قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم السبت إنها اشتبكت مع قوات إسرائيلية توغلت في شرق رفح قبل بدء سريان وقف اطلاق النار الذي أعلنت إسرائيل أنه انتهى بعدما اتهمت حماس بانتهاكه. وأضافت في بيان "ما حدث شرق رفح منذ فجر الجمعة هو أن قوات العدو -مستغلة الحديث عن وقف إطلاق النار الإنساني المفترض- توغلت ليلا بعمق يزيد عن كيلومترين في أراضينا شرق رفح وتقديراتنا بأنه جرى التصدي لها والاشتباك معها من قبل إحدى كمائننا التي تواجدت في نفس المكان حيث بدأ الاشتباك قرابة الساعة السابعة صباحا أي قبل وقت دخول التهدئة المفترضة. "بينما قامت طائرات العدو ومدفعيته بصب نيرانها على المدنيين بعد الساعة العاشرة صباحا في خرق فاضح لهذه التهدئة بحجة قيام العدو بالبحث عن جندي مفقود." وتقول إسرائيل إن مسلحين فلسطينيين خرجوا من نفق لنصب كمين لقوات المشاة التابعة لها في رفح في الساعة التاسعة والنصف صباحا أي بعد ساعة ونصف من بدء سريان وقف اطلاق النار فقتلت جنديين وأسرت ضابطا برتبة لفتنانت يدعى هدار جولدين. وذكرت حماس أنه إذا كان جولدين قد أسر فإنه ربما قتل في أعمال عنف إسرائيلية أعقبت التوغل. وأسفرت الواقعة عن قصف إسرائيلي لرفح قتل فيه 150 فلسطينيا. وأعلنت إسرائيل أن الهدنة التي كان من المقرر أن تستمر لمدة 72 ساعة انتهت. واتهمت واشنطن حماس بارتكاب انتهاك "وحشي" لوقف اطلاق النار. وطالبت الأممالمتحدة حماس باحترام الهدنة لكنها قالت إنها لم تتحقق من ملابسات تصاعد العنف كما ناشدت اطلاق سراح جولدين. وقالت كتائب القسام في بيانها "إننا في كتائب القسام لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه." وقالت إسرائيل إن قواتها البرية ستستمر في مهمتها الرئيسية وهي تحديد موقع أنفاق يستخدمها نشطاء حماس لشن هجمات عبر الحدود وتدميرها بغض النظر عن أي وقف لاطلاق النار. مخاطر على الأرض وترى حماس في مثل هذه التحركات الإسرائيلية استفزازات محتملة. وقالت كتائب القسام "لقد أبلغنا الجهات الوسيطة التي شاركت في ترتيب وقف إطلاق النار الإنساني بأننا نوافق على وقف إطلاق النار تجاه المواقع التي نستهدفها في المدن والبلدات الصهيونية ولكننا من الناحية العملياتية لا يمكننا وقف النار تجاه القوات المتوغلة في القطاع والتي تعمل وتتحرك طوال الوقت حيث إنه يمكن لأي قوة متوغلة الاصطدام مع كمائننا وذلك قطعا سيؤدي إلى حدوث الاشتباك." وأطلقت إسرائيل عملية جوية وبحرية في قطاع غزة في الثامن من يوليو تموز بعد تصاعد اطلاق الصواريخ باتجاهها ثم بدأت هجوما بريا على طول الحدود الشرقية للقطاع. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن 1650 فلسطينيا في غزة معظهم مدنيون قتلوا بينهم مؤذن قتل في هجوم إسرائيلي على مسجد في شمال قطاع غزة اليوم السبت. وقتل 63 جنديا إسرائيليا إضافة إلى ثلاثة مدنيين. وقالت حماس إنها أطلقت صواريخ بعيدة المدى يوم السبت على مدينتي حيفا وتل أبيب الإسرائيليتين. ولم تعلن إسرائيل استهداف حيفا بالصواريخ لكن الجيش قال إن منظومة القبة الحديدية اعترضت صواريخ في تل أبيب ومدينة بئر السبع الجنوبية. ولم يصب أحد في اطلاق الصواريخ. وبعد انهيار الهدنة أمس الجمعة استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل لجلسة خاصة وهدد حماس وفصائل فلسطينية أخرى بأنها "ستتحمل عواقب تصرفاتها." ونقلت وسائل اعلام إسرائيلية عن مسؤولين حكوميين لم تذكر أسماءهم قولهم إن نتنياهو ووزير الدفاع موشي يعلون سيستمران في نهج العمليات الإسرائيلية حاليا أي أنه بدلا من التصعيد فإنهما سيستمران في البحث عن الأنفاق وتدميرها. وتوقع الجيش الإسرائيلي أن ينتهي من مهمة تدمير الأنفاق في غضون أيام. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى اطلاق سراح جولدين دون شروط وقال إن التوصل لوقف جديد لاطلاق النار صعب. وقال "أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى وقف اطلاق النار مجددا إذا لم يشعر الإسرائيليون والمجتمع الدولي بالثقة في أن حماس يمكنها الالتزام بوقف لاطلاق النار." تدخل قطري وتركي قال كيري إنه طلب من قطر -المقربة من حماس- وتركيا المساعدة في اطلاق سراح الجندي. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين "وجهنا لهما دعوة ومناشدة لاستخدام نفوذهما وفعل كل ما يمكنهما فعله لاعادة الجندي.. وإذا لم يحدث هذا فإن خطر استمرار التصعيد وفقدان المزيد من الأرواح كبير للغاية." وقال كيري إن المجتمع الدولي يجب أن "يضاعف جهوده الآن لوقف هجمات الأنفاق والصواريخ من قبل ارهابيي حماس على إسرائيل والمعاناة وخسارة الأرواح." وذكرت تركيا أنها ستفعل ما بوسعها للمساعدة لكنها أكدت على أن الهدنة يجب أن تكون أولوية وعبرت عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين. وقال أوباما إنه على اتصال دائم بنتنياهو بشأن الوضع وإن هناك حاجة لفعل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين. وفي دفعة لإسرائيل اعتمد الكونجرس الأمريكي 225 مليون دولار كتمويل عاجل لمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية وأحيل الإجراء إلى أوباما للتوقيع عليه حتى يصبح قانونا. وأقر مجلس النواب الأمريكي التمويل بموافقة 395 عضوا ورفض ثمانية في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة بعد ساعات من موافقة مجلس الشيوخ عليه بالإجماع. وسمحت الهدنة التي بدأت في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة للفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم المدمرة التي سويت فيها منازل كثيرة بالأرض. وكان من المقرر أن تعقب وقف اطلاق النار مفاوضات إسرائيلية فلسطينية في القاهرة سعيا لحل على المدى البعيد. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية المصرية إن المحادثات ما زالت قائمة وستجري يوم الأحد وإن القاهرة "تتوقع أن يوقف الجانبان اطلاق النار قبل انطلاق المفاوضات."