ما يحدث بدور الايتام من معاناة أكبر بكثير مما يعلمه الرأي العام، وإن كان حادث دار مكة للايتام، لفت إلى أشد الظواهر خطورة وهي صنع شخصيات مشوهه ومعقدة ورافضة للمجتمع، تمارس العنف ضده بكل الوسائل، بحسب خبراء نفسيين. يقول الدكتور محمد صديق استاذ علم النفس بجامعة بني سويف ان العنف بصفة عامة سلوك مرفوض وغير سوي ومريض وان استخدام العنف كنوع من التربية اثبت فشله بل ويأتي بنتائج عكسيه سلبية . واكد أن القاعدة النفسية تشير الي ان اهم فترة في حياة الانسان هي الخمس سنوات الأولى، مشيرا إلى أن تعرض الاطفال في هذا السن لهذا العنف والسلوك الغير سوي يدمر شخصيتهم كما يخلق اطفالا كارهين للسلطة والمجتمع. واوضح صديق ان العنف ضد الاطفال يخلق شخصيات مشوهه ومعقد ويجعلها شخصيات سيكوباتية ضد المجتمع، ترفض وتتمرد علي كل شئ امامها وعلي الممتلكات العامة والخاصة، مضيفا "هذا هو ما نعاني منه في الواقع فنري في الشارع والمواصلات العامة اشخاصا رافضة وناقمة على كل شئ وساعية فقط للتخريب والكراهية". ودعا الي ضرورة ان تعود الدوله لتتبني منظومة التحكم والرقابة علي مثل هذه الدور وتخصيص فريق عمل متخصص مكون من طبيب واخصائي نفسي واجتماعي بجانب المشرفين بكل دار على ان يتم اختيار اماكن مناسبه ومجهزة، بحيث لا تكون عبارة عن شقق صغيرة حتى لا يتحول الامر الى "سبوبة" للمتاجرة بهؤلاء الاطفال. واوضح الدكتور معاذ مقران استاذ علم النفس بجامعة المنوفيه ان الاطفال الذي يتعرضون للعنف داخل دور الايتام يتكون لديهم تاريخ من الاهمال والإساءة الجسدية يعرضهم لخطر المشاكل النفسية، ويكونون أكثر عرضة للاكتئاب وتوجيه العنف للاخرين حتي علي ذويهم والمحيطين بهم . واكد ان تعرض الطفل للعنف يؤثر علي ثقته بنفسه وبالتالي على قدراته العقلية والنفسية، وكذلك انجازاته ومستواه التعليمي، ويولد شخصية عدوانية مضاده للمجتمع. وأشار إلى أنه في ظل غياب الاسلوب الرادع ستتكرر تلك الوقائع بل ستتطور لما هو اسوأ من ذلك، مشيرا الي انعدام بعض ضمائر القائمين علي هذه الدور. وشدد على ضرورة اتباع اسلوب الوقاية من خلال اختيار القائمين علي هذه الدار، وكذلك العاملين عليها.