تجولت الصحفية المصرية لينا عطا الله في شوارع طهران قبيل اقتراع الانتخابات الإيرانية، مستطلعة ملامح مجتمع عاش ثورة بآمالها وطموحاتها، ولكنها انتهت بشكل مناقض لما أراد لها أصحابها. وتحت عنوان “,”في مصر وإيران الشباب صنعوا الثورات والإسلاميون سيطروا“,” كتبت لينا عطا الله لصحيفة “,”الجارديان“,” تحكي عن مشاهداتها في طهران: في شارع “,”لاليهزال“,” جنوبطهران كانت المقاهي والملاهي محور الحياة الليلية النابضة بالحياة، أما الآن فهو مكان بالغ الابتذال، حيث محلات السلع الكهربائية، والأجهزة المنزلية، وتعلو واجهات المحلات بطاقات الأسعار، ومتسوقون مبعثرون هنا وهناك، إن هذا المكان يعكس الحنين إلى ما قبل الثورة، فكل الثريات المعروضة في المحلات التي صنعت لتستخدم في الملاهي الليلية، توضع داخل المنازل، يقول إبراهيم وهو رجل فى الخمسين من عمره للصحيفة: إنه “,”تغيير رمزي“,”، الناس يشربون داخل بيوتهم، ويصلون في الخارج أمام الناس ليحصلوا على وظائف، في الماضي كان الناس يصلون داخل منازلهم ، ويذهبون إلى البارات خارجها، الآن ما يحدث هو العكس. هذا ما يقوله إبراهيم ملخصًا الوضع الإيراني تحت حكم المحافظين الإسلاميين. وأشارت لينا كاتبة التقرير، أن الإيرانيين وهم يستعدون للتصويت خلفا لأحمدي نجاد، تتراءى أشباح الماضي، فمنذ أربع سنوات تحولت الانتخابات الرئاسية إلى أكبر انتفاضة سياسية في إيران منذ الثورة الإسلامية، ولكن الخيارات أصبحت الآن محدودة لكل من يأمل في مستقبل أفضل، وتبدو فرصة تكرار تلك الانتفاضة الآن صغيرة، حيث غابت الحماسة الثورية التي سادت العاصمة لمدة أسبوعين عام 2009. وتقول إلهام التي تخرجت في الجامعة حديثا: “,”بعد بضعة أيام من احتجاجات 2009 أصبح مزاجنا كئيبا، أتذكر أني قلت لنفسي حينها أنا لا أريد أي شيء له علاقة بالسياسة، في الوقت الحاضر نحن نقول لأنفسنا ما هي وظيفة التصويت في الانتخابات“,”، وتتحدث كذلك عن والدتها اليسارية التي تقارب الخمسين من العمر، وقد شاركت في ثورة 1979 وسجنت بعدها، وعندما خرجت وجدت نفسها على هامش الحياة الاجتماعية ، وفشلت في إيجاد أي وظيفة حكومية، أما شقيقها الذي اعتقل أيضا فقد طلب اللجوء إلى الخارج، وكذلك فعلت أختها، لكنها اختارت البقاء. وتقول فاطمة صدقي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة “,”آزاد“,” الإسلامية قرب طهران، للصحيفة: “,”أنا أدافع عن ثورة 1979 التي صفق لها الجميع لأنها بدأت مثل مصر، كانت لحظة سياسية حقيقية“,”، وتم تعليق عمل فاطمة بالجامعة لكتاباتها التقدمية، وتتحدث فاطمة عن الثورة التي قام بها الشباب المصري: “,”عندما حدثت الثورة كنا متحمسين، ولكننا تساءلنا منذ البداية حول الخطوة التالية“,”. وأضافت أن “,”الشباب يصنعون الثورات والإسلاميون يسيطرون في مصر“,”. وتعلق الصحيفة: بعض الناس في إيران مثل فاطمة صدقي يتساءلون عن الغرض من التصويت، وهل يمكن أن يجلب التغيير للأفضل؟