تتواصل ردود الفعل الغاضبة من نجوم كرة القدم وأبطال الرياضة، بسبب الصمت على العدوان الإسرائيلى على المدنيين في غزة. وانضم العشرات من الرياضيين العرب والأجانب، لقائمة المنددين بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مع استمرار العدوان على القطاع منذ 19 يومًا. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي آلاف التغريدات والتعليقات من لاعبين بعضهم من المشاهير على مستوى العالم، مثل الإنجليزي جوي بارتون، الذي وجّه انتقادات حادة للاحتلال الإسرائيلي، وطالب الدول الأوروبية بالتدخل لوضع حد للعدوان. ونشر بارتون صورة لعدد من أطفال غزة وهم يبكون أمام أحد المستشفيات، وذيلها بتغريدة قال فيها إن "إسرائيل" تقوم بعملية تطهير عرقي ضد الفلسطينيين، مؤكدًا أن هؤلاء الأطفال ليسوا مقاتلين، بل أبرياء يتم قتلهم بدم بارد من جيش الاحتلال. وقال اللاعب الذي يتابع حسابه أكثر من مليوني شخص، إن القصف الذي شنّته مدفعية الاحتلال على مدرسة في بيت حانون يبعث على الأسى، و"لو حدث هذا الأمر في بلد آخر لتدخلت الدول الغربية لوقف المجازر.. لا يمكن أن يستمر هذا الأمر، الأطفال الأبرياء يذبحون.. هذا يجب أن يتوقف". وختم بارتون تغريداته برد قاصم على اللاعب الإسرائيلي يوسي بن عيون، الذي سبق أن زامله بنادي كوينز بارك رينجرز، وكان من بين الذين انتقدوا تغريداته، حيث قال موجهًا حديثه لبن عيون: "لا يمكنكم إزالة الفلسطينيين من أراضيهم بسبب نصوص خيالية تدّعون أن عمرها آلاف السنين". من جانبه، كتب النجم المالي المعتزل فريدرك كانوتيه عشرات التغريدات المنددة بجرائم الاحتلال في غزة، وأكد إنه لو كان مستمرًا في الملاعب فلن يتردد في القيا م بما فعله إبّان العدوان على غزة عام 2009، حينما رفع قميصًا كُتب عليه اسم "فلسطين" بأكثر من لغة. وندد كانوتيه بالقصف المستمر على قطاع غزة، وبصمت العالم أمام الجرائم في غزة، ونشر على حسابه في "تويتر" صورة لأطفال عائلة بكر الذين قصفتهم بوارج الاحتلال، وقال إن ذنبهم الوحيد أنهم كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ البحر. أما المهاجم السنغالي ديمبا با، المنتقل مؤخرًا إلى بشكتاش التركي، قادمًا من تشلسي الإنجليزي فاستبدل صورة العرض وخلفية حسابه الرسمي على تويتر، تضامنًا مع أطفال غزة، كما تضامن مع أطفال غزة بسلسلة تغريدات، مستنكرًا استمرار العدوان الإسرائيلي. وبدوره أعلن اللاعب البرازيلي التون خوزيه نجم فريق الفتح السعودي، تضامنه الكامل مع شهداء قطاع غزة الذي يتعرض للعدوان، وكتب في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي" تويتر": "لست بحاجة إلى أن تكون مسلمًا لتساند غزة، بقدر ما أنت بحاجة لأن تكون إنسانيًا". ساندت بطلة السباحة التركية شاهيكا إرغومان أهالي قطاع غزة بطريقة مختلفة، حينما أهدتهم رقمها القياسي الجديد الذي حققته في رياضة الغوص الحر، وقالت إنها تهدي هذا الإنجاز الكبير إلى أبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون لأقصى درجات التنكيل والإبادة على يد جيش الاحتلال. ورفعت السباحة، عقب نجاحها في تحقيق الرقم القياسي، لافتة كُتب عليها عبارة "فلتتنفس غزة"، وهو الأمر الذي قوبل بإشادة واسعة في وسائل الإعلام التركية، وبين الجماهير الرياضية بشكل عام في تركيا، التي تشهد فعاليات تضامن مستمرة مع أهالي القطاع. وقرر نادي فنربغشة الشهير في تركيا، تخصيص عائد مباراته الودية أمام أولمبياكوس اليوناني المقرر إقامتها في اسطنبول يوم 16 أغسطس المقبل، لصالح ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. واتفقت إدارة النادي التركي مع نظيرتها اليونانية على تخصيص العائد للشعب الفلسطيني في غزة، بينما عبّر العديد من لاعبي الفريق والأندية التركية الأخرى عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني وإدانتهم للجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة. وسبق النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي الجميع، بتنديده بالعدوان على قطاع غزة، واستنكر استهداف أطفال عائلة بكر أثناء لعبهم على شاطئ البحر، وكتب على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أطفال يلعبون على الشاطئ لا يجب أن يكون شيئًا سلبيًا.. أوقفوا الحرب على غزة". وأثار موقف بالوتيلي اهتمامًا لافتًا في وسائل الإعلام العالمية، بينما علّق العديد من اللاعبين على تغريدته وأعادوا نشرها، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويطالبون بوقف ارتكاب الجرائم ضده. أما الدرّاج الماليزي عزيز الحسني أوانج، فأعرب عن دعمه لقطاع غزة أمام هجمات الاحتلال، خلال مشاركته في سباق للدراجات الهوائية، ضمن فعاليات دورة ألعاب الكومنولث التي تجري حاليا في اسكتلندا، وحرص على ارتداء قفاز مكتوب عليه بالإنجليزية "أنقذوا غزة". على الصعيد العربي، قررت إدارة النادي العربي القطري تخصيص ريع جميع مباريات النادي التي سيخوضها الموسم المقبل، لصالح ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال النادي في بيان رسمي، أن هتمي بن على خليفة الهتمي رئيس مجلس الإدارة أمر بتخصيص دخل جميع مباريات النادي العربي خلال الموسم المقبل لأهل غزة للمساعدة في إغاثة السكان، إيمانًا بضرورة تضافر كل الجهود للتخفيف عنهم في محنتهم، وتمنى النادي أن تحذو الأندية والمؤسسات الرياضية القطريةالدوحة نفس النهج للتخفيف عن أهل غزة. وفي مصر، هتفت رابطة مشجعي النادي الأهلي، لفلسطين ولمدينة غزة التي تتعرض لعدوان الاحتلال الغاشم، وذلك خلال تدريب الفريق استعدادًا لمواجهة بطل ساحل العاج فريق سيوي سبورت، وخلال المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بهدف من ضربة جزاء سجله وليد سليمان في إطار الجولة الرابعة لمباريات الدور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإفريقي أما جماهير الزمالك، فرفعت إعلام فلسطين وشعارات التضامن مع أهالي قطاع غزة، خلال الاحتفالات بفوز فريقهم بلقب بطولة كأس مصر خلال الأسبوع الماضي. واستنكر نجم الكرة المصري المعتزل محمد أبو تريكة مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وكتب في حسابه الشخصي على موقع الاجتماعي "تويتر": "اللهم، في هذه الليلة المباركة، عليك بالكيان الصهيوني ومن عاونه، وانصر غزة وأهلها وكن لهم ناصرًا ومعينًا". وفى بلجيكا توالت الاحتجاجات والمظاهرات ضد العدوان الاسرائيلى واحشتد المحتجون أمام إحدى محطات القطار، في مسيرة انتهت بهم عند ميدان "جين راي"، وسط تدابير أمنية مشددة. وردد المحتجون هتافات مناهضة ل(إسرائيل) في هذه التظاهرة التي دعمتها بعض النقابات البلجيكية، كما طالبوا الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوربي فرض عقوبات على إسرائيل؛ لقتلها المدنيين والأطفال في حرب غير متكافئة،.. وحرص المتظاهرون على حمل الإعلام البلجكية والفلسطينية والتركية، ولافتات كتبوا عبارات مناهضة للعدوان الإسرائيلي، من قبيل: "إسرائيل قاتلة الأطفال"، و"إسرائيل دولة إرهابية"، و"أين بلجيكا والاتحاد الأوربي من كل هذا". وقال "جاكويز فاراسه" منسق الجمعية البلجكية - الفلسطينية:في كلمة ألقاها أمام المحتجين " إن مواصلة إسرائيل جهودها لضم الضفة الغربية، وحصارها لغزة، أمران يوضحان أنها لا تريد حلًا. وهذه الأزمة ترجع لأسباب سياسية لا دينية. ولا يمكن أن يكون الحل هو إمطار غزة بوابل من الصواريخ على رءوس ساكنيها. وعلى المجتمع الدولي أن يعترف بدولة فلسطين ". وفي سياق متصل احتشدت مجموعة من اليهود تقدر ب 400 شخص، أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة البلجكية، وأشعلوا الشموع من أجل الضحايا من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال هجومهم على غزة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة إلى 1032 قتيلًا وإصابة 6037 آخرين حتى الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم الأحد، كما تسببت في تدمير 1960 وحدة سكنية، وتضرر 22600 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1680 وحدة سكنية صارت غير صالحة للسكن، وفق معلومات أولىة صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية. وفى تركيا قال وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، إنه أجرى " مشاورات مع رئيس وزراء بلاده رجب طيب أردوغان، مؤكدًا أنهم سيعملون على تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة "بكافة إلامكانات المتوافرة، ومن ضمنها إنشاء جسر جوي بين إسطنبول، وقطاع غزة إن اقتضت الحاجة، وهدفنا جميعًا هو إحلال سلام يحمي كرامة الشعب الفلسطيني". جاء ذلك في تصريح أدلى به الوزير التركي للصحفيين بولاية قونيا وسط تركيا، ذكر فيها أنه عاد إلى قونيا بعد الاجتماعات التي أجراها في قطروباريس، مشيرًا أنه ووزيري الخارجية الأمريكي "جون كيري" ونظيره القطري "خالد العطية" توصلوا خلال مباحثاتهم في باريس؛ إلى اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار في غزة 12 ساعة. وأوضح "داود أوغلو" أنه تحدث مجددًا مع الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" الذي أكد وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة في قطاع غزة، اعتبارا من الساعة الثانية، بعد ظهر اليوم بتوقيت فلسطين، مشيرًا أنه عبّر عن دعمه لهذه الخطوة المهمة جدًا بالنسبة لتركيا، وقال الإخوة في فلسطين سيحتفلون غدًا بعيد الفطر". وأضاف داود أغلو " تباحثت مع السيد كيري، والأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" وقبلها أجريت اتصالًا هاتفيًا مع كل من "خالد مشعل"، و"العطية"، والتي أسفرت عن إعلان حماس وقف إطلاق النار الساعة الثانية أو الأصح أن نقول أنها التزمت بدعوة الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار"... وأكد "داود أوغلو" أنه سيستمر في التواصل مع الأطراف ذات العلاقة من أجل تمديد وقف إطلاق النار مجددًا، معربًا عن أمله أن لا يحدث أي أمر يعطل وقف إطلاق النار المتخذ حتى الساعة الثانية من ظهر يوم غد بتوقيت فلسطين. وفى هولندا تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص بينهم أتراك - بدعم من منظمات أهلية وأحزاب سياسية في مدينة "روتردام" الهولندية - احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. وأدان المتظاهرون العدوان الإسرائيلي على غزة؛ معربين عن دعمهم لشعبها، إذ رفعوا لافتات كُتب عليها عبارات مثل "الحرية لفلسطين" و"المقاطعة لإسرائيل" و"أنهوا المجزرة"، مرديين هتافات من قبيل "إسرائيل الإرهابية" و"الحرية لفلسطين"، فيما اتخذت الشرطة تدابير أمنية واسعة النطاق. وطالب رئيس الحزب الاشتراكي الهولندي فرع روتردام "إينيكا بالم" - المشارك في المظاهرة - بوقف الهجمات التي أودت بحياة العديد من الأبرياء ومن بينهم الأطفال بأسرع وقت، معربًا عن رفضه لإعلان تلك الهجمات للمجمتع الدولي بأنها حق إسرائيلي بالدفاع عن النفس. وذكر بالم أن المئات من الأبرياء فقدوا حياتهم جراء تلك الهجمات الأخيرة، مبينًا أن غزة قد تحولت منذ 7 سنين إلى أكبر سجن في العالم، وأن قرابة مليونين شخص واقع تحت الحصار هناك. بدوره أكد النائب عن حزب العمال الهولندي "طوناهان كوزو"؛ ضرورة أن يبذل المجمع الدولي كل ما بوسعه؛ من أجل إيقاف تلك الهجمات الإسرائيلية، لافتًا إلى أن ما تشهده غزة يبكي القلب، لذلك خرجت مظاهرات في كل أنحاء العالم ضد إسرائيل.