يصاب عدد كبير من الناس بارتفاع ضغط الدم خلال حياتهم. لكن يمكن أن يسهم بعض الخطوات في تأخير حاجتك إلى أخذ الأدوية. ارتفاع ضغط الدم الذي يعني تسجيل معدل 140/90 ملم زئبق أو أكثر هو عامل الخطر الأساسي للإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية. كذلك، يمهد لحالات خطيرة أخرى مثل الفشل الكلوي وتضرر الأوعية الدموية وفقدان الرؤية والخرف. لكن لا تظهر تلك المخاطر فجأةً حين يتجاوز معدل ضغط الدم عتبة 140/90 ملم زئبق. ترتفع مخاطر أمراض القلب ومضاعفات أخرى تزامنًا مع ارتفاع المعدلات. أكثر من شخص من أصل ثلاثة أميركيين يدخلون في منطقة الخطر المبهمة المعروفة بمرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم، حيث يكون ضغط الدم أعلى من الحدود (الطبيعية) (120/80 ملم زئبق) لكنه لا يتجاوز العتبة القصوى. يقول د. راندال زوسمان، اختصاصي في ارتفاع ضغط الدم في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: (نحن لا نعالج الأشخاص في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم بالأدوية ما لم يواجهوا حالات طبية أخرى تجعلهم أكثر عرضة للخطر مثل مرض الشريان التاجي أو السكري أو مرض الكلى المزمن. لكن يتراجع عدد الأشخاص الذين يتجنبون ارتفاع ضغط الدم، لذا تكون الخطوات التي تتخذها في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم كفيلة بتأخير الحاجة إلى تلك الأدوية). يجب أن يُحدث الجميع (بغض النظر عن معدل ضغط الدم) تغيرات في أسلوب حياتهم، فقد تبين أنها تمنع أو تؤجل ارتفاع ضغط الدم على نحو خطير. تشمل النصائح المفيدة تخفيف استهلاك الصوديوم وحصره بجرعة جرامين يوميًا، والابتعاد عن المأكولات المصنعة والغنية بالصوديوم قدر الإمكان، والحد من استعمال الملح في الطبخ وعلى المائدة. كذلك، يجب الالتزام ب(المناهج الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم)، ظهرت هذه الحمية منذ أكثر من عقدين وقد ساعدت آلاف الأشخاص على تخفيف أو وقف حاجتهم إلى الأدوية الخافضة للضغط. فقدان الوزن عامل أساسي أيضًا كونه يسهم في تخفيض ضغط الدم حتى لو اقتصرت خسارة الوزن على كيلوجرامين أو خمسة كيلوجرامات. ويمكن أن تؤدي النشاطات الهوائية المنتظمة إلى تخفيض ضغط الدم حتى لو لم تسهم في فقدان الوزن. أخيرًا، إذا أقلعت عن التدخين، يتراجع ضغط الدم بعد دقائق من تدخين السيجارة الأخيرة. إذا ارتفع ضغط الدم ودخل في خانة الخطر، قد يصف لك الطبيب أدوية إضافية لضغط الدم. في الفترة الأخيرة، يوصي عدد من خبراء ارتفاع ضغط الدم الأشخاص فوق عمر الستين بأخذ دواء لتخفيض ضغط الدم إذا تجاوز المعدل 150/90 ملم زئبق (التوجيهات الراهنة تدعو إلى بدء العلاج بالأدوية حين يبلغ المعدل 140/90 ملم زئبق). نتيجةً لذلك، قد يتساءل بعض الناس عن احتمال وقف الأدوية الخافضة لضغط الدم إذا كانت المعايير المقترحة حديثًا لا تنطبق عليهم. لكنّ وقف العلاج بالأدوية قد يكون خطأً فادحًا. ثمة أسباب وجيهة كي تتمسك بالنظام الذي تتبعه، لذا من الأفضل استشارة الطبيب إذا أردت طرح أي أسئلة عن الخطة العلاجية. لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، تدعو توصيات الخبراء الجديدة إلى رفع العتبة التي تسمح للأشخاص في عمر الستين وما فوق بأخذ الأدوية لتخفيض ضغط دمهم. تبلغ العتبة الجديدة 150/90 ملم زئبق، أي بما يفوق المعدل السابق الذي كان يبلغ 140/90. العلاج الأقل عدائية يمنع الآثار الجانبية ولكنه قد يخفّض أيضًا المنافع المثبتة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم. قد يعني العلاج الأقل عدائية تراجع تكاليف الرعاية الصحية وتقلّص الآثار الجانبية للأدوية ولو بنسبة ضئيلة. لكن يشعر بعض الخبراء بالقلق من زيادة المخاطر الصحية في هذه الحالة. يقول د. إيليوت أنتمان، طبيب قلب في مستشفى بريجهام للنساء التابع لجامعة هارفارد والرئيس المنتخَب لجمعية القلب الأميركية: (نشعر بالقلق من أن يعجز عدد إضافي من الناس عن السيطرة على ضغط دمهم بالشكل المناسب بسبب رفع العتبة التي تنذر بالخطر). حين ينقبض القلب، يرتفع الضغط في الشرايين (إنه الضغط الانقباضي أو الرقم الأعلى). وحين يسترخي القلب، يتراجع الضغط (إنه الضغط الانبساطي). إذا كان ضغطك الانقباضي يبلغ 140 أو أكثر، أو إذا بلغ الضغط الانبساطي 90 أو أكثر، أو الاثنين معًا، فأنت مصاب بارتفاع ضغط الدم، يهدف العلاج الذي يترافق مع الحمية المناسبة والرياضة والأدوية إلى تخفيض المعدلات تحت مستوى 140/90. يُقال في هذه الحالة إن الوضع أصبح (تحت السيطرة) فيتراجع خطر النوبات القلبية والجلطات الدماغية. بالنسبة إلى الراشدين الأصغر سنًا، تبقى عتبة الخطر على حالها: 140/90. التوصيات الجديدة ترفع السقف الذي يسمح للأطباء بوصف الأدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم عند الأشخاص في عمر الستين أو أكثر إلى 150/90 بدل 140/90. هكذا يهدف العلاج إلى تخفيض الضغط إلى أقل من تلك المستويات. اجتمعت لجنة من الخبراء بناءً على طلب (معاهد الصحة الوطنية)، وراجعت أفضل الأدلة المتوافرة من التجارب العيادية التي تشمل الأشخاص الأكبر سنًا والمصابين بارتفاع ضغط الدم. حصل المشاركون في التجربة على دواء لتخفيض ضغط الدم تحت مستوى 150/90. أسهم ذلك في تجنب مشاكل القلب والجلطات الدماغية. لكن رغم مستوى الضغط الانقباضي الذي اختارته الدراسة (150)، سجل عدد من المشاركين في المجموعة التي تلقت العلاج ضغطًا يقارب مستوى 140. بالتالي، لضمان تراجع خطر أمراض القلب والأوعية الدموية في التجارب، يجب أن يعود الأطباء إلى المعدل النموذجي القديم (140/90) إذا كان سهل التحقيق من دون آثار جانبية. يقول د. هاورد ليواين، طبيب في مستشفى بريجهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: (تخفيض ضغط الدم لأقل من 140/90 قد يكون مفيدًا أيضًا. لكن لا بد من إقامة التوازن اللازم لمكافحة الآثار الجانبية المحتملة للدواء، لا سيما عند الأكبر سنًا). تشمل الآثار الجانبية للأدوية: الإغماء، حوادث السقوط، أو التفاعلات مع الأدوية التي يأخذها الناس. يرتفع الخطر مع التقدم في السن مع أن معظم الناس لا يختبرون أي مشاكل خطيرة. قد تقرر مع طبيبك التمسك بالمعيار الأقدم والأكثر صرامة. وقد تحتاج إلى أكثر من دواء واحد لتحقيق الهدف المنشود. في هذه الحالة، يجب أن تفهم أن العلاج الأكثر صرامة لارتفاع ضغط الدم بالأدوية يرفع خطر الآثار الجانبية. في الوقت نفسه، ترتفع الكلفة ومصادر الإزعاج لأنك ستضطر إلى مراجعة الطبيب بشكل دوري وستحتاج إلى اتباع وصفات طبية إضافية.