طالب الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، الدولة بالنظر إلى الفقراء في المجتمع، وأن تضع نصب أعينها أن العدالة الاجتماعية هي أول ثوابت الدين وحقوق الإنسان. وقال زارع خلال خطبة، الجمعة، تحت عنوان "أثر الزكاة في التكافل الاجتماعي، إنه "لا تستقر الحياة الا بالعدالة الاجتماعية ولا يصح أن يحصل موظف على مئات الآلاف من الجنيهات وموظف لا يكفيه راتبه أسبوعا إذا كانت الفلسفات الاجتماعية قد وضعت التكافل الاجتماعي في إطار «حقوق الإنسان» فإن الإسلام قد وضعه في مرتبة «الفرائض والواجبات والتكاليف والضرورات»، التي يأثم الإنسان فردًا أو جماعة إذا هو تنازل عنه. وأضاف: "تحقيق التكافل الاجتماعي هو السبيل لصلاح دنيا الناس، وصلاح هذه الدنيا هو الأساس لصلاح الدين، فكأنما الظلم الاجتماعي، وغيبة التكافل بمثابة الفتنة في الدين، التي هي أشد من القتل". وقال زارع: "على الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يضع نصب عينيه وقضيته الأولى الانتصار على الفقر عدو الإنسانية، فمن ينتصر على الفقر يكون هو من طبق شرع الله فينا، مصداقا لمقولة ابن القيم (أينما يكن العدل فثم شرع الله وأينما تكن المصلحة فثم شرع الله ). وأشار إلى وجود إحصائية تقول إن كل ثانية شخصا يموت جوعا أي بمعدل 36 مليون شخص في العام عبر العالم، رغم أن الله أنزل للإنسان رزقه في الارض ويزيد، ولكن المشكلة أن هناك من ياخذ ماليس من حقه ويحرم غيره من حقوقه، والقرآن حل هذه المشكلة في أي صغيرة للغاية (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو )، والعفو أي الفائض عن حاجتك فلو كل شخص أخذ فقط مايكفيه لاستقامت الحياة وما وجدنا فقيرا أو جائعا. وتابع: "الله شرع العبادات لمصلحة الإنسان ومصلحة العباد والبلاد، ومن المعلوم أن الزكاة هي الفريضة الثانية في الإسلام مستشهدا بقول الله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ). وأضاف: "لا يخفى على أي إنسان أن من أهداف الزكاة القضاء على الفقر، وأن الفقر وراء كل مصيبة وهو قرين الكفر وليس بعد الفقر ذنب، وكان النبي صلى الله علية وسلم يتعوذ منه ويقول (اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر). وأشار إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب قال "لو كان الفقر رجلا لقتلته "، مضيفا أن تحت ضغط الفقر الإنسان لا يملك كرامته، بل يتنازل عن كرامته وربما دينه وشرفه، وهناك من يخون وطنه، لذلك كانت أول حرب في الإسلام من أجل مصلحة الفقراء، وقادها الخليفة أبو بكر على قوم ارتدوا ومنعوا الزكاة، وقال والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه. وتابع زارع: "وقال مصطفى صادق الرافعي أن معنى الزكاة في الإسلام، هو أن يأتي أقل صعلوك إلى أكبر رجل من رجال المال في نهاية العام ويقول له قدم لى دفتر حسابك، فالزكاة ليست منة ولا كرم أخلاق ولا سماحة نفس من الغنى، بل هي فريضة وحق معلوم كما قال الله تعالى (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )، ووصف القرآن مانع الزكاة بالمشرك كماجاء في كتاب الله (وويل للمشركين الذين لايؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون). وأضاف: "الزكاة هي ضمان للمجتمع من الأحقاد والبغضاء والكراهية وصيانة للمجتمع من الفقر والجريمة ومن ثم تعود على الغني بالتطهير والتزكية (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم). وقال: "في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما أخرج الناس الزكاة كاملة كما أمرهم الإسلام اختفى الفقر من المجتمع، وأصبحوا لايجدون فقراء لكى يعطوهم الزكاة، وقالوا زوجوا الشباب فزوجوا الشباب وسددوا ديون المديونين في غير سرف حتى قالوا ارموا للطيور في الجبال الحب حتى لايقال إن الطيور جاعت في عهد عمر بن عبد العزيز".