والامينة التي قامت بها «الأخبار» في ذلك الوقت ضد رموز هذا الفساد الذين كانوا يسيطرون علي كل شيء. ورأى دويدار أن هذا الذي مارسه الإعلام بحرية كاملة إبان حكم مبارك كان يتعارض مع المصداقية والواقع بعد ثورة 25 يناير حيث مارس العديد من الإعلاميين والصحفيين دورا أساسيا فيما تعرضت له هذه الثورة من انحراف .. لافتا إلى أن بعضهم كان يعاني من الجهل والضحالة ونقص الخبرة والحنكة والبعض الآخر كان يتصرف ويتحرك بسوء نية وانحطاط اخلاقي وتلون.. متواطئاً مع عناصر اختارت العمل ضد مصر لصالح قوي أجنبية.. وقال لقد ظهر هذا جلياً في بعض البرامج التليفزيونية التي عملت علي تسليط الأضواء علي شخصيات بعينها تآمرت ضد الوطن وتورطت في العمالة لمخطط أمريكي ولقوي أجنبية. ,,وهنا يحق القول بأنه كان لبعض الابواق الاعلامية بقصد او بغير قصد دور اساسي فيما اصاب مصر من كوارث.