ذكرت منظمة كونسبيراسي ووتش أو " المؤامرة ووتش" على موقعها أن الشباب هم القطاع الأكثر هوسًا بنظرية المؤامرة في جميع المجتمعات. وبيّنت المنظمة أن الأساتذة الجامعيين يواجهون العديد من المشكلات من قبل طلابهم، الذين يعتقدون أنهم جزء من مؤامرة كبرى، لافتة إلى أن الشباب هم القطاع الأكثر انشغالًا بالمؤامرات والأكاذيب والشركات السرية. وبحسب المنظمة فإن غالبية الشباب الذين سئلوا على ما يشغلهم أكثر ردوا بأن أكثر ما يقلقهم هو نظرية المؤامرة التي يشعرون أنهم جزء منها. ونقلت المنظمة عن أحد الطلاب في جامعة فلنسيا الذين سئلوا عن ذلك ويدعى ليون، 19 عاما، قوله " حقوق الإنسان من أصل ماسوني" وبحسب قوله فإنه شبه متأكد من وجود مؤامرات سياسية ومالية". وتشير المنظمة أن الغالبية تعتقد أن هناك شركات سرية ماسونية تعمل دائمًا للإعداد لنظام عالمي جديد، وبحسب جوجل، فإن عدد البحث عن كلمة ماسونيين قد شهد ارتفاعا كبيرا في فرنسا بعد عام 2011 وخلال الثلث الأول من العام الحالي. ونقلت المنظمة عن أحد الطلاب الآخرين في باريس قولهم "نعم هناك نجوم مثل جي-زد، كاني وست أريانا يضعون مثلثات الماسونية في كليباتهم، وحينما نقوم بمشاهدة أغانيهم فهناك رسالة من وراء هذه الأغاني، ما هي الرسالة؟ الاجابات هنا تظل غامضة". ويضيف طالب آخر يدعى ميشيل لاستاذه في جامعة باريس بأن هذا ينطبق أيضًا على الدولار، فحينما نقوم برسم نجمة داوود على أعلى الهرم الموجود به عين فإن أطراف النجمة ستكون حروف "M.A.S.O.N" وهو مختصر البناءون الماسونيون مشيرًا إلى أن هذا يؤكد المؤامرة. وبتحليل هذه المعتقدات لدى الشباب، يقول استاذ العلوم الاجتماعية الفرنسية جان برونو رنار أن الشباب مؤمنون أيمانًا كبيرًا بنظريات المؤامرة، مؤكدًا أنهم لديهم حذر كبير حيال الحقائق الرسمية، معتقدين أنه يوجد حقيقة أخرى على الجانب الآخر، إضافة إلى أنهم يشعرون دائمًا بأنه يتم استخدامهم لتحقيق هذه المؤامرة خاصة المؤامرة السياسية. وبحسب الأنثربولوج في بيت علوم الإنسان الفرنسي (FMSH) فيرونيك شامبيون-فينسو فإن نظريات المؤامرة توفر اجابات سهلة لفهم عالم يخضع تعقيدات في عمليات القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ويختتم فيرونيك بقوله المؤامرات موجودة بالفعل وتشكل جزءا من السلطة لكن الذي لا يوجد هو المؤامرة الكاملة التي تستهدف بأن يكون طرف ما سيد العالم، لكن المجتمع لن يسقط لأن الناس تؤمن بهذه النظريات. وتشكل نظرية المؤامرة جزءا أساسيا في المسار السياسي المصري، حيث إن كل طرف ينظر للطرف الأخر على أنه متأمر ضده، وأن كل ما يقوم به أي طرف هو تنفيذ لنظريات المؤامرة التي طغت على السطح في الفترة الأخيرة.