رحبت القيادة السورية بالمبادرة التي أطلقها الوفد التضامني المصري، بتسليم المصريين المغرر بهم والملقي القبض عليهم دون أن تلوث أيديهم بالدماء السورية، إضافة إلي تسليم جثامين القتلى من المصريين المتورطين في المعارك التي تدور يوميا بداخل الأراضي السورية. كان وفدا شبابيا من قوى قومية وناصرية قد التقي الأسبوع الماضي، فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أثناء زياره تضامنية مع الدولة السورية في حربها ضد قوي الإرهاب، المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، وقدم الوفد خلال اللقاء مبادرة بتسلم المصريين الذين أوهمتهم قوي إسلامية بأن سوريا هي أرض الجهاد والاستشهاد، وأرسلتهم لقتال الشعب السوري، بعد إصدار فتاوي التكفير وإباحه الدماء. ومن جانبه رحب المقداد بالمبادرة الشعبية المصرية، ووعد بتسليم عدد من الملقى القبض عليهم شريطة كشفهم عن الجهات التي قامت بتسفيرهم الي سوريا، واقرارهم بعدم دخول الأراضي السورية بغية القتال مرة أخرى، قائلا “,”إن أبناء مصر وسوريا ينتمون إلي شعب واحد، لن يفرق بينهم جماعات إرهابية ومؤامرات تسعي للنيل من قلاع الصمود والمقاومة ضد المشروع الاستعماري في المنطقة العربية، وإن سوريا علي استعداد للمصالحة مع كل من لم تلوث يداه بالدم السوري“,”. وأشار المقداد إلي أن سوريا تثمن الجهود الدولية الرامية إلي إنهاء الأزمة السورية، خاصه الجهود الإيرانية والروسية، التي تقف أمام مخططات دول المؤامرة علي الشعب السوري، الساعية إلي تقسيم سوريا طائفيا وإدخالها في نزاعات داخلية تهدف في نهاية المطاف، إنهاء دورها المقاوم. كما التقي الوفد المصري بالشيخ أحمد حسون، مفتي سوريا، الذي أعلن رفضه للخطاب التكفيري الذي تتبناه ميليشيات “,”الجيش الحر“,”، وتنظيم “,”جبهة النصرة“,” الإرهابي، مشيرا إلي أن سوريا لم تشهد الطائفية، ولم تتلوث بها، مؤكدا على أن عصابات الإرهاب المدعومة من قطر وتركيا وإسرائيل وأمريكا، لن تفلح في محاولات التقسيم الطائفي، بسبب وحدة الشعب السوري، ووقوفه خلف جيشة الوطني وقيادته. وحذر حسون من مخططات الغرب الاستعماري لتقسيم المنطقة العربية مذهبيا وطائفيا، مشيرا إلي أن دول المؤامرة تهدف إلي إعادة تقسيم الأمة العربية، حتى تضعف قواها المقاومة. ومن جانبه قال الدكتور محمد سيد أحمد، الأمين العام للائتلاف القومي العربي المستقل، ورئيس الوفد المصري، أن سوريا تشهد أجواء الانتصار بعدما سطر الجيش العربي السوري بطولاته في مواجهه عصابات إرهابية، دخلت إلي سوريا عبر حدودها المشتركة مع دول الجوار، متوقعا أن يعود الهدوء خلال الأيام القليلة القادمة إلي حلب، لتشهد انتصارا كالقصير. يذكر أن مدينة القصير قد شهدت قتالا عنيفا أسفر عن هروب جماعي لعصابات الإرهاب، تاركين سلاحهم خلفهم، وأن أبناءها عادوا إليها بعد انتصار الجيش العربي السوري، الذي كشف عن وجود سيارات عسكرية إسرائيلية، وأسلحه أمريكية، وأجهزة اتصال متطورة كانت بحوزة ميليشيات “,”الجيش الحر“,” وتنظيم “,”جبهة النصرة“,”. علي جانب آخر تشهد العاصمة دمشق حالة من الهدوء والأمان، خلافا لما تردده وسائل الإعلام القطرية والغربية، وأن المصالح الحكومية ومؤسسات العمل الخاصة، لم تشهد معوقات تمنع العاملين من ممارسة عملهم، وهو ما أشار إليه الوفد التضامني المصري، مؤكدا على أن الحياة تسير بصورتها الطبيعية، وأن الأجواء العامة لا تعطي أية انطباعات بوجود ما يدعيه البعض ب“,”الثورة“,”، وإنما هي أجواء حرب تعيشها الدولة السورية قيادة وشعبا ضد عصابات وافدة من الخارج تسعى للنيل من استقرار البلاد.