من الأحمر إلى الأبيض مرورًا بالزهري، يُدهشك كم يضفي سحرا على الجلسات الحميمة، فضلًا عن مذاقه، برزت في الأعوام الأخيرة مجموعة من الدراسات أشارت إلى فوائد إحتساء النبيذ، وحتى بشكلٍ يومي: من شرايين القلب، مرورًا بالأوعية الدمويّة ومعدّلات الكوليسترول في الدم والرئتين، وصولًا إلى دوره في مكافحة السرطان والسكّري. ورغم ذلك، فإن كميّة النبيذ التي يشربها الشخص مهمة جدًا؛ في حال تخطيّها، يفقد الإنسان الفوائد الصحيّة وترتفع عنده الأخطار الصحيّة. أبرز التوصيات الصحيّة: - تظهر البحوث أن شرب كأس واحدة من النبيذ، من 4 إلى 6 مرات في الأسبوع، يمكن أن يطيل العمر ويزيد معدّل الكوليسترول الجيد في الدم HDL. - كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة التغذية السريريّة الأميركيّة فائدة أخرى للنبيذ تقتصر على المواد المضادة للأكسدة الموجودة فيه، والتي تساعد في المحافظة على صحة الجهاز الهضمي. ووجد باحثون إسبان أنه، وعند فحص المسارات الهضميّة للأشخاص الذين شربوا النبيذ الأحمر لمدة 20 يومًا، ساعد النبيذ الأحمر في تحوّل أنواع من البكتيريا في المسار الهضمي، مما أضفي صحة ورشاقة على الجسم. - بيّنت دراسة جديدة لجامعة "هارفارد"، أن النساء اللواتي يشربن الخمر يُصبن أقل بحصى الكلى. 81 ألف امرأة شاركت في الدراسة، وجدن أن زيادة شرب السوائل تقلص كثيرًا من خطر تكوّن الحصى في الكلى. هذا الانخفاض في خطر الإصابة، كان الأبرز لدى اللواتي يشربن النبيذ مقارنة بالمشروبات الأخرى. من بين 17 صنفًا من المشروبات بما فيها الشاي، القهوة، الحليب، عصير الفاكهة والمياه، يعتبر النبيذ أكثر المشروبات التي تخفّض الإصابة بالإمراض بنسبة 59%. - تُثبت دراسات متعددة، أن شرب كمية معتدلة من الكحول يرتبط بانخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب، وتاليًا إلى انخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبيّة. كأس واحدة من النبيذ يوميًا، تأتي بفائدة للقلب والأوعية الدموية. بعبارة أخرى، إن شرب النبيذ يحدّ من أخطار الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويخفّض معدّل الوفيات ويحسّن أوضاعًا صحيّة محتملة. - فضلًا عمّا سبق، يمنع النبيذ تراكم الدهون ويقلّص مقاومة الإنسولين، مما يقلّص خطر الإصابة بداء السكري بفضل "الريسفيراتول" الموجود في جلد العنب الذي يمنع أيضًا تخثّر الدم والترسبات في الشرايين ويحسّن وظيفة الأوعية الدمويّة. وقد أظهرت دراسات حديثة، أن هذا الجزيء يُخفض خطر تكوّن الأورام من خلال استهداف مراحل متنوّعة من مراحل تطوّر مرض السرطان. أظهرت احصاءات، أن شرب النبيذ، البيرة أو المشروبات الروحيّة بطريقة معتدلة يرتبط بإطالة العمر، إذ أنها وجدت أن أقل معدل وفيات هو لدى أولئك الذين يشربون كأسًا أو كأسين منها يوميًا. - أشارت بعض الدراسات، إلى أن النبيذ يبطء تطوّر الاضطرابات العصبيّة لدى مرضى "الألزهايمر" و"الباركنسون". - يكون خطر الإصابة بسرطان الرئة، أقل لدى الأشخاص الذين يتناولون النبيذ منه لدى أولئك الذين يشربون البيرة أو المشروبات الروحيّة. مثلًا، إن الأشخاص الذين يشربون من كأس إلى 13 كأسًا من النبيذ في الأسبوع، هم أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 22%، مقارنة بالأشخاص الذين يشربون أنواعًا أخرى من الكحول. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يشربون أكثر من 13 كاسًا من النبيذ في الأسبوع، ترتفع هذه النسبة إلى 56%. ويشير الباحثون إلى أن التأثير الوقائي للنبيذ يمكن أن يكون ذات صلة بالخصائص المضادة للأكسدة، وأن هذا الأمر يستحق مزيدًا من الاهتمام. تذّكر ما يلي: أن الأشخاص الذين يعانون معدلات مرتفعة في الدهون الثلاثيّة التي ترتبط بأمراض القلب والسكري يجب أن يحددوا كمية الكحول، لأن ذلك يمكن أن يرفع معدّل هذه الدهون أكثر. بحسب الباحثين، إن شرب كأس واحدة من الكحول في اليوم، يمكن أن تحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال في منتصف العمر. أما عند تخطي الكأسين، يمكن أن يزيد ذلك من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. يحتوي النبيذ على سعرات حرارية مرتفعة نسبيًا، مما يؤدي تاليًا إلى زيادة الوزن. وكأس واحدة من النبيذ الأحمر أو الأبيض تساوي 120 سعرة حراريّة، فيما يؤدي تناول زجاجة من النبيذ (4 كؤوس) إلى اكتساب 480 سعرة حرارية. لا تنسوا أن منافع النبيذ هي في تناول كميّات معتدلة وليس عبر الإفراط في شربه. والكميّة المعتدلة تعني: كأس للنساء يوميًا، وكأسين للرجال.