"عوضنا على الله.. مكناش نتوقع أبدًا أن الحال هيوصل بينا لكده خصوصا اننا عارفين ان كل الناس بتقبل على شراء الياميش حتى الفقير بياخد ولو نص كيلو من كل صنف وبيسعد اهل بيته بفرحة الشهر المفترج".. تلك الكلمات لن تخرج من مواطن فقد أعز ما يملك بل كانت كلمات ممزوجة بالدموع خرجت من تجار الياميش الرمضانى بشارع العباسى بمدينة المنصورة بعد أن هجروا منازلهم منذ بداية شهر شعبان وأتوا من أسوان والأقصر وعدد من محافظات الصعيد الى مدينة المنصورة لاستئجار مخازن وشون لترويج تجارتهم من البلح والزبيب وجوز الهند والقراصية وقمر الدين والمكسرات، إلا إنهم تعرضوا لخسائر كبيرة هذا العام فى ظل الارتفاع الجنونى لأسعار الياميش هذا العام وعدم إقبال المواطنين على شرائها واكتفائهم بمشاهدتها فقط. يقول محمد عبدالعال "تاجر تمور" إن ياميش رمضان أكثر الأشياء التي ترتبط بالشهر الكريم خاصة أن المصريين بكافة طبقاتهم يعتادون على شرائها إلا إن هذا العام شهد العكس تماما بعد نفور المواطنين وركود سوق الياميش بشكل عام فى ظل الارتفاع فى الأسعار الخاصة بالسلعة المرتبطة بالشهر نظرا لاستيراد معظمها بشكل كامل من إيرانوسوريا ارتفاع سعر الدولار والذى أثر بشكل ملحوظ فى أسعار الياميش هذا العام. وقال إن الارتفاع الجنونى للأسعار تخطى ال200% للسلع المستوردة كقمر الدين والقراصية والزبيب بل تخطت أيضا أسوأ التوقعات. وقال يوسف محمد "تاجر ياميش جاء من أسوان لبيع سلعته بمدينة المنصورة" إن هناك زيادة غير مسبوقة في أسعار ياميش رمضان هذا العام بسبب نقص المعروض، مشيرا إلى أن هذه الزيادة لا علاقة لنا بها كتجار لأنها من بلد المنشأ بسبب نقص المحاصيل خاصة قمر الدين الذي يتم استيراده من سوريا حيث تأثر هذا العام نتيجة الأحداث السياسية بها. وأضاف يوسف أن سعر لفة قمر الدين تراوح ما بين 35 و40 جنيهًا هذا العام مقابل 8 جنيهات العام الماضي، ولا توجد كميات كبيرة، ما تسبب فى نفور المواطنين وعدم إقبالهم على الشراء. وقال يوسف: "مفيش إقبال خالص وتجارتنا وقفت وقمت باستئجار محل كبير لتخزين التمور والسلع التى أتيت بها من أقصى صعيد مصر لبيعها إلا إن الحال واقف تماما". وأشار الى أن الارتفاعات التى شهدتها أسعار السلع في الفترات الماضية، سواء بسبب أزمة الدولار أو بسبب الضرائب والجمارك التي تفرضها الحكومة، أدت إلى حدوث حالة ركود في سوق التجزئة، حتى إن المواطن أصبح لا يشتري إلا ما يحتاجه فقط أو السلع الأساسية فقط. وقال إن سعر البندق ارتفع بنسبة من 10 وحتى 15%، ليصل سعره هذا العام إلى 90 جنيهًا "جملة" مقابل 65 جنيهًا العام الماضي، وارتفع سعر "شيكارة جوز الهند" إلى 1200 جنيه هذا العام مقابل 950 جنيهًا العام الماضي، والمشمشية التي كانت تتراوح بين 40 و45 جنيهًا للكيلو لتصل إلى 60 جنيهًا و"جملة" قمر الدين إلى 21 جنيهًا مقابل 13 جنيهًا العام الماضي، مشيرا إلى أن مبيعات رمضان هذا العام، ستكون بشراء الزبيب الإيراني المستقر سعره عند 30 جنيهًا وجوز الهند والبلح لأن أسعارها في متناول الجميع. وعن أسعار التمور هذا العام قال إن كما هى تبدأ من 3 جنيهات للتمر الشعبى حتى 15 جنيهًا للسوبر معللا أن ثبات سعر التمر يرجع الى انه لن يتم استيراده بل يطرح على النخيل فى الصعيد ويتم تصديره لعدد من الدول العربية نظرا لتمتعه بشعبية عالية وغناه بالحديد. من جانبها أعلنت شعبة الحلويات بالغرفة التجارية بالدقهلية مؤخرًا ارتفاع أسعار جميع أنواع المكسرات بنسبة لا تقل عن 20%، خاصة في الفستق واللوز، ما أدى إلى خفض القوة الشرائية للمستهلكين بنسبة لا تقل عن 25%، خاصة أنه يتم استيراد جميع أنواع المكسرات من الخارج ما عدا الزبيب. وقال مدحت الفيومى "نائب رئيس الغرفة التجارية" إن هذه الارتفاعات ترجع الى تفاقم أزمة الدولار الذي يتراوح سعره في السوق السوداء ما بين 7.7 و8 جنيهات في ظل غيابه لدى البنوك، هذا بالإضافة إلى قرار الحكومة الجديد بزيادة أسعار الجمارك على مختلف أنواع المكسرات، بنسبة 15% بدلًا من 5%.