يعد فصل الصيف فرصة ذهبية للانطلاق في الرحلات إلى الشواطئ والمنتجعات السياحية للاسترخاء والاستجمام وتجديد النشاط والحيوية. ومع اتباع بعض النصائح والإرشادات يمكن الاستمتاع بأشعة الشمس الساطعة بأمان وسلام من دون أية منغصات تعكر صفو أجواء المرح والانطلاق. الإكثار من السوائل شددّ الصليب الأحمر، الذي يتخذ من العاصمة الألمانية برلين مقراً له، على ضرورة الإكثار من السوائل خلال فصل الصيف؛ إذ ينبغي تناول لتر إضافي من السوائل عن المعدل المعتاد بشكل يومي، لحماية الجسم من اضطرابات الدورة الدموية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف؛ إذ عادةً ما تتسبب سخونة الجو في زيادة معدل فقدان الجسم للسوائل عن طريق العرق. ومن جانبها، شددت جمعية "شمس ساطعة، شمس آمنة"، الألمانية على أهمية البقاء في أماكن الظل قدر الإمكان أو استخدام مظلة، مع ارتداء ملابس خفيفة جيدة التهوية وغطاء للرأس ونظارة شمسية. وأوضحت الجمعية أن المظلة والملابس لا توفران وحدهما حماية كافية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة أو خطر الإصابة بضربة شمس؛ إذ أن مُعامل الحماية من الشمس يبلغ 5 مع المظلة، و10 مع الملابس القطنية، ويصل إلى 20 مع الملابس ذات الأقمشة السميكة. كريم الوقاية لذا شددت الجمعية الألمانية على ضرورة استعمال كريم واقٍ من أشعة الشمس ذي مُعامل حماية لا يقل عن 20 بشكل إضافي. وكي يجدي الكريم الواقي نفعاً أوصى البروفيسور الألماني رولف دانيلس من جامعة إبرهارد كارلس الألمانية، الشخص البالغ بوضع كمية تقدر ب 3 إلى 4 ملاعق طعام من الكريم على الجسم بأكمله. وبذلك تحتاج الأسرة المكوّنة من 4 أفراد إلى عبوة يومياً من الكريم الواقي من الشمس. وأردف دانيلس أن ارتفاع مُعامل الحماية بالكريم لا يعني وضع طبقة رقيقة منه؛ حيث يمكن أن يتسبب ذلك في عدم الوصول إلى مُعامل الحماية المدوّن على العبوة. لذا يفضل استخدام وضع عدة طبقات من الكريمات ذات مُعامل الحماية المنخفض على مدار اليوم؛ فبذلك يتم توفير حماية مستمرة من أشعة الشمس. لا للجراثيم! بينما حذرت الجمعية الألمانية للجراحة العامة وجراحة الباطنة من ارتفاع خطر تلوث الأطعمة بالجراثيم المسببة للأمراض في ظل سخونة الصيف عنها في أي وقت آخر من العام، ما يؤدي إلى سرعة الإصابة بالعدوى الغذائية. وأوضحت الجمعية أن هذا الخطر ينتشر بصفة خاصة عند تناول اللحوم التي لم تنضج جيداً أو التي لم يتم شواؤها على نحو تام، وكذلك الأطعمة المحتوية على بيض نيء أو الحليب الخام أو الآيس كريم، في حال عدم تخزينها في درجة حرارة باردة على نحو كاف أو تخزينها لفترات طويلة للغاية، لافتةً إلى أن مياه الشرب الملوّثة غالباً ما تشكل أيضاً مصدراً للإصابة بالعدوى. القفز في الماء وصحيح أن القفز في المياه الباردة يكون مغرياً للغاية في ظل سخونة الصيف، إلا أن الجمعية الألمانية للإنقاذ حذّرت من القفز على غرار طريقة السباحين المحترفين في مياه البحيرات العميقة؛ حيث تكون الطبقة العلوية ساخنة فقط، بينما تنخفض درجات الحرارة بالطبقات السفلية منها، ما يؤدي إلى الإصابة بتشنجات وفقدان القوى. وبشكل أساسي، تنصح الجمعية الألمانية بتبريد الجسم أولاً بعد أخذ حمام شمسي، ثم النزول تدريجياً إلى الماء، سواء في بحيرة أو في حمام السباحة. الشواية الصحية وبالطبع يعد فصل الصيف فرصة ذهبية لإقامة حفلات الشواء في الهواء الطلق. وحذرت الجمعية الألمانية لعلاج السرطان من أن تساقط الدهون أو عصير اللحم أو التتبيلة على الفحم المتوهج أثناء الشواء يمكن أن يؤدي إلى نشوء مادة الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي تتسبب في الإصابة بالسرطان. وأوضحت الجمعية أن هذه المادة المُسرطنة تصل إلى اللحم عبر الدخان المتصاعد من الشواء، وكذلك إلى المسالك التنفسية عن طريق استنشاقها. ولتجنب هذا الخطر ينبغي استخدام الشوايات ذات المواقد الجانبية؛ حيث يتم وضع الفحم على يمين ويسار الشواية فقط، ما يحول دون تساقط الدهون أو غيرها على الفحم المتوهج. وبالمثل، تحول أواني الشواء المصنوعة من الألمونيوم دون تساقط أي شيء على الفحم. حماية الرضع وعند اصطحاب الطفل الرضيع خلال أيام الصيف الحارة في رحلة بالسيارة، أوصت اختصاصي القبالة الألمانية يوليانه مارتينت الآباء بتوفير درجة الحرارة المناسبة لطفلهم الرضيع داخل السيارة. ولتحقيق ذلك، أوصت مارتينت بضبط مكيف الهواء على درجة حرارة تتراوح بين 22 و24 درجة مئوية، محذرةً من أن ضبط المكيف على درجة حرارة أقل من هذا المعدل أو أكثر منه يتسبب في ارتفاع خطر إصابة الطفل بنزلة برد نتيجة شدة تيار الهواء أو زيادة تعرق الطفل داخل المقعد المخصص له بالسيارة. الظل للسيارات أيضاً! ومن ناحية أخرى، أوصى نادي سيارات ألمانيا (AvD) بضرورة صف السيارات خلال فصل الصيف في أماكن الظل تحت الأشجار الكبيرة أو المباني؛ حيث تقل سخونة السيارة من الداخل بمعدل يصل إلى 15 درجة مئوية عند صفها بالظل، محذراً من أن صف السيارة بأماكن يصلها الشمس خلال أيام الصيف الحارة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة السيارة من الداخل إلى 80 درجة مئوية.