تناول عدد من الكتاب بعض القضايا التي تتعلق بالشأن المحلي في عدد من المجالات المختلفة . ففي مقاله بجريدة لأهرام "هوامش حرة" قال الكاتب فاروق جويدة إن مشاهد قليلة في مسلسلات رمضان كان من الممكن الاستغناء عنها تماما لإنقاذ الفن من براثن الإسفاف .. لا أدري لماذا حرص المؤلفون والمخرجون والمنتجون على هذه المشاهد الفجة التي أساءت إلى معظم المسلسلات". وأضاف "لم يكن هناك مبررات لوجود زجاجات الخمر بكل أنواعه في معظم المسلسلات .. لم يكن هناك ما يبرر عمليات الشم التي تتم أمام المشاهد وكأنها دروس في الانحراف .. لم يكن هناك ما يبرر المشاهد الجنسية الصارخة لعدد من الوجوه الجديدة وكأنها جواز سفر إلى النجومية .. كان من الخطأ الشديد إيهام الشباب الواعد بأن المشاهد الجنسية هى أوسع الأبواب للانتشار ولهذا تسابقت كل الوجوه الجديدة للحصول على المزيد من الأضواء داخل غرف النوم وحمامات السباحة وحواري وأزقة العشوائيات". وتابع "كان من الواضح أن الجانب التجاري قد سيطر على فكر المنتجين وتحولت المشاهد الجنسية إلى منافسة شديدة بين الأعمال الدرامية .. كانت هناك قضايا هامة وإنسانية طرحتها المسلسلات ولكن إقحام الجنس والمخدرات والجرائم أساء كثيرا لهذه الأعمال وشوه كل ما جاء فيها من القضايا الجادة .. هنا كان ينبغي أن يكون للرقابة دور خاصة أن الرقابة تجيز النصوص الورقية ولا تشاهد الأعمال بعد تصويرها وهذا خطأ شائع في عمل الأجهزة الرقابية .. كان نجيب محفوظ يتبرأ من النصوص التي تحولت إلى دراما تلفزيونية أو سينمائية ويقول أنا أحاسب على النص المكتوب والواضح أن النصوص التي أجازتها الرقابة شئ يختلف تماما عن كل المشاهد العارية التي انتشرت على الشاشات في رمضان ولهذا لابد أن تشاهد الرقابة المسلسلات بعد تصويرها لأن النص لا يكفي" . واختتم جويدة مقاله بالقول "لقد أشفقت على جيل جديد من الفنانات قدمته مسلسلات هذا العام وكان من الواضح الدفع بهذه الوجوه في عملية استثمار لجذب المشاهد إلى نماذج منحرفة ومشاهد جنسية صارخة وهذه خسارة للوجوه الجديدة التي سقطت بين إنتاج بلا ضمير .. وإخراج بلا قضية فكان الجنس هو الورقة الرابحة في مزاد رخيص بمسلسلات هذا العام وقد خسرت كثيرا" . وفي جريدة "المصري اليوم" قال الدكتور عمرو الشوبكي في مقاله "معا" وتحت عنوان "يوليو حاضرة" .. لا يزال المصريون يحتفلون بثورة 23 يوليو ، ومازال يوم إعلان الجمهورية في 26 يوليو يمثل نقطة فاصلة في تاريخ مصر المعاصر ، رغم مرور 62 عاماً على إعلانها، ورغم اعترافهم بالأخطاء التي وقعت فيها والسلبيات التي شابتها . وأضاف "لقد عرفت يوليو مثل كل الثورات مبادئ وقيماً ، ودولة وممارسات ، فنجحت في جوانب وأخفقت في أخرى، وأن ما يحتفل به المصريون هو قيم ومبادئ التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية والنظام الجمهوري ، التي دافعت عنها الثورة ، وكانت صوتها في العالم العربي وبين كل شعوب العالم الثالث. وأوضح الشوبكي أن انطلاق ثورة يوليو 1952 يعد تحولاً جذرياً في المنطقة العربية والعالم ، حيث نجحت في إنجاز الاستقلال الوطني وإعلان الجمهورية ، كما أنها أقامت نظاماً سياسياً جديداً على أنقاض النظام القديم ، وصاغت عقدا اجتماعيا حصلت بمقتضاه على «توكيل» من الجماهير للدفاع عن مصالحها وتقديم الحلول نيابة عنها في كثير من الأحيان. ورأى الكاتب أنه من المدهش والمؤسف أن يختزل البعض ثورة يوليو في نظام الحزب الواحد ، فتلك كانت أدوات دول العالم الثالث في ذلك الوقت لتحقيق الاستقلال والتحرر من الاستعمار ، وهو أمر ناضل من أجله الشعب المصري لعقود طويلة ، ونجح في تحقيقه. وأختتم مقاله بأنه من حق التيارات السياسية أن تختلف على تجربة عبد الناصر وممارسات نظامه ، فهناك من يرفضها بالكامل ، وهناك من يؤيدها بالكامل وهناك من يرفضها جزئيا أو يؤيدها جزئيا ، وهناك من يدافع عنها بالحق والباطل ، كل هذا مشروع في عالم السياسة ، ولكن ما يجب أن نتفق عليه جميعا ، بصرف النظر عن اللون السياسي والحزبي ، أن «يوليو التحرر الوطني» هى جزء مشرف من التاريخ المصري والعربي ، وأن احترام نضال أجيال سابقة من المصريين والعرب، دفعوا أرواحهم ثمنا لهذا الهدف هو جزء من الذاكرة الوطنية التي لا يجب أبدا التخلي عنها . وفي صحيفة "الشروق" وتحت عنوان "يعبرون عن أسوأ ما فينا" قال الكاتب "فمي هويدي .. لا أعرف كيف نعتذر للعالم العربي عن تدهور خطابنا الإعلامي ، ولا كيف نقنع أشقاءنا في المشرق والمغرب بأن انهيار قيمه فيما تبثه أغلب المنابر الإعلامية لا يمثلنا ولكنه يعبر عن أسوأ ما فينا. وأضاف "أقول ذلك في حين ما زلنا في مصر نحاول الاعتذار وبشتى طرق التصالح الأخرى إزالة آثار الإهانة التي وجهتها إحدى المذيعات للشعب المغربي ، كما يحاول ممثل مصر في رام الله التنصل مما صدر عن «إعلامي» آخر مهينا للشعب الفلسطيني ، وما كتبته إعلامية أخرى أعربت فيه عن حفاوتها بالغارات الإسرائيلية على غزة وما تفوهت به إعلامية شابة استخفت بقتل الفلسطينيين واعتبرت أنه لا غضاضة في ذلك وأن مصر لا شأن لها بما يجرى هناك. وأكد هويدي أن الأمر ليس مقصورا على التدهور في الأداء المهني ، لان الأداء السياسي شهد مستويات عدة من التدهور ذلك أنهم منذ تحولوا إلى «نشطاء» انخرطوا في الاستقطاب وتنافسوا في ركوب الموجة والدفاع عن سياسات النظام القائم. وتراوحت مرافعاتهم اليومية بين الهبوط في الأفكار والتغليط في المعلومات والبذاءة في التعبير بحيث أصبح أداء الإعلام المصري بمثابة سلسلة من الفضائح التي أسهمت في تشويه صورة مصر في الخارج ولطخت سمعتها. وأوضح الكاتب في مقاله أنه إذا أردنا أن نكون أكثر دقة وإنصافا فربما جاز لنا القول بإن ذلك الأداء المتدني ليس بعيدا تماما عن السياسة ، ليس فقط لان بعض الأبواق عالية الصوت التي تسهم بقسط أوفر في الابتذال والتجريح وثيقة الصلة بالأجهزة التحتية ، ولكن أيضا لإننا نلاحظ أن مدفعية التجريح وسيل الإهانات والبذاءات عادة ما تستهدف المخالفين من دول الإقليم. فحملة الاعتذارات للمملكة المغربية ليس سببها أن عبارات مهينة وجهتها إحدى المذيعات لذلك البلد الشقيق ، وإنما السبب الحقيقي لها أن المغرب يحتفظ بعلاقات طيبة مع مصر ، وأن المملكة ليست من الدول المخالفة لسياساتها . وأختتم الكاتب فهمي هويدي مقاله بالقول إن المشكلة تكمن في رسوخ فكرة استباحة الآخر المغاير والمخالف ، سواء كان في الداخل أو الخارج ، ذلك إننا نشهد تلك الاستباحة مع المخالفين في الداخل تماما كما تشهدها مع المخالفين في الخارج .. والقاعدة الحاكمة لذلك الموقف هى أنه «لا كرامة لمخالف» .. وحين يكون الأمر كذلك فإن الباب يصبح مفتوحا على مصراعيه لمختلف صور التجريح والتجاوز والاستباحة . وفي صحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات في مقاله "بدون تردد" تحت عنوان "نحن والعيد" .. اليوم هو عيد الفطر المبارك ، أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والعالم الإسلامي بالخير والبركة ، وهو اليوم الذي نحتفل فيه بوداع شهر رمضان الكريم ، ونتضرع لله شكرا على نعمائه التي أنعم بها علينا ، وما بسطه لنا من فضل وما أمدنا به من قدرة علي مجاهدة النفس ومن مقدرة على إتمام شهر الصوم . وأضاف "نحن في هذه المناسبة نبتهل إلي الله عز وجل ، أن يشمل العرب والمسلمين برحمته سبحانه ، وأن يقضي علي فرقتهم ويوحد كلمتهم ، وأن يزيح الغمة عنهم ويزيل ما هم غارقون فيه من خلاف وانقسام ، وأن يلهمهم سواء السبيل ويمنحهم الحكمة والصواب ونور البصر والبصيرة لإدراك ضرورة الأخذ بأسباب القوة والتقدم. وأختتم الكاتب مقاله بالقول "في هذا اليوم ندعو الله مخلصين له الدعاء ، أن يوفق مصر إلى ما يحبه ويرضاه ، وأن يقف بجوار شعبها وجيشها ويساندهم في دفاعهم عن شرف الوطن وسلامة الدولة ، ضد الهجمة الإرهابية الشرسة والجبانة ، التي تشنها عليهم فلول الجماعة الإرهابية والعصابات التكفيرية المتحالفة معها .. متضرعين إلى الله سبحانه وتعالى أن يكون غدانا أفضل من يومنا ومستقبلنا خيرا من واقعنا .