اشتبك جيش جنوب السودان مع متمردين في بلدة بانتيو النفطية الشمالية وحولها يوم الإثنين مما أضر بفرص استئناف جهود السلام بعد أيام من زيارة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في محاولة لاحياء المفاوضات المتعثرة. ولم يتضح على الفور من يسيطر يوم الاثنين على البلدة التي وقعت فيها مذبحة عرقية الشهر الماضي مما أثار مخاوف من إبادة جماعية وشيكة في الدولة الوليدة. وقال متحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للحكومة إن الجيش استعاد السيطرة على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة وإنه بدأ هجوما أوسع في المنطقة المحيطة بها. لكن متحدثا باسم زعيم المتمردين ريك مشار النائب السابق للرئيس قال إن المقاتلين الموالين له طردوا القوات الحكومية من البلدة في هجوم مضاد في وقت مبكر من صباح الاثنين. وقال الكولونيل فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان لرويترز "سيكون هناك قتال حول بانتيو. يحاول الجيش الشعبي لتحرير السودان فرض السيطرة الكاملة على ولاية الوحدة وسيستغرق هذا بعض الوقت." وانتقلت السيطرة على بانتيو من طرف إلى آخر عدة مرات منذ أن اندلع الصراع في العاصمة جوبا بين جنود موالين للرئيس سلفا كير ومقاتلين يدعمون مشار في منتصف ديسمبر كانون الأول ثم امتد بسرعة إلى باقي أنحاء جنوب السودان. وقتل آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم مما دفع الأممالمتحدة إلى التحذير من مجاعة في بعض أجزاء البلاد التي انفصلت عن السودان في 2011. وزار كيري جنوب السودان يوم الجمعة مع فشل مفاوضات سلام ترعاها دولة إثيوبيا المجاورة. كما فشل اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في يناير كانون الثاني. وقال كير لكيري إنه مستعد لمحادثات مباشرة مع مشار لكن الأخير أحجم عن الوعد بالمشاركة. وقالت جريس كاهيل المتحدثة باسم منظمة أوكسفام إنها تلقت تقارير من موظفين في قاعدة الأممالمتحدة في بانتيو بشأن قصف عنيف للبلدة صباح الاثنين. وأضافت "الأذى الذي يلحقه القتال المستمر في بانتيو اليوم بالمدنيين جسيم." وتصاعدت المخاوف من الإبادة الجماعية بعدما قالت الأممالمتحدة إن المتمردين قتلوا مئات المدنيين في بانتيو الشهر الماضي. وهاجم سكان بور التي يغلب على سكانها أفراد قبيلة الدنكا أبناء قبيلة النوير في قاعدة للأمم المتحدة بعد ذلك بأيام. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 25 ألف مدني لجأوا إلى مخيمها في بانتيو فرارا من القتال. ويختبئ عشرات الآلاف في قواعد أخرى للمنظمة الدولية. وقال اجوير إن الجيش الشعبي لتحرير السودان استعاد أيضا السيطرة على بلدة الناصر بولاية أعالي النيل وهي قاعدة مهمة للمتمردين في الولاية.