المشهد في غزة بات أكثر صعوبة خاصة بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بقطع الكهرباء وتدمير خط الماء الذي يمد القطاع، وإعلان الاجتياح البري منذ أربعة أيام، دبابات وطائرات ومدفعيات البحرية الإسرائيلية تكثف قصفها على حي الشجاعية، وعلى المناطق المأهولة بالسكان مما يتسبب في فرار المدنيين الفلسطينيين من أمام قاذفات لجيش الإسرائيلي تاركين كل أمتعتهم ورائهم. ووصفت صحيفة الجارديان ما يحدث بحي الشجاعية الفلسطيني "بالمجزرة"، كما أفادت تقرير الأممالمتحدة أن ما يقرب من 350 شهيدا و2700 جريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال إلى جانب 60000 لاجئ فلسطيني يقطنون الآن ب 49 ملجأ للأمم المتحدة بفلسطين في ظل نقص الموارد وسوء ظروف العيش. على الجانب الآخر، تضاربت الأنباء حول عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ففي حال اعترفت إسرائيل بمقتل 5 جنود إسرائيليين، أكدت مصادر فلسطينية أنهم قتلوا 11 جنديًا إسرائيليًا حتى الآن، كما أصابوا 26 جندي آخرون. يذكر أن إسرائيل كثفت من عدد جنود الاجتياح البري، وذلك للقضاء على الأنفاق التي مكنت جنود المقاومة من التسلل إلى خلف الجنود الإسرائيلية وإحداث إصابات وحالات قتل بالصفوف الإسرائيلية، وهو الأمر الذي أثار قلق الإسرائيليين، رغم نجاح الجيش الإسرائيلي في القضاء على 34 نفقا. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه وجد بهم أسلحة ومواد مخدرة، وقيود مما يؤكد على استغلال الأنفاق في أسر وخطف الجنود والشعب الإسرائيلي. وفي إطار الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وصل بان كي مون، أمين عام الأممالمتحدة، إلى قطر أمس، ومن المقرر أن يلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الدوحة. وقال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي الذي وصل إلى إسرائيل ثالث محطاته في الشرق الأوسط بعد مصر والاردن أن محاولات وقف إطلاق النار قد باءت بالفشل، كما أعرب فابيوس عن أسفه لاستمرار سقوط الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين. كانت حماس رفضت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وأعربت عن رغبتها في تغيير بعض البنود، مثل فتح معبر رفح، وتحويله إلى معبر دولي، إلا أن الخارجية المصرية نفت نية مصر في إجراء أي تغيير على بنود مبادرتها.