استحسن المفكر السياسي مصطفى الفقي، فكرة ماراثون الدراجات الهوائية التي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن له رمزية بعد أن كان يوم الجمعة مخصصا لمظاهرات الإخوان. وأضاف الفقي خلال حواره مع الإعلامية ريهام السهلي، في برنامج "الرئيس السابع" على قناة التحرير الفضائية مساء أمس الجمعة، أن البعض يتصور السيسي رجل "حنين" وحديثه عاطفي، ولكنه هذا هو ظاهر الأمر فقط. واعتقد الفقي أن التعديلات المتوقع حدوثها في تشكيل الحكومة ستعتمد على وزراء "التكنوقراط"، ودعا إلى إعادة النظر في الوزارات الخدمية، ولكنه فضل بقاء الوزارات السيادية دون تغيير، وانتقد طريقة تشكيل الحكومات بعد الثورة، معتبرًا أنها تمت عن طريق الصدفة، وارتبطت بموافقة أو رفض المرشحين للحقائب الوزارية. وقال مصطفى الفقي: إن الإخوان قاطعوا الانتخابات الرئاسية، واصفًا إياهم ب"فلول مبارك"، مؤكدًا أنهم كانوا يبكون بعد وفاة حفيد مبارك، مستغلين الحدث للتقرب من النظام، وأن أحد قيادات الإخوان قال يوم دفنه "مبارك لا يستحق هذا"، كما أكد محاولة اتصال الإخوان بجمال مبارك لمبايعته مقابل حصولهم على امتيازات سياسية في عهده، موضحًا استغلال الإخوان للدين للحصول على شعبية في الشارع. وأضاف الفقي: "الرئيس السيسي أكثر تدينًا من معظم قيادات مكتب الإرشاد"، مشيرًا إلى أن بعضهم لم يكن ملتزمًا بالشعائر الدينية". وأكد الفقي أن الإخوان سيسعون لدخول البرلمان القادم بطريقة "ملتوية"، والحصول على المقاعد عن طريق شخصيات أو كيانات مقربة منهم، وأشار إلى ان العديد من علامات الاستفهام في تاريخنا المصري وضحت بعد 3 يوليو الماضي، متهمًا الجماعة بحرق القاهرة عام 1952، على غرار ما فعلوه بعد الإطاحة بهم من الحكم. كما أكد الفقي عدم ترشحه في الانتخابات، وعدم توليه أي منصب سياسي في المرحلة القادمة، وأنه سيكتفي بتقديم المشورة إذا طلبت منه، واعتبر الفقي أن الانتخابات في مصر "مهينة"، حيث يعتقد الناس أن المرشح يريد استغلالهم، وطالب بتقليل عدد مقاعد البرلمان القادم، لتسهيل عملية التشريع، ولزيادة كفاءة نواب البرلمان، موضحًا أن "برلمان مبارك" لم يتوفر فيه عشرة نواب يجيدون اللغة الإنجليزية، ليرسلهم في وفود إلى برلمانات أجنبية أخرى. وعن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، قال الفقي إنه ربما يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية القادمة، معتبرًا دوره السياسي لم ينته، وأضاف قائلًا "البرلمان ملوش كبير". وأشار الفقي إلى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية كانت مفاجئة له، حيث توقع حصول صباحي على 30% من الأصوات مقابل 70% للسيسي، ولكنه أرجع اكتساح السيسي إلى أن عاطفة الشعب تجاه المشير كانت اكبر من آليات الانتخابات، موضحًا أنه يمتلك نمطًا جديدًا من الكاريزما. وفي الشأن العربي، قال الفقي إن تنظيم داعش الإرهابي، يعتبر الجيل الثاني من تنظيم القاعدة، وأن بعض الدول سواء الإقليمية او الغربية تدعم هذه الحركات مادًيا لاتقاء شرهم، كما أن هناك أطرافا وأجهزة استخباراتية تستخدمهم لإثارة القلاقل في بعض المناطق لتحقيق مصالح سياسية. أما عن الصراع السوري، فقال الفقي: إن عدم وجود رغبة دولية حقيقية في عزل الرئيس بشار الأسد هو ما ساعد على عدم حسم الصراع، وأكد أن نسبة من الشعب السوري تفضل بقاء النظام خوفًا من الأوضاع المأساوية التي حدثت من تشريد ملايين السوريين.