"عبد الرحيم علي" يكشف: تاريخ الإخوان وتأسيس العنف كيف يستحل الإخوان دماء اعدائهم ومعارضيهم؟ الإخوان يكررون تاريخهم الدموي في مصر العنف والإهاب فلسفة وعقيدة داخل الجماعة عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي رئيس تحرير موقع "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود"، الذي يعرض علي فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا حول فلسفة العنف داخل الجماعة الإرهابية. حيث أكد "علي" أن: "هناك حزبًا واحدًا لله لا يتعدد، وأحزابًا أخرى كلها للشيطان والطاغوت، وهناك دار واحدة هي دار الإسلام تهيمن عليها شريعة الله وتقام فيها حدوده، وما عداها دار الحرب، علاقة المسلم بها إما القتال أو المهادنة على عهد الأمان".. أتدرون ما هذا!! أتدركون حجم خطرها على المجتمع!!، إنها أحد أفكار التكفير والتطرف، التي ورثها إمام الإخوان سيد قطب لأتباعه في التنظيم، ونقلوها بدورهم إلى مختلف الجماعات الجهادية طوال العقود الماضية. فأفكار قطب، وخاصة كتابيه معالم فى الطريق، ظلال القرآن، دارت بالأساس حول اعتبار المجتمعات المعاصرة بما فيها المجتمعات الإسلامية، هى مجتمعات جاهلية، حكوماتها كافرة، لا يجوز مشاركتهم الحكم، أو العمل تحت رايتهم، بل يتوجب جهادهم ورفع الدعوة العلنية ضدهم، ليكون الجهاد بالسيف مقدما على الجهاد بالكلمة!. هذه الأفكار، سعى محبو قطب، وهم كثر، داخل تنظيم الإخوان، إلى إحيائها والترويج لها، منذ إعدام صاحبها عام 1966، وحتى أن سيطر ما يعرف ب"القطبيين الجدد" عليها، في انتخابات مكتب إرشاد الجماعة عام 2010، التى أتت بالقطبين محمد بديع مرشدا، ومحمود عزت نائباً له، ومن تحكم القطبين في تنظيم الإخوان، وأخذوا على عاتقهم هذه المهمة، أعدوا لها العدة، وجاهدوا لاعتماد أفكار قطب كورقة رئيسية في منهج التربية داخل الجماعة. لتخلف فى الأخير، نهاية لم ينج من تداعيتها كافة أبناء الوطن، كفروا وشككوا في إيمان معارضيهم وقت وصولهم للحكم، واستهدفوهم وأرهبوهم بعد أن أطيح بهم أزلاء أمام عيون مؤيديهم، ليتأكد أن الرأي عندهم لونان لا ثالث لهما، إما أسود أو أبيض. ولم تنحصر أفكار قطب في محيط الساحة المصرية بل امتدت إلى بقاع أخرى كثيرة من العالم الإسلامي وأوروبا، حيث شكلت بريقا جذابا للمسلمين في كل مكان، وتحول بالتالي التيار القطبي إلى تيار عالمي، لا يزال قائمًا، معتبرين كتابات قطب المرجع الأول لفكرهم فى تكفير الحكام وإحياء الجهاد ضد الأوطان. فالامتداد الطبيعي لأفكار قطب هو حتمية الصدام واستحالة التعايش، فالمسلم الحقيقي من منظوره، لا يملك الحق في التصالح مع المجتمع الجاهلي والولاء لقيمه، وبنص كلمات قطب يقول "ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين له بالولاء، فهو بهذه الصفة الجاهلية غير قابل للتصالح، وإن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته"... وتساءل "عبد الرحيم علي": هل أدركتم حجم المأساة بعد؟ ثم عرض تقريرًا حول تاريخ الإخوان والإرهاب. وقال: لا تتعجب من إرهاب الإخوان، ففكرهم الذى خطوه، وتاريخهم فى ممارسة الإرهاب الذى سطروه بأيديهم طوال العقود الماضية، مليئ بعمليات الإرهاب والاغتيالات ضد مصر وأبنائها، مسعاهم الأساسي محاولة جرجرة الدولة المصرية إلي الهوة السحيقة من الدمار والخراب والاقتتال. فمن يطالع تاريخ الإخوان يكتشف أنهم يكررون فى الوقت الراهن صور الجرائم التي ارتكبوها علي مدي تاريخهم الدموي، فاستهدفوا دور السينما عام 1946، واغتالوا المستشار أحمد الخازندار، ونسفوا محلات "بنزايون وعدس" عام 1948، كما اغتالوا رئيس وزراء البلاد محمود فهمي النقراشي فى ذات العام، رداً علي قرار حله للجماعة، وتنفيذا لتهديد مؤسسها حسن البنا، حين قال: "أنت يا نقراشي بحلك جماعة الإخوان المسلمين حكمت علي نفسك بالإعدام"، وفى المقابل يبقى نفيهم وتنكرهم للمسئولية سيد الموقف. ومع اغتيال البنا عام 1949، سببت هذه الضربة الأمنية، توقفت عمليات الجماعة الإرهابية مؤقتاً، لتستأنف من جديد، بمحاولة اغتيال رئيس البلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، والتي كشفت عن الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان وعن الفكر الإرهابي الذي تعتنقه في مواجهة الدولة المصرية وشعبها. ومنذ أربعينيات القرن الماضي، ظلت الجماعة تنفي كل الأحداث الإرهابية، مدعية أنها ملفقة، وأنها إحدى التمثيليات التى أعدتها أجهزة الدولة الأمنية بهدف ضرب سمعة الجماعة والقضاء عليها، واستمر هذا الإنكار إلي أن قامت ثورة 30 يونيه، ليكرر أعضاء الجماعة نفس الأحداث الإرهابية من حرائق وتفجيرات واغتيالات وتخابر مع الخارج وتعاون ضد مصر، رافعين فى ذلك مصالحهم الخاصة دون تغيير أو تطوير أو إدخال فكر جديد خلال صدامهم مع الدولة. وبحسب رأى مراقبين، فإن مأساة قادة الإخوان تتمثل في تكرار الأخطاء الاستراتيجية التي تصنع نكباتهم وانكساراتهم، ولم يحدث لهم تطور نوعي عبر ال(80) عاما علي سلوكهم حتي بعد وصولهم إلي السلطة بعد ثورة يناير، فاستمروا في السير علي الطريق القديم بخلط الدين بالسياسة، وفلسفة التحالفات غير المقنعة وتورطوا في سلسلة من الوعود الكاذبة، وتحولوا نحو الهيمنة والإقصاء وتصفية الحسابات وكشفوا عن الوجه الحقيقي الذي يعادي الديمقراطية ويرفض التعددية ويعتنق التكفير في محاولة لبسط الدولة الدينية القمعية، والتي يرفضها الشعب المصري، فأعضاء الجماعة تربوا علي كره رجال الجيش والشرطة ورضعوا هذه الكراهية من آبائهم أو أساتذتهم، مبتعدين عن حب الوطن والعمل من أجل نهضته.. ثم تحدث البرنامج عن فلسفة الإرهاب عند الإخوان، وأضاف "عبد الرحيم علي": خلال الأشهر القليلة التي سبقت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبالتحديد عقب انتهاء تنظيم الإخوان المسلمين من انتخابات مكتب إرشاده، في يناير 2010، خرج محمد بديع؛ المرشد الثامن للجماعة، في أكثر من مناسبة ليؤكد أن استخدام العنف لدى الجماعة مستقبلًا سيقتصر فقط ضد أعداء الإسلام، لكن عن أي أعداء يتحدث بديع؟ وتاريخ جماعته ملطخ بدماء المصرية منذ إنشائها. يقول محمود الصباغ أحد قادة النظام الخاص للجماعة في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص"، "الإرهابيون نوعان.. إرهابيون لأعداء الله وهم أرق الناس قلوبًا وأرهفهم حسّا.. وإرهابيون لأحباب الله، وهؤلاء هم أغلظ الناس قلوبًا وأكثرهم قسوة ووحشية". هذا "المفهوم" شكل المنطق الذي استندت إليه الجماعة في الدفاع عن إرهابها وعن نظامها الخاص، فهم يرددون أحيانًا أن جهازهم الخاص أنشئ لأجل مواجهة الإنجليز والصهاينة، وفي أحيان أخرى يوسعون الدائرة فيقولون إنه أنشئ لاستهداف أعداء الله، وبين هذا وذاك تبقى إشكالية تعريف أعداء الله لدى الإخوان بأنهم في المقام الأول هم "أعداء الجماعة". فأولى بذور الإرهاب غرستها الجماعة في أربعينيات القرن الماضي مع إنشائها ما يعرف بالجهاز السري أو التنظيم الخاص على يد مؤسسها حسن البنا. هذا الجهاز السري حدد البنا مهامه في ثلاثة وظائف؛ الأولى شن الحرب على الاستعمار البريطاني، والثانية قتال من يخاصم الجماعة وردعهم، والأخيرة إحياء فريضة الجهاد"، وهو ما يعني أن البنا قد فكر لأول مرة في إيجاد تشكيل مؤسساتي، يتصدى لمن يخاصم الدعوة، بل ويردعه، وتألف التنظيم الخاص من ثلاث شعب أساسية هي: التشكيل المدني، وتشكيل الجيش، وتشكيل البوليس، وألحقت بالنظام تشكيلات تخصصية مثل "جهاز التسليح" وجهاز الأخبار، حيث عمل الجهاز الأخير نواة للجهاز الاستخباري للجماعة. ووفقًا للكثير من المؤرخين فإن إنشاء "النظام الخاص" جاء كتطور منطقي وطبيعي لفكر مؤسس الإخوان، ففي رسالة المؤتمر الخامس للجماعة عام 1938 أجاب البنا بوضوح وجلاء عن سؤال: "هل في عزم الإخوان المسلمين استخدام القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟... قائلًا: "لا بد للإخوان أن يكونوا أقوياء ولا بد أن يعملوا في قوة". ليتوالى بعد ذلك إرهاب الجماعة واستخدام العنف ضد بني وطنهم، بدءًا من عمليات إلقاء القنابل والمتفجرات على عدد من أقسام القاهرة عام 1946، ومحاولة تفجير فندق الملك جورج بالإسماعيلية عام 1947، وصولًا إلى استهداف المؤسسات الشرطية والعسكرية عقب إطاحة الشعب بحكمهم ورئيسهم العام الماضي. ثم تحدث "الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي" عن الإخوان وتأسيس العنف. وقال: لطالما بات العنف سبيلهم والتكفير غايتهم، وخاصة لدى الإخوان، فتش عن سيد قطب، كبيرهم الذي علمهم السحر، وتغلغلت إرشاداته وتعليماته في عقول الكثير من الجهاديين، على كافة أطيافهم. فمن حقائق العنف الجهادي، أن كل فكرة جهادية أو عملية إرهابية، يسبقها ويسير بحذائها الأفكار القطبية، التي خدعت المتحمسين لإسلامهم بترادفاتها فبمجرد أن تضع كتاب قطب "معالم فى الطريق" أمام كتابات جماعات السلفية الجهادية، والجماعات الإسلامية المتطرفة، وتنظيم القاعدة، ومشتقاتهم، وأنت تدرك حجم المأساة تتأكد أنهم صنوان لا يفترقان. وقال "عبد الرحيم علي": إنه بالرغم من خطورة الأفكار القطبية التي ألهمت أعضاء الإخوان في مراحل تاريخية سابقة، وأسهمت في صياغة اتجاهات أكثر تطرفاً وعنفاً، إلا أن قيادات التنظيم يستمرون في تطبيق نظرية أكذب، ثم أكذب، ثم أكذب، حتى تصدق، متلاعبين في ذلك بعقول تابعيهم، إذ يقول الإخوان حين يسألون عن التأثيرات السلبية لفقه العنف الذي أسسه قطب، على التنظيمات الجهادية، إن الذين قرأوا لقطب هم من فهموه خطأ، فالرجل لم يكفر أحدا على الإطلاق؛ بل كان أديبا وشاعرا يتمتع بلغة مجازية ينطق ظاهرها بخلاف ما تبطن أو يقصد صاحبها، ومن ثَمَّ فإن الذنب يقع على الذين قرأوا له ولم يفهموه على الوجه الصحيح. ويضيف "علي"، أنه تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، وتشاء الأقدار أن تثبت كذبهم وحقيقة أفكارهم، فهذا تيار السلفية الجهادية، الذي اعتمد أحد أهم قادتها، صالح سرية، على سيد قطب في إخراج "رسالة الإيمان"، تلك الوثيقة التي بني عليها تنظيم "الفنية العسكرية" في تكفير الرئيس الراحل أنور السادات، ووضع على أساسها مبدأ الخروج عليه وعزله من منصبه لتنصيب حكومة إسلامية تحتكم إلى الأفكار القطبية. وهذه الجماعة الإسلامية وكتاب "مراحل الجهاد نسخ اللاحق للسابق" لصاحبه عبد الآخر حماد، والذي أصل على أفكار قطب الأعمال الإرهابية ضد مؤسسات الدولة ومواطنيها في تسعينيات القرن الماضي. ويشير إلى أنه لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان لفقهاء تنظيم القاعدة نصيب، لم يكن باليسير من الأفكار القطبية، حيث تبنى سيد إمام الشريف آراء قطب في تكفير كل من يتحاكم إلى القوانين الوضعية، وكذلك مصطفى الست مريم، في كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"، حيث اعتبر قطب زعيم فقهاء السلفية الجهادية في القرن العشرين. كما أكد أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن، في قيادة التنظيم، في كتابه "فرسان تحت راية النبي" أن "دعوة قطب إلى إخلاص التوحيد لله والتسليم الكامل لحاكميته، ولسيادة المنهج الرباني، هي شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوما بعد يوم. وقال الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز": إن الإخوان يكذبون دائمًا في جميع كلامهم وأفعالهم، فهم ظلوا يكذبون على الناس مرارًا وتكرارًا على الناس حتى وصلوا للسلطة وظهرت حقيقتهم. وأكد خلال برنامجه "الصندوق الأسود" على فضائية "القاهرة والناس" أن سلوك الإخوان ظهر بكل وضوح بعد حكمهم لمصر، مضيفًا أن رجل الأعمال الإخواني يوسف ندا أحد أكبر الممولين لجماعة الإخوان الإرهابية يكذب على الجزيرة، ويؤكد أن جماعة الإخوان في مصر تعدادها حاليًا 7 ملايين، وهو رقم غير صحيح بالمرة. وتابع رئيس تحرير "البوابة نيوز" أن الإخوان في ظل قوتهم وتحالفهم مع السلفيين وإغرائهم للفقراء بالزيت والسكر لم يستطعوا حصد أكثر من 5 ملايين صوت في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في 2012، متسائلًا: من أين أتى يوسف ندا بال 2 مليون الزيادة؟ اوضح الكاتب الصحفي عبد الرحيم على، رئيس تحرير "البوابة نيوز": إن حجم المأساة التي يعيشها أتباع الفكر الإخواني، كبير جدًا، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون أنفسهم هم المؤمنين فقط، وغيرهم كافر ويجب الاستعلاء عليه. وأضاف على، خلال برنامجه "الصندوق الأسود"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن الإخوان صكوا فكرة المجتمع الجاهلي لذا فهم أمروا أتباعهم بالاستعلاء بإيمانهم على غيرهم باعتبار أن من ليس معهم فهو كافر، لافتًا إلى أن الإخوان اخترعوا فكرة الاستعلاء بالإيمان على غرار الإستعلاء بالمال والاستعلاء العرقي. وأكد رئيس تحرير "البوابة نيوز"، أن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" وصحابته، لم يستعلوا على غيرهم من اليهود والمشركين في المدينة، كما يفعل الإخوان مع المسلمين غير المنتمين لهم ومع أصحاب الديانات الأخرى وصف الكاتب الصحفي، عبد الرحيم علي رئيس تحرير "البوابة نيوز"، الإخوان بأن العنف والإرهاب عقيدة في دمهم ، وأن من يعارضهم يصبح كافرًا. وأضاف "علي"، خلال حلقة اليوم الاثنين من برنامجه "الصندوق الأسود"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أنك عندما تقرأ لحسن لبنا وسيد قطب ومحمد بديع ، تجد رائحة الدم بين السطور. وتابع "علي" قائلًا: "النور جاي مع الصباح بعد ما نطهر بلدنا من عبيد المرشدين".