من المعروف أن الآباء يحاولون في كل شهر رمضان تحبيب أطفالهم في الصيام، وإرغامهم لتعود هذه العادة الدينية، غير أن الأمور في السنوات الأخيرة بدأت تأخذ منحى واتجاهًا مغايرًا، حيث بدأ العديد من الآباء والأمهات يمنعون أبناءهم من الصيام. الأسباب تختلف، لكن النتيجة واحدة، فلكلٍّ وجهة نظره حول عدم رغبته في تعليم طفله الصيام خلال الطفولة. الصيف فصل شاق: يُرجِع الكثير من الناس إلى أن منعهم أبناءهم من صيام بعض الأيام في شهر رمضان يرجع إلى حلول هذا الشهر في فصل الصيف، أي ما يجعل الصيام شاقًا على الأطفال الذين يحتاجون لشرب الماء، وتناول الحلويات. كما يسند الكثير من الآباء والأمهات منعهم لأبنائهم من الصيام إلى خوفهم على صغارهم من فقر الدم، والأمراض التي تنجم عن فقدان الجسم للماء والطعام، حيث تعتبر سميرة الخلدوني «أن جسم الطفل في مرحلة التكوين، ويحتاج إلى وجبات متكاملة وشرب كميات كافية من الماء، وتقول: لهذا أحرص على أن لا يصوم أبنائي في رمضان». رأي الطب: يقول الدكتور محمد وصفي، أخصائي طب أطفال، إن العديد من الأسر تتحمس كثيرًا لصيام أبنائها، دون أن تعي أن صيام رمضان للأطفال قد يشكل خطرًا وضررًا عليهم؛ لأن الأطفال بطبعهم يبذلون مجهودًا كبيرًا لأنهم يتحركون طوال الوقت، مما يجعل جسدهم يحتاج إلى الماء وإلى الطاقة الناتجة عن الطعام والسكريات بالتحديد. والأطفال يعتبرون في مرحلة نمو، أي هم في حاجة إلى الغذاء المتوازن، لكن هذا لا يمنع من اتباع الطريقة الشهيرة في تمرين الأطفال على الصيام، وهي السماح لهم بصيام نصف المدة فقط؛ للتعود على الصيام كي لا يستصعبوه عندما يبلغون السن الشرعي. رأي الدين يرى الشيخ عبدالباري الزمزمي أن الأطفال يجب عليهم اختبار الصوم؛ كي يتعودوا عليه، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا». ويؤكد الشيخ الزمزمي، أن الطفل كلما تعود على الصيام باكرًا زاد إيمانه، وتعلق بالخالق سبحانه وتعالى، لكن بالنسبة للصغار الذين يبدو عليهم عدم القدرة على تحمل الصيام، فينصح بأن يصوموا بعض الأيام من الشهر الفضيل؛ لأنهم إذا لم يتعودوا على الصيام فسيعانون في سنوات البلوغ الأولى كثيرًا، خاصة وأن رمضان أصبح يأتي في فصل الصيف القاسي.