نظمت مكتبة القاهرة الكبرى ندوة بعنوان "سبعون عاما على العلاقات الثقافية المصرية الروسية"، وذلك مساء أمس، في تمام الساعة السابعة مساءاً تحت رعاية د. محمد صابر عرب وزير الثقافة، ودكتور محمد أبوالخير، رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي. تهدف الندوة في محاورها الرئيسي على توطيد العلاقات بين الجانبين المصرى والروسي وتأكيد أهمية المشاركة بين البلدين في مختلف المجالات العلمية والثقافية. حضر الندوة الدكتور مسعد عويس رئيس مجلس الأمناء وعضو المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والترويح والأستاذ بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان، ومحمد حمدي رئيس اللجنة الثقافية باليونسكو ومدير مكتبة القاهرة الأسبق، ودكتور أمنية عامر أستاذ الوثائق والمكتبات وعضو مجلس إدارة المكتبة، ودكتور بهيجة الهلباوي عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية، واللواء بحرية محمود متولي، ودكتور صلاح نصير، والفنان ماهر سليم المستشار الفني لقطاع شئون الانتاج الثقافي. استهلت الندوة بكلمة ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى التي رحب فيها بالسادة الحضور والسادة مندوبي السفارة الروسية في مصر، فقد حضر فاسيلي جوبا نوف وإيفان إيفانوف، وأليكسي تيفا نيان. قام الدكتور حسين الشافعي أستاذ علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء ومستشار وكالة الفضاء الروسية للشرق الأوسط ورئيس تحرير مجلتي "الفضاء الروسي" و"كزاخستان اليوم"، بإلقاء الضوء على تاريخ العلاقات الوطيدة بين البلدين والتي بدأت منذ أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر بالاهتمام بالتراث العربي ونقل كل ما يدور من تطورات سياسية وثقافية بترجمة اهم مافرزتة الثقافة العربية الى روسيا، لتكون العلاقات المصرية الروسية عبر أكثر من ثلاثة قرون تهتم بالتراث العربى والتراجم , بالالضافة الى ترجمة "القرآن الكريم" إلى اللغة الروسية. والتي أسفرت عن العديد من المراكز العلمية للدراسات الشرقية بالجامعات الروسية، كما أن هناك العديد من المشروعات المشتركة في مجال الصناعة، والتبادل العلمي والدورات التدريبية في مجال المعلومات والطاقة النووية لإتاحة واكتساب الخبرات في مجال محطات الطاقة النووية والتي تعد من أهم الملفات المصرية. كما أكد "الشافعي" على دور المؤسسة العسكرية في النظرة الاستراتيجية والإنجاز العلمي في مجال الاتصالات والاقمار الصناعية، والتي أدت إلى الوصول إلى نتائج دقيقة ومبهرة على المستوى المعلوماتي، والتي سوف تتيح لمصر استكمال دورها الريادي في شتى المجالات، وبداية عهد جديد لتعم قوتها العربية والإفريقية. قدم مجموعة من المخطوطات النادرة 116 مخطوطة بخط الشيخ محمد عياد الطنطاوي، أول من قام بترجمة التراث العربي إلى اللغة الروسية، ثم أهداء تمثال نصفي "لطنطاوي" للمكتبة. مختتما بأن مصر استقبلت بمزيد من الحب هذة الملحمة التي صاغها المفكر المصري بالتعاون مع الخبرات الروسية ليثبت للعالم أجمع معلياً قيم العمل والبناء والتضحية. ثم انتقلت الكلمة لأستاذ الدكتور شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافى الروسي ورئيس "جمعية خريجي الجامعات الروسية" التي أكد من خلالها العلاقة الوطيدة بين البلدين، ودور الترجمة في توطيد العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين، وزيادة التبادل الثقافي في شتى المجالات الثقافية والفنية، وعقد تآخي بين المكتبات العامة، والبحث عن آليات توطيد العلاقات بين المؤسسات الرسمية المصرية. من جانبه، أعرب عن أهمية حرص الجانبين على انتظام التعاون المشترك بين البلدين، حيث ترتبط مصر وروسيا بعلاقات متميزة يعكسها المستوى الرفيع من التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا الثقافية والفنية، وتميزت دوما العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، بالخصوصية وارتقاء وتنوع مجالات التعاون. اختتمت الندوة بأبيات شعرية ألقاها محمد عبدالسميع، أحد العاملين بمشروع السد العالي، كما أوصت الندوة بأهمية البحث عن آليات توطيد العلاقات بين الجانبين والتركيز على الرؤية المستقبلية لها.