قالت الناقدة الدكتورة عزة مازن، إن أقل ما يقال عن رواية "حسن الختام" أنها تجربة إبداعية مدهشة، وهي التجربة الثانية للكاتبة الروائية صفاء النجار بعد روايتها الأولى "استقالة ملك الموت"، التي صدرت عام 2005. وأضافت عزة -أثناء حضورهم ندوة مناقشة رواية "حسن الختام" للروائية صفاء النجاء مساء أمس الثلاثاء بالمجلس الأعلى للثقافة-: "فكرة رواية "حسن الختام" تدور حول استنساخ طفلة من خلال جينات الأم وحدها دون الاستعانة بالرجل، وهذا ما يجعل من الرجال ديناصورات منقرضة، وفي الحقيقة تعتبر رواية "حسن الختام" تواصل مع راوية "استقالة ملك الموت"، التي تجسد شعور ملك الموت نفسه بالموت واقترابه منه، وكذا السرد في الرواية الثانية نجد منعطفًا آخر في الرواية يتجسد بين أمل الحفيدة وحزنها". وتابعت عزة: "محور السرد في رواية "استقالة ملك الموت" يدور حول الجدة أما في رواية "حسن الختام" فيدور محور السرد حول شخصية "حبيبة" الحفيدة التي تخرجت من كلية الفنون الجميلة وتسكن في الزمالك، والتي تستسلم إلى الواقع فقط في الظاهر أما في داخلها فهي تصارع روحها في رغبه منها للتحرر مما يحيط بها ويكبلها من عادات وتقاليد". فيما قال الناقد الدكتور هيثم الحاج على، إن رواية "حسن الختام" للروائية صفاء النجار تتميز بتعدد الزوايا المتاحة والتي من الممكن أن يقدم النقد من خلالها، وأول هذه الزوايا الإهداء المقلوب في بداية الرواية وهو "نعم متاع المرأة الرجل الصالح" كما أن الرواية لا تتحدث عن دور المرأة في الأصل وإنما تتحدث عن وحدة الفرد، وهذا وضح لنا من خلال حبيبة وهي الساردة في الرواية، فكانت حبيبة تحاول إيجاد طريقها الخاص في الخلاص إضافة إلى كتابة الجسد التي تحتل محور مهم في هذه الرواية من خلال وقوفها امام المرأة ومتعتها بالنظر إلى جسدها وهذا يتسق مع فكرة أن حبيبة فنانة تشكيلية. وأضاف الحاج على، لقد ظهرت عدة أراء تقول أن الكتابة النسوية هي التي يكتبها النساء، أو التي تعالج وتهتم قضايا المرأة، واعتقد أن هذه الرواية من ناحية الجانب السردي تنتمي إلى الرواية النسوية، ومن خلال التفاصيل الصغرى ترتبط بشكل تطور المبدع عبر التاريخ. وتابع الحاج على: "كانت تنتشر قديمًا قبل الكتابة فكرة أن المبدع هو شخص أعلي من الناس فهو كان يصور على أنه نبي ينزل عليه الوحي والإبداع وبدوره يقدمه للناس، ومن خلال الكتابة والتوثيق تحول دور المبدع من دور النبي إلى دور المرشد الاجتماعي الذي يقدم القيم الاجتماعية للناس، ثم ومن خلال الميديا تحول المبدع إلى شخص يقدم رسالته إلى فئة محددة من الناس وهم قراءه، كما أن فكرة المزاوجة أو التطابق بين نوعين من أنواع التاريخ هو التاريخ الذكوري المكتوب والتاريخ السري وهو النهر الذي يسير تحت الأرض من خلال الحديث الذي تحكيه الجدات للحفيدات وهذا ما نجده في الرواية وهو المبرر لفكرة الاستنساخ والذي سيجعل الرجال - كما قالت الدكتورة عزة مازن منذ قليل- ديناصورات منقرضة، كما أن ما يميز الرواية وجود امتداد متوازي بين خطين خط ظاهر وخط خفي وهو الأساس الأهم في البناء في تلك الرواية".