تحدث كتاب الصحف اليوم/الاثنين/ عن المسئوليات الجسام الملقاة على عاتق الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمل جميع المصريين في أن يتمكن من الخروج بمصر من الأزمة التي تمر بها اقتصاديا، ويستعيد مكانتها التي تليق بها بين الدول. وأكد الكاتب جلال دويدار في عموده (خواطر) بصحيفة"الأخبار" إنها ليست موافقة مفتوحة بغير شروط وضوابط تلك التي أتاحت لعبد الفتاح السيسي أن يصبح رئيسا لمصر بهذه النسبة العالية جدا من أصوات الناخبين المصريين..مشددا على ضرورة ان نفهم ان هذه النتيجة ما هي إلا تعبير صادق عن روح التحدي التي سيطرت علي توجهات الشعب المصري بعد التجربة المأساوية المريرة التي عاشها في أعقاب ثورة 25 يناير ووقوعه فريسة لحكم جماعة الارهاب الاخواني. وقال انها تعكس عمق خيبة الأمل التي أصابته بعد الهزيمة التي تعرضت لها آماله وتطلعاته نتيجة الخداع والتآمر والتواطؤ علي وجود الدولة المصرية بدعم ومساندة القوي الخارجية المتربصة بمصر والعالم العربي. وأوضح أن الاصوات التي تزيد علي 90٪ من مجموع من شاركوا في الانتخابات الرئاسية التي جرت بشفافية ونزاهة كاملتين ودون أي تدخل.. التي حصل عليها المشير السيسي تؤكد الرفض الكامل للحكم الارهابي الاخواني وتؤكد ان الشعب هو مصدر الشرعية والسلطات بالاضافة إلى الثقة في امكانية ان تحقق قيادة السيسي للمرحلة القادمة الاحلام والاماني في وضع مصر علي طريق التقدم والازدهار. وأكد أن كل هذه الحقائق التي يجب استيعابها تعني الاقرار بأن المهمة الملقاة علي عاتق الرئيس السيسي هائلة وثقيلة.. وأن قدرته علي تحمل اعبائها مرهونة باقناع الشعب بالجنوح الي الفاعلية والجدية ليكون شريكا في هذه المسئولية باعتبار ان دوره اساسي في عملية اعادة بناء هذا الوطن. ورأى أن الفترة الاولي لحكم الرئيس الجديد سوف تمثل بالنسبة لجموع الشعب اختيارا لما يمكن ان يتحقق علي طريق الانطلاق نحو آفاق المستقبل. وفي مقاله (بهدوء) بصحيفة "الوطن" وتحت عنوان /أول انتقال للسلطة!/، قال الكاتب عماد الدين أديب "لأول مرة في تاريخ مصر الحديث يتم تسليم للسلطة من رئيس سابق مؤقت لرئيس جديد منتخب! .. اليوم، بتسليم عبد الفتاح السيسي البلاد وهو يواجه: اقتصاد فقد معظم موارده، بنك مركزي فقد أكثر من ثلثي ودائعه منذ 25 يناير 2011، ووضع أمني خطر يهدده أكثر من 15 مليون قطعة سلاح مهربة، وميليشيات عسكرية من الإخوان والجهادية السلفية والقاعدة تمولها وتدربها قوى إقليمية، بالتأكيد يصبح حكم مصر في هذه الحالة ليس مكافأة لكنه في حقيقته يصبح ابتلاء عظيما ومسئولية تاريخية عظيمة". وقال الكاتب "المشهد الرائع الذي عايشناه أمس يعطي الأمل في إمكانية بناء دولة عصرية ومجتمع متقدم شريطة صفاء النوايا وصدق العزم على تعاون الجميع في مشروع وطني حقيقي". وأضاف "الخطر الأعظم الذي يهدد تجربة السيسي هو (مشروع التآمر) على إسقاط التجربة الجديدة .. هذا المشروع الثأري الذي يسعى بكل قوة إلى إسقاط تجربة السيسي وكل الأحلام والآمال التي انعقدت حوله هو الخطر الأكبر". وتابع "الخطر الثاني الذي لا يقل تأثيرا هو ذلك الطابور الخامس الممتدة جذوره إلى أوروبا وأمريكا الذي يرفع شعار الدولة المدنية والدفاع عن الديمقراطية ويحاول ارتداء عباءة الليبرالية"، متوقعا أن يحدث تحالف بين مشروع الإخوان الثأري ومشروع الطابور الخامس المضاد للمشروع الوطني المصري. واستطرد:"إنها معركة نرجو أن تتم معالجتها بالحوار ولا تضطر سلطة السيسي إلى التعامل معها بالقوة مهما كان الثمن .. إن مصر تحتاج إلى التفرغ الكامل لمشروع بناء الدولة وليس إلى مقاومة مشروع إسقاط السلطة الوطنية التي اختارها الشعب، لذلك نرفع الأكف بالدعاء إلى الله أن يهدي الجميع إلى إدراك مصلحة الوطن العزيز وشعب مصر الصبور". وقال الكاتب محمد بركات في عموده (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" لنعترف بصراحة تامة وشفافية كاملة، بأن هناك آمالا عريضة وطموحات عظيمة تعتمل في نفوس المواطنين تجاه المستقبل، وهم يبدأون خطواتهم الأولي في المرحلة الجديدة من المسيرة الوطنية مع الرئيس الجديد، متطلعين لتحقيق حلمهم في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، القائمة علي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في ظل سيادة القانون والمساواة وحقوق الانسان. ورأى الكاتب أنها ليست مبالغة إذا ما قلنا، أن الأمل يراود الكل في رؤية نهاية منظورة للحالة الاقتصادية الخانقة التي يعانون منها حاليا ومنذ فترة ليست بالقصيرة، وانهم يثقون في قدرة وكفاءة رئيسهم الجديد علي تحقيق ذلك. وقال الكاتب اننا معهم في ثقتهم العالية والكبيرة في قدرة وكفاءة الرئيس علي تحقيق آمالهم المشروعة وتحويلها إلي حقيقة قائمة علي ارض الواقع،...، ولكن لابد ان نضع في الاعتبار بجوار ذلك، انه رغم الثقة الكاملة في كفاءته وقدرته، إلا انه لا يملك وحده وسيلة سحرية يحقق بها رغبات المواطنين وآمالهم. ونبه إلى ضرورة أن ندرك اننا نحن وسيلته السحرية، التي يمكن بها ان تتحقق الامال والطموحات، واننا معه يمكن ان نفعل المستحيل، وانه معنا وبنا يمكن ان نحقق مانريد. وشدد على ضرورة أن نؤمن جميعا بأن مصر لن يبنيها سوي سواعد وهمم ابنائها، وان العمل والانتاج هما الطريق الصحيح للخروج بها من ازمتها الحالية، والوصول بها إلي الموقع والمكانة اللائقين بها في المنطقة والعالم. الغرب والاستقطاب في مصر وأكد الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام" أن الغرب يبالغ فى تصوير حدة الاستقطاب فى مصر، وتصر صحافته على ان تقدم مصرإلى العالم باعتبارها امة منقسمة على نفسها!، لاتزال تعانى من استقطاب حاد يقسم جبهتها الداخلية إلى معسكرين متحاربين، يتعذر فى وجودهما ان تحقق مصر الامن والاستقرار فى المستقبل القريب. وأعرب الكاتب عن أسفه لأن الغرب لا يقول ان حالة الاستقطاب هى نتاج حكم جماعة "الاخوان المسلمين" الذى قسم البلاد إلى فسطاطين، فسطاط للكفر وفسطاط للايمان!، ولا يقول الغرب وصحافته ان الغالبية العظمى للمصريين ترفض حكم الجماعة بعد ان تحولت إلى الارهاب، وترفض دمجها فى الحياة السياسية إلا ان تغسل يدها من كل صور العنف، وتعتذر للمصريين عن الجرائم التى ارتكبتها فى حق الشعب المصري. ولفت الكاتب إلى أن مصر تحتاج إلى تعزيز وفاقها الوطنى فى المرحلة القادمة، بتطبيق هذه القاعدة على كافة القوى السياسية، بحيث تنتفى كل صور التمييز السلبى بين شرائح الشعب المختلفة بما ذلك الفلول، معربا عنن اعتقاده ان المهمة الاولى بالرعاية الآن هى تحقيق المصالحة بين أجيال مصر المختلفة، وردم الهوة الواسعة التى تفصل بين جيل الابناء وجيل الاباء، والاسراع بدمج الشباب فى عملية بناء الدولة الجديدة. وفي مقاله بصحيفة (الشروق) وتحت عنوان /عاجل للرئيس الجديد/، قال الكاتب فهمي هويدى "أكبر خطأ أن يخطر على بال أي أحد أنني أدعو للتسامح مع الإرهاب أو الإرهابيين، الذين ينبغي أن يتم التعامل معهم بكل حزم وشدة، بعد التثبت من هوياتهم وإخضاعهم لتحقيق نزيه. لكني في الحقيقة أدافع عن القانون وعن إنسانية المعتقلين، الذين يفترض انهم أبرياء حتى تثبت إدانتهم. وتعلقنا بذلك المطلب الآن من دلائل انكسار الأحلام وهبوط سقف مطالبنا، بعدما صار غاية مرادنا أن ندافع عما تبقى لنا من إنسانية بعد ثلاث سنوات من الثورة". وذكر الكاتب "إنني لم أفهم مثلا أن يضرب مسجون عن الطعام احتجاجا على مظلوميته، ويطول به الوقت حتى تتدهور صحته ويصبح مهددا بالموت، ويكون الرد عليه هو إنزال مزيد من العقاب به، بحيث ينقل من سجن عادي إلى آخر أكثر قسوة، ثم يعزل وحيدا في غرفة إمعانا في قهره وإذلاله، وتسد عليه المنافذ، بما في ذلك فتحة الباب الصغيرة التي تجعله يتواصل مع حارسه. وذلك في معاندة تستهدف كسر إرادته. في حين أن الموقف القانوني والإنساني الطبيعي أن تتم معاملته على نحو مختلف تماما. سواء فيما خص التهمة الموجهة إليه أو الرعاية الطبية المفترضة، أو من خلال كفالة حقوقه الأخرى، من زيارة أهله إلى رؤية محاميه.. أما أن يحرم من كل ذلك. ويلقى وراء أربعة جدران أسمنتية لكي ينكل به ويتعذب ويموت في بطء فذلك مما يصعب تصوره أو قبول أي تفسير له. ناهيك عن أصداء ذلك السلوك غير الإنساني في داخل البلاد وخارجها". وأضاف "الذي ذكرته ليس محض خيال أو مجرد افتراض، ولكنه من وحي رسائل المضربين عن الطعام الذين يتم التعامل معهم بدرجة عالية من العناد... وليست بعيدة عن الأذهان قصة رجال الشرطة الذين اتهموا في أكثر من 40 قضية بقتل المتظاهرين أثناء الثورة، ثم برِّئوا جميعا باستثناء واحد أو أثنين. وقصة إلغاء الحكم الصادر بمعاقبة الذين أدينوا في جريمة قتل 37 معتقلا شاهد أخير على ما أقول". وتعليقا على حلقة خاصة أذاعتها قناة الجزيرة عنوانها "الانتخابات في مصر وسوريا"، قال الكاتب عمرو الشوبكي في مقاله (معا) بصحيفة "المصري اليوم" "أن تقارن الحرب الأهلية في سوريا والثورة المدنية النقية التي اختطفها التكفيرون والجماعات الإرهابية المسلحة بما يجري في مصر فهو جريمة مكتملة الأركان، فأنت تتحدث في مصر عن دولة وطنية وجيش وطني ومؤسسات تعمل رغم ما فيها من قصور وسلبيات، وتقارنها بنظام طائفي هدم مدنا، وشرد وقتل مئات الآلاف من أبناء شعبه". وقال الكاتب "المقارنة بين مصر وسوريا جريمة إخوانية مكتملة الأركان، وهذا لا يعني أن النظام في مصر مثالي، وأن الدولة ديمقراطية وكفء، إلا أنه من المؤكد أن الدولة المصرية ليست مثل سوريا التي يوجد فيها نظام خطف الدولة لحسابه الخاص، ولا عائلة فاشلة تعيش على ريع آبار النفط لكي تنفقها يمينا ويسارا، وتصب عقد نقص الإمارة الصغيرة على هدم كل دول المنطقة".