لقي اقتراح أمريكي بتجميد الأعمال الاستفزازية في بحر الصينالجنوبي ردا فاترا من الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا يوم السبت في انتكاسة على ما يبدو للجهود الأمريكية الرامية لكبح جماح تصرفات الصين لتأكيد سيادتها على البحر. ولازعاج الصين تستغل الولاياتالمتحدة اجتماعا إقليميا في ميانمار هذا الأسبوع لتعزيز تدخلها في التوترات البحرية بالدعوة إلى وقف أنشطة مثل اقامة الصين لمنصة نفطية عملاقة في مياه تعتبرها فيتنام جزءا من مياهها الاقليمية في مايو آيار الماضي. وكانت الفلبين حليفة الولاياتالمتحدة قد دعت أيضا إلى تجميد الأنشطة في خطة من ثلاث خطوات لتهدئة التوترات في البحر الغني بالموارد الطبيعية والذي تمر به نحو خمسة مليارات دولار من التجارة العالمية سنويا. ووصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت إلى نايبيداو عاصمة ميانمار لحضور المنتدى الاقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بجانب وزراء خارجية ودبلوماسيين كبار آخرين من الصين وروسيا واليابان والهند وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول جنوب شرق آسيا. وفي مستهل المنتدى قال كيري "هناك مسؤولية مشتركة بين الولاياتالمتحدة وآسيان لضمان أمن البحار والأراضي والمواني المهمة." وأضاف "نحتاج إلى العمل معا لتخفيف التوترات في بحر الصينالجنوبي ومعالجتها بطريقة سلمية وفقا للقانون الدولي." لكن لي ليونج منه الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا التي تضم في عضويتها عشر دول قال إن وزراء خارجية آسيان لم يبحثوا الاقتراح خلال اجتماعهم أمس الجمعة لأن هناك بالفعل آلية لكبح أعمال مثل استصلاح آراضي أو البناء فوق الجزر المتنازع عليها. وأضاف أن الأمر يرجع لدول آسيان في تحديد ما إذا كانت ستتعاون مع بكين لتخفيف التوتر من خلال الالتزام بصورة أكبر بالاتفاق الذي وقع عام 2002. وتزعم كل من بروناي وماليزيا والفلبينوفيتنام وتايوان بسيادتها على أجزاء من بحر الصينالجنوبي. وتنتهك معظم الدول التي تزعم السيادة على مناطق في بحر الصينالجنوبي هذه المباديء الاسترشادية مما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة بين أربع من دول آسيان والصين التي تزعم السيادة على 90 في المئة من بحر الصينالجنوبي. وتعارض الصين التدخل الأمريكي في النزاع ورفضت بالفعل اقتراح تجميد الأعمال الاستفزازية. وتتهم بكينالولاياتالمتحدة بتشجيع مزاعم السيادة من جانب دول مثل الفلبينوفيتنام. وقال وزير خارجية الصين وانغ يي للصحفيين "حاليا الوضع في بحر الصينالجنوبي مستقر بشكل عام. لم تحدث أي مشكلة تتعلق بالملاحة في البحر." وأضاف "البعض يبالغ أو يضخم من شأن ما يسمى بالتوتر في بحر الصينالجنوبي. لا نتفق مع هذه الممارسة."