تناول كتاب الصحف الحديث عن فرحة الشعب الغامرة بفوز عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية والرسائل العديدة التي يحملها هذا الفرح وهناك من ركز على ضرورة التحضير للفترة القادمة وطي صفحة الماضي بكل ما فيها وضرورة عمل مصالحة مع كل أبناء الشعب المصري وأطيافه ، والتأهب للتحرك والانطلاق لتحقيق آمال وطموحات الأمة، التي هبت من أجلها وطالبت بها في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو. فمن جانبه ، أكد الكاتب مكرم محمد احمد في عموده نقطة نور بصحيفة الأهرام أن هناك رسائل عديدة يحملها الفرح الغامر بنجاح المشير السيسى ، حيث يتجمع المصريون نساء ورجالا شبابا وشابات أسرا بأكملها ترقص وتغنى وتلوح بالإعلام، وترسم صورة لشعب يحتفل بانتصار إرادته الوطنية، لأنه فرض على المشير السيسى ان يترشح، واثقا من قدرة الرجل على النهوض بهذه المهمة، وألزمه قبول هذا الترشيح رغم أنف القوى الكبرى، وخرج إلى الصناديق أيام الانتخابات ليعطيه تأييدا واسعا بغير حدود، عبر عنه اكثر من 23 مليون مصرى يشكلون أكثر من 94% من جملة الذين حضروا الانتخابات. ولفت إلى أن هذه النتيجة حققت رقما قياسيا لم يتحقق لأى رئيس سابق، يكاد يصل إلى ضعف الاصوات التى حصل عليها الرئيس المعزول، ينسخ اى ادعاء بشرعية سابقة ويؤكد للعالم أجمع ان المصريين يملكون إرادة صلبة، وليس فى وسع أى قوة فى العالم ان تفرض عليهم حكما يرفضونه. وأعرب عن اعتقاده ان الرسالة الاهم فى هذا الفرح الغامر تتمثل فى صفعة قوية على وجه الصحافة الغربية التى أساءت للمرة الالف قراءة المشهد المصري، وصورت للعالم ان ضعف حضور الناخبين امام اللجان ساعات القيظ الشديد يعكس فتورا فى العلاقة بين السيسى وشعبه، لأنهم لم يروا كامل المشهد الانتخابي، ولم يوازنوا بين الصورة فى المدن والصورة فى الاقاليم، واستعاروا عيون وأذان جماعة الاخوان المسلمين يرون بها المشهد الانتخابى فى مصر، فتاهت منهم الحقيقة. فيما أكد الكاتب محمد سلماوي في مقاله بصحيفة المصري اليوم أن كل من انتخب المشير عبدالفتاح السيسى فعل ذلك أملاً فى أن تبدأ البلاد صفحة جديدة على كل المستويات، فقد سئمت الناس الأوضاع القائمة، ولا أحد يتصور أن يكون مجىء السيسى استمرارا لما هو قائم، بل من الضرورى أن يكون تغييرا شاملا ينهى حالة الفوضى التسيب القائمة منذ بداية الثورة، وحالة التردى التى أوجدها حكم الرئيس محمد مرسى. وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن أكبر تغيير يتطلع إليه الناس هو المصالحة السياسية التى تمكننا من التركيز على عملية البناء التى تأخرت كثيرا، ففيما عدا من اختاروا العنف والإرهاب بديلا عن العمل السياسى، فليس هناك من مبرر لأن يصل الخلاف مع الآراء المعارضة الأخرى إلى نفس الأبعاد التى يصل إليها خلافنا مع الإرهاب. وقال الكاتب إن ما نتطلع إليه مع بداية تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أن نطوى صفحة الماضى، ونبدأ صفحة جديدة تقوم على المصالحة مع أبنائنا، مهما كانوا قد ضلوا الطريق. بينما أكد الكاتب محمد بركاتفي مقاله (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" أننا وبعد ان اصبح لمصر رئيس منتخب وفقا لارادة الشعب وباختياره الحر النزيه، نستطيع التأكيد على اننا نقف بالفعل علي اعتاب مرحلة جديدة، متأهبين للتحرك والانطلاق لتحقيق آمال وطموحات الأمة، التي هبت من اجلها وطالبت بها في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو. وشدد الكاتب على ضرورة البدء في العمل الجاد والمكثف يدا بيد مع الرئيس المنتخب، لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة الداعمة للحرية والكرامة الانسانية والمحققة للعدالة الاجتماعية في ظل سيادة القانون. وقال انه حان وقت العمل المتواصل بلا هوادة، واصبح مطلوبا بل واجبا علي الجميع الاصطفاف معا وبذل غاية الجهد، والسعي بكل الجدية والاخلاص لتغيير الواقع المرير والسيئ الذي نحن فيه الآن، والخروج بمصر من كبوتها الحالية. ودعا الكاتب الله عز وجل ان يكون الرئيس السيسي سندا وحماية ودعما للشعب، وان يوفقه إلي ما فيه الخير لمصر وشعبها، وان يلهمه الحكمة والقدرة كي يكون حاكما عادلا ورشيدا قويا ورحيما، يخشي الله ولا تأخذه في الحق لومة لائم. وفي مقاله بصحيفة "الوطن" وتحت عنوان "رسالة حب إلى الرئيس المنتخب بالحب" خاطب الكاتب مجدي الجلاد الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي قائلا "أما وأنك أصبحت رئيساً منتخباً، محاطاً بحب شعب ينبض قلبه بالأمل، رغم أن «معدته» خاوية.. بات عليك أن تقول ل90 مليون مصرى مع إشراقة كل شمس «أنا معكم.. أنا لكم.. أنا خادمكم».. وليس فى ذلك عيب..غير أننا لا ولن نطلب منك المستحيل.. فقط نريدك أن تظل إنساناً.. كى تشعر بالإنسان.. مواطناً حتى تسمع أذنك أنات الجوعى والمرضى.. مقاتلاً ضد كل فاسد ومتآمر.. متواضعاً كى يتسع صدرك للجميع.. رحيماً بالضعيف.. قوياً فى المعارك.. عادلاً وحكيماً فى القرارات..! .. سيادة الرئيس المنتخب ب«الحب» عبدالفتاح السيسى.. رغم أننى أصغر منك، لا أجد حرجاً أو صعوبة فى إسداء نصيحة لك، قرأتها ذات يوم، فوجدتها شديدة التوافق مع كل الأديان السماوية.. دعنى أهمس بها لك، لأن رجلاً خلوقاً مثلك بحاجة إليها فى تلك اللحظة الصعبة.. فإذا كنت تعرضت خلال العام الأخير لأكبر طوفان حب وثقة من القاصى والدانى، فإن فى ذلك خطراً على أى جهاز عصبى بشرى.. وفى اعتقادى أنه لو تعرض مائة شخص لهذا التدفق العاطفى الجماعى، ما رحم ربى سوى واحد أو اثنين من الشعور ب«العظمة والنرجسية».. وظنى بك أن هذا الرجل الذى يدرك أنه بشر.. إنسان يصيب ويخطئ، ولا يزال فى بداية المشوار الصعب. نريدك -سيادة الرئيس- إنساناً يحكم بالحب الذى أتى به إلى مقعد الحكم.. نريدك سنداً للمواطن الذى يعيش على الكفاف فى أعماق القرى والنجوع.. وسيفاً قوياً للمواطن الذى أُهدرت كرامته فى الخارج.. وطبيباً للمريض.. ومحامياً للمظلوم.. وقاضياً بين المتنازعين.. ولن تكون كل هؤلاء إلا إذا آمنت أن «الإنسان» المصرى بحاجة إلى «إنسان».. إنسان يقوده ب«الحكم الرشيد».. وإنسان يسكن أعماقه، فيشعر أنه صاحب مصلحة فى البناء.. وأنت تعرف -قطعاً- أن «المصرى» بنى.. وبنى.. وبنى.. ثم التهم الفاسدون والمستبدون كل شىء. من جانبه تسأل الكاتب عماد الدين أديب في مقاله بصحيفة "الوطن" وتحت عنوان (معنى رسالة "عبدالله" ل "السيسي")، كيف يمكن لنا أن نفهم رسالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الرئيس المشير عبدالفتاح السيسى؟ أجاب قائلا "فى اعتقادى، كشخص يتابع منذ سنوات بشكل خاص ملف العلاقات المصرية - السعودية، أن هذه هى أقوى رسالة تضامن من حاكم سعودى إلى حاكم مصرى فى التاريخ المعاصر. والرسالة مكتوبة بواسطة فريق من مساعدى الملك من الديوان الملكى السعودى، لكنها تحمل - بالتأكيد- فى كل حروفها من أولها لآخرها مشاعر وتوجهات الملك عبدالله. من الواضح أن الرجل لم يرغب فى إرسال رسالة بروتوكولية معتادة فى مثل ظروف فوز رئيس بانتخابات عامة، لكنه حرص على خصوصية الرسالة فى مفرداتها ومعانيها اللفظية والسياسية وأرادها وثيقة تاريخية تدخل ضمن ملف العلاقات بين البلدين. ولم تكن الرسالة معتمدة على أسلوب الخطابة العربى القائم على المجاملات والمديح، لكنها رسالة سياسية فيها حب من ناحية، ودعم من ناحية أخرى، وتحذير من ناحية ثالثة. بالنسبة لمشاعر الحب فقد عبر الملك السعودى، وأحسن التعبير، عن المشاعر الدافئة التى تربط الشعبين فى مصر والمملكة، وعن أهمية هذه العلاقة الخاصة من منظور الرياض. أما بالنسبة للدعم، فقد حرص الملك عبدالله على ألا يقتصر الدعم السعودى على كلمات وعبارات مؤيدة ومشاعر جياشة، ولكن دعا إلى مؤتمر ترعاه بلاده للمانحين لدعم الاقتصاد المصرى لإدراكه العميق بأن مصر تحتاج فى تلك الفترة لما هو أهم وأكبر من العبارات الرنانة لإنقاذ اقتصادها. ويأتى تحذير الملك عبدالله واضحاً حينما ينتقد بشدة أنصار نظرية «الفوضى الخلاقة» التى تبنتها كونداليزا رايس وزيرة خارجية بوش. ويأتى هذا الانتقاد العلنى عقب زيارة أخيرة للرئيس باراك أوباما أمضى فيها 45 دقيقة من الحوار الملتهب مع الملك عبدالله. وجاء فى خطاب الملك عبدالله إعلانه أن ما يضر بمصالح مصر كأنه يضر بمصالح المملكة، وهى رسالة قوية لدول المنطقة وعلى رأسها قطر وتركيا، سوف يذكر التاريخ أن هذه الرسالة هى أول دعم حقيقى لمصر الجديدة ورئيسها المشير عبدالفتاح السيسى.