عزا موقع “,”ديبكا“,”- المقرّب من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- الإعلان المفاجئ للجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي بمنع المدنيين من استخدام طريق مواز للحدود المصرية الإسرائيلية، ويبلغ طوله 182 كم ومنعهم للمرة الأولى من الاقتراب من هذا القطاع الأمني لمسافة 300 متر، إلى فشل المحادثات مع مصر، وهي التي أجراها نائب وزير الدفاع الأمريكي “,”مايكل فيكرس“,” أثناء زيارته للقاهرة في السادس والسابع من يناير الحالي، والذي وصل القاهرة في محاولة لتحريك عمليات محاربة الإرهاب في سيناء، ومناقشة التقارب بين القاهرةوطهران تحت التأثير القطري، وتقاعس المصريين الأمني في مكافحة الإرهاب بسيناء. وأوضحت مصادر استخباراتية وعسكرية ل“,”ديبكا“,” أن المصريين رفضوا مقترحًا أمريكيًّا بإنشاء خط اتصال مباشر بين قصر الرئاسة بالقاهرة وبين وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وكان ذلك الخط قائمًا خلال فترة الرئيس السابق “,”حسني مبارك“,”، وبعده مع المجلس العسكري، إلا أنه انقطع مع وصول رجل الإخوان المسلمين محمد مرسي إلى الحكم في مصر قبل ستة أشهر. وبحسب التقرير الاستخباراتي، فإن كافة المحاولات الأمريكية لاستئناف التنسيق الأمريكي المصري الإسرائيلي لمحاربة الإرهاب المتفق عليها، خلال نهاية نوفمبر 2012 بين واشنطنوالقاهرة وتل أبيب، والتي كانت جزءًا من مسيرة لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة “,”عامود السحاب“,”، وموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية “,”بنيامين نتنياهو“,” بعدم السماح للجيش الإسرائيلي بالتوغل في قطاع غزة، قوبلت بتهرب واضح من القيادات السياسية والعسكرية والاستخباراتية المصرية، عندما ألمحوا فقط أن الهجوم على القطاع ليس مريحًا سياسيًّا. وأشارت المصادر الاستخباراتية ل“,”ديبكا“,” أن المستوى السياسي المصري تحدث بأن الوقت ليس مناسبا، في الوقت الذي استعدوا فيه لزيارات متكررة من قبل قيادات إيرانية للقاهرة، ولفت إلى زيارة الجنرال الإيراني “,”قاسم سليماني“,” قائد كتائب الأقصي في الحرس الثوري الإيراني لمصر والتي تمت بشكل سري، وأن رجال الرئيس “,”مرسي“,” أبدوا إعجابهم من نجاح “,”سليماني“,” في الحفاظ للرئيس السوري “,”بشار الأسد“,” على سيطرته على الحكم في دمشق وقرروا دعوته للقاهرة ليتشاور مع الإخوان المسلمين على سبل الحفاظ على نظامهم أمام الضغوط الداخلية والخارجية. وكشف أن إسرائيل هي التي سربت أنباء تلك الزيارة لوسائل الإعلام الغربية، وأن هذا السبب كان يلزمها بإضاءة الضوء الأحمر، ونشرت أنباء الزيارة علانية في مجلة “,”التايم“,” البريطانية، وفي نهاية الأسبوع الماضي وصل للقاهرة أيضًا وزير الخارجية الإيراني “,”علي أكبر صالحي“,” في زيارة تستغرق يومين. وأوضح التقرير أن القلق في واشنطن وتل أبيب من هذا التقارب بين القاهرةوطهران، هو في الأساس من أن المبادرة الأساسية تلك الخطوات تأتي من القطريين، اللذين جددا خلال هذا الأسبوع عن عزمهما لمساعدة مصر اقتصاديًّا باستثمارات بعيدة المدى وبمبلغ 2 مليار دولار إضافية، بالإضافة إلى ال 2 مليار دولار التي منحتها قطر للقاهرة خلال العام الماضي. وبدأت الدوائر التي تحدد إستراتيجية الشرق الأوسط في واشنطن وتل أبيب في التساؤل عن دوافع قطر، التي تدعم الثوار في سوريا ضد نظام الأسد، والحليف الرئيسي لطهران، في دعم وتشجيع التقارب بين مصر وإيران بهذا الشكل المفاجئ، وهل تسعى قطر لإقامة محور (إيراني مصري قطري) بدلاً من محور (طهران وحزب الله ودمشق) في الشرق الأوسط؟. وتجاه إسرائيل، فإن تلك الأسئلة مهمة للغاية، فقطر تحاول في الآونة الأخيرة بسط ذراعها الاقتصادي والمالي ليس على القاهرة فقط، إنما أيضًا على حكومة حماس في قطاع غزة وللسلطة الفلسطينية في رام الله. وإذا كانت تلك الخطوات القطرية تتم بالتنسيق مع مصر، فإن ذلك سيؤدي إلى دخول إيران في نهاية الأمر للضفة الغربية. ويتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية “,”بنيامين نتنياهو“,” مؤخرًا هذه الاعتبارات والتطورات، وظهرت في أحاديثه عندما ألمح عن المخاوف من سيطرة حماس خلال الأيام القادمة على الضفة الغربية أيضًا.