زادت حدة الخلافات بين أنصار الدعوة السلفية بالإسكندرية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد إصدار حزب النور، المعبر عن الدعوة، بيانا أمس الأول أعلن فيه رفضه لوصف مظاهرات 30 يونيو بأنها ضد المشروع الإسلامي، أو أنها مؤامرة على الرئيس محمد مرسي والإسلاميين، وهو ما يتناقض مع آراء الإخوان التي تصف المظاهرات بأنها محاولة لإسقاط نظامها من ناحية، وإجهاض المشروع الإسلامي من ناحية أخرى . أشارت صحيفة الخليج الاماراتية الى أن الدعوة السلفية رفضت مساندة الجماعة في مواجهة الثوار الرافضين لسياسات النظام الإخوانى، فضلا عن اتفاقه مع المطلب الأول لمتظاهري 30 يونيو بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو طرح استمرار رئيس البلاد في منصبه إلى استفتاء شعبي، وهو ما أبدى أعضاء بالجماعة وحزبها الحرية والعدالة اعتراضاً عليه، واعتبروه تفجيراً للخلافات الممتدة بين الجانبين التي تعود إلى عدة أشهر، عندما اعترض السلفيون على هيمنة الجماعة على مفاصل الدولة المصرية، وهو الاعتراض الذي صاحبه قادة حزب النور أنفسهم عندما استقالوا من الهيئة الاستشارية للرئاسة، وخاصة في أعقاب إطاحة المؤسسة مستشار الرئيس لشؤون البيئة، والمعروف بانتمائه قياديا لحزب النور . الاعتراضات التي أبداها حزب النور على المعترضين على متظاهري 30 يونيو ترجمها رئيسه يونس مخيون، بتأكيده أن الحزب لن يشارك في أية تظاهرات مؤيدة أو معارضة لشرعية الرئيس محمد مرسي، وهو ما يخالف دعوات الحشد الجماهيري الذي تنادي به الجماعة بالمشاركة في تظاهرات تدعم الرئيس قبيل وتزامنا مع مظاهرات 30 يونيو، بالإضافة إلى مظاهرات الجمعة المقبلة في محيط مسجد رابعة العدوية، والداعية إلى “نبذ العنف” . وكان لافتاً غياب حزب النور عن الاجتماع الذي دعت إليه قوى وأحزاب إسلامية أمس الأول للإعداد لمليونيه “,”نبذ العنف“,”، وهو ما اعتبره بعض القوى الإسلامية ترسيخاً من حزب النور والدعوة السلفية لحالة الشقاق والخلاف بينها وبين هذه القوى، خاصة أن معظم المشاركين فيها هم قادة بجماعة الإخوان إلا انه مع تصاعد حدة الانتقادات المتبادلة بين السلفيين والإخوان، طرحت عدة قوى مبادرة للم شمل الجانبين، غير أنه مع تسريبات هذه المبادرة، فإن السلفيين اشترطوا لإنهاء خلافاتهم مع “الإخوان” أن يتوجه إلى مقرهم بالإسكندرية قادة من مكتب إرشاد الجماعة للاعتذار عن الانتقادات التي توجه إليهم من وقت لآخر من قبل الجماعة، وخاصة عند طرح حزب النور لمبادرته الشهيرة بشأن إقالة كل من الحكومة والنائب العام، وقيامه بالحوار مع قادة جبهة الإنقاذ الوطني . والمؤكد أن الحالة بين الإخوان والسلفيين لن تبقى كما هي خلال الأيام القليلة المقبلة، فإما أن تكون هناك استجابة لاحتواء هذا الخلاف، وإما أن يتفاقم خاصة مع تمسك حزب النور بمبادرته ومطالبة الجماعة بالتوقف الدائم عن السيطرة على مفاصل الدولة المصرية .