سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نكشف.. كيف ساعدت المخابرات الأمريكية على اختراق الإخوان للغرب..الخارجية الأمريكية وال "C. I. A" دعمّا الإرهابية كجماعة إسلامية إصلاحية.. وزوج ابنة حسن البنا نشر الفكر القطبي في أوربا برعاية أيزنهاور
أعلنت شبكة "فوكس نيوز" في أبريل 2007، عن لقاء النائب "ستيني هوير" زعيم الأغلبية بمجلس النواب مع ممثلي جماعة الإخوان المصرية بالقاهرة. ونقلت الشبكة عن الناطق باسم جماعة الإخوان "حمدي حسن"، أن ستيني التقى بعضو مجلس الشعب المصري والقائد بالجماعة "محمد سعد الكتاتني"، مرتين في يوم واحد، أحدهما بمنزل السفير الأمريكي بالقاهرة، والآخر في مبنى البرلمان المصري، بينما رفض المتحدث باسم السفارة الأمريكية "جون بيري" آنذاك التأكيد على ما صرح به نظيره الإخواني، مؤكدا على أن النائب الأمريكي عن ولاية ميريلاند، التقى الكتاتني ضمن مجموعة من السياسيين والبرلمانيين في حفل اعده السفير الأمريكي بالقاهرة "فرانسيس ريتشاردوني" بمنزله. وأضافت الشبكة: إن بيري أشار إلى أن سياسة الولاياتالمتحدة لا تمنع اللقاءات مع أعضاء الجماعة الممثلين داخل البرلمان، مؤكدا على أن لقاء هوير مع الكتاتني لا يمثل تغييرا في سياسات الولاياتالمتحدة تجاه الجماعة كمنظمة، وأن اللقاء يأتي في إطار الدبلوماسية الأمريكية التي تعتمد عقد لقاءات مع برلمانيين وقادة أحزاب وسياسيين مستقلين في العالم. وقال الكاتب "جيري غوردون" في دراسته المنشورة في "نيو انجلش ريفيو": إن هذا اللقاء وقع بينما كان الإخوان يسيطرون على خَمَس مقاعد في البرلمان المصري، ضمن مقاعد المستقلين، ووسط مزاعم الخارجية الأمريكية وعلى راسها "كونداليزا رايس" في إدارة الرئيس الأمريكي السابق "جورج ووكر بوش"، برفض لقاء ممثلين عن جماعة الإخوان. وقال غوردون: إن جماعة الإخوان تأسست على يد المدرس الاصولي "حسن البنا"، الذي دعا إلى الجهاد المسلح لاستبدال الحكومات العلمانية بالخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، موضحا أن البنا كان "مقربا من أدولف هتلر الذي كان معجبا بالإسلام والجهاد المسلح"، ونجح البنا حتى اغتياله 1949، في إنشاء فروع لجماعته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بل وتطورت هذه الأفرع لتصل إلى أوروبا وأمريكا. وأشهر مراكز جماعة الإخوان في الولاياتالمتحدة وهي: "مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، وجمعية الطلاب المسلمين، والجمعية الأمريكية للمسلمين، والمعهد الدولي للفكر الإسلامي، ومجلس الشئون العامة للمسلمين". وقال غوردون" إنه حتى يومنا هذا لم تحظر المحكمة الفيدرالية الأمريكية أو تسعى أي من الحكومات الأمريكية لتجريم أفعال الجماعة، على الرغم من أن المحكمة الفدرالية قد اقتنعت أثناء محاكمة "مؤسسة الأرض المقدسة" في العام 2008، بتورط هذه الجهات لتابعة لجماعة الإخوان في قضية دعم حركة حماس ب36مليون دولار، واكتشفت أن هذا الدعم يأتي ضمن خطة استراتيجية لجماعة الإخوان منذ 1991، تهدف إلى نقد الدستور الأمريكي، وتشكل حكومة تمرر من خلالها الجهاد في سبيل تحكيم الشريعة. *الربيع العربي وعلاقة أمريكا بإخوان مصر ووصل باراك أوباما، إلى البيت الابيض في نوفمبر2008، بمبادرته الإسلامية الواسعة والتي تكشفت في خطابه بجامعة القاهرة، والذي استخدم فيه لغة خطابة مختلفة، ورحبت إدارة اوباما بجماعة الإخوان، وسجلت يوميات الاجتماعات عن التسلسل الزمني الذي تلى ذلك، والتي تضمنت إسقاط نظام مبارك في مصر، من خلال الربيع العربي الذي اجتاح قلب الأمة الإسلامية في 2011. ففي العام 2009 دعت إدارة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والتابعة لجماعة الإخوان، الرئيس الأمريكي باراك اوباما لحضور مراسم افتتاحها، هذا على الرغم من أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد وضعت تنظيم الإخوان على القائمة السوداء، قبل عامين فقط من هذه الدعوة، باعتبارها متورط غير متهم في قضية "مؤسسة الأرض المقدسة" والتي اعتبرت أكبر قضية تمويل إرهاب في تاريخ أمريكا. 2009 ألقى اوباما خطابه في جامعة القاهرة بمصر، وهي الخطبة التي أغضبت النظام المصري آنذاك، بسبب توجيه الدعوات لأعضاء الجماعة عبر السفارة الأمريكية، وحضورهم لخطابه الذي وجهه إلى المسلمين، وليس إلى المصريين والنظام المصري. 2009 أرسل البيت الأبيض كبير المستشارين الرئاسيين "فاليري جاريت" لإلقاء الكلمة الافتتاحية في المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية. 2009 عين أوباما السيدة رشاد حسين -وهي مسلمة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين- كمبعوث أمريكي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، الذي يدعم جماعة الإخوان بقوة. 2010 اجتمعت رشاد حسين، مع مرشد الإخوان في مصر. 2011 ارسل أوباما عميل الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر، إلى مبنى الكابيتول لتبرئة ساحة الإخوان من التطرف امام المشرعين الأمريكيين، وأكد كلابر في دفاعه عن الإخوان انهم "جماعة علمانية إلى حد بعيد، تتمتع بالنظام والاعتدال الديني، 2011رفع زعيم الإخوان "يوسف القرضاوي" والذي كان قد عاد من منفاه الذي استمر ل30 سنة، راية الجهاد، في ميدان التحرير إبان الثورة المصرية وتم اعتباره كبطل، حيث أنه كان يدعو من منفاه إلى يوم الغضب الذي تفجرت به الثورة المصرية، ولكن القرضاوي قد أرسل خطابا إلى أوباما قبل خطابه في جامعة القاهر يقول له فيه أن "الإرهاب الإسلامي ما هو إلا نتاج السياسة الأمريكية الخارجية. 2011 تعهد الإخوان بتمزيق اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل وعملت على إعادة العلاقات رسميا مع كل من حزب الله وحماس مع القاهرة 2011 طالب أوباما إسرائيل -في خطاب وجهه إلى الشرق الأوسط- بالتخلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. 2011ألقى المستشار الرئاسي الأمريكي للأمن القومي خطابا حميميا في مسجد بواشنطن وفي حضور رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية. 2011سحبت وزارة العدل الأمريكية قرارات ملاحقة عناصر إخوانية متورطة في قضية تمويل حماس. وقال غوردون: إن انتشار جماعة الإخوان المسلمين تم بمساعدة المخابرات الأمريكية منذ إدارة أيزنهاور خلال الحرب الباردة، في إطار مكافحة الشيوعية، حيث دعمت الاستخبارات الأمريكية صِهر حسن البنا، لإنشاء المركز الإسلامي بميونخ، والذي تضمن نازيين سابقين، واصحاب ثقافات تركية، ومقاتلين سابقين من الجيش النازي والمحاربين السوفييت القدامى من المسلمين، والذين كانت تعتقلهم القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية من منطقة القرم والقوقاز، ثم استعانت بهم لتحرير بلدانهم من السوفييت، ومن ثم تم تسليمهم لبريطانياوأمريكا مع نهاية الحرب، الذي استمرت تستخدمهم في حربها ضد الاتحاد السوفييتي، ما ادى إلى توسيع نشاطات الجماعة عبر العالم، فالجماعة بأمريكا افتتحت المركز الإسلامي بميونخ. *مسجد جماعة الإخوان بميونخ قال سام سلومون، عن وظائف المسجد: إن المسجد بمثابة مقر للحكومة، ومدرسة ومحكمة ومقر للتجمع ومركز اجتماعي، وهو ليس مكانا للعبادة، كما في المجتمعات الإسلامية بأوروبا. كما أوضح أيان جونسون، كاتب وصحفي حائز على جائزة بوليتزر في كتابه التحقيقي "المسجد الذي بميونخ.. النازيون والمخابرات الأمريكية وصعود الإخوان المسلمين في الغرب"، والذي أنجزه خلال خمس سنين من البحث والتحقيق، قال: أثناء التجول عبر ممرات المسجد وجدت خريطة غريبة للعالم، وزينت حواف الخريطة بأشهر مساجد العالم، المسجد الحرام بمكة، ومسجد قبة الصخرة بالقدس، والمسجد الأزرق الجميل باستانبول، والمركز الإسلامي بميونخ. وقال جونسون: إن غالبية أنشطة جماعة الإخوان في الغرب أديرت من قبل المجموعة الصغيرة القائمة على إدارة المسجد، فلقد مثل مسجد ميونخ نقطة الانطلاق إلى كافّةً العالم الغربي. وقال: إن المجتمع بميونخ اليوم كما كان منذ 50سنة، فالمجتمعات الغربية عموما تدعم المسلمين من باب التعاطف، على الرغم من التحذيرات بخطورة عمل ذلك من دون تفكير جيد واتخاذ الحذر، فالجهل الاجتماعي الناتج عن عدم معرفة عموم المجتمع الأوروبي بحقيقة عقيدة الإسلام الجهادي يمثل خطورة كبيرة على المجتمع نفسه، وهذه العقيدة على الرغم من خطورتها دعمتها إدارات الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل متعاظم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولا تعترف حتى الآن بأن سياستها تلك انتجت الخطر الرئيسي الذي يهددها ويهدد العالم الغربي في القران ال21. *أول الحكاية "جيرهارد فون ميند" جندي نازي سابق ألماني العرقية بثقافة تركية ومعادي للسامية، ولد بلاتفيا، هو من الطلائعيين الذين لعبوا دورا رئيسيا في بناء مسجد ميونخ، ويحمل دكتوراه في الدراسات السوفييتية والاقتصاد من جامعة برلين، وهو بارع في اللغويات حيث يتحدث التركية وعدد من اللغات الآسيوية الرئيسية إلى جانب العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية وحتى النرويجية، وكتاباته صارخة بمعاداة السامية حيث اعتبر في كتابه "فون مندي وشعوب الاتحاد السوفييتي" أن الثورة البلشفية منحت الأوساط اليهودية دفعة لاتحادهم عبر العالم، فلقد "رفضوا كل التحالفات باستثناء كونفدرالية مغلقة محددة بالدم، ويبدو أن الخطر الرئيسي لليهود هو المجتمعات غير اليهودية، فهم يرون انفسهم وحدة اجتماعية لا تقارن بالأمم، وأن الوحدة اليهودية هي التي ستتفوق على كل الأمم". ويقول جونسون: إن عقل فون ميند مرتبط بالكراهية لليهود، وهو بالضبط السبب الذي دفعه إلى التعاطف مع مسلمي الاتحاد السوفييتي، وميند يرفض اليهود لوحدتهم عبر دول العالم، داعيا إلى استخدام المسلمين السوفييت على وجه الخصوص بسبب افتقارهم الولاء للدولة السوفييتية. وكتب ميند عن مطامع مسلمي القوقاز والقرم وجمهوريات آسيا الوسطى على نطاق واسع، وحتى مسلمي تركستان في التحرر بأوطانهم من السوفييت. وفي يونيو 1941 عمل ميند في حكومة هتلر على إدارة مستعمرات الشرق وكان أحد المشاركين في مؤتمر "وانسي يناير1942" الذي تم التوصل فيه إلى الحل النهائي لحل المحرقة النازية، ثم عمل مديرا عاما لشعبة الشعوب الأجنبية ومن خلال هذا المنصب تعامل مع المجتمعات المسلمة في الاتحاد السوفييتي بعد الغزو الألماني لها. في الغزو النازي لروسيا اسرت ألمانيا مئات الآلاف من الجنود المسلمين السوفييت، وأصبح هؤلاء الأسرى تحت قيادة الألماني من أصول أوزبكية "فيلي قيوم"، وإشراف ميند، حيث عاملهم معاملة جيدة، وشكل منهم فيما بعد نواة عسكرية لمحاربة القادة السوفييت، ثم أصبح قيوم "رئيس المجلس الوطني لتحرير تركستان"، كما شكل ميند مجلس موازي لتحرير أوزبكستان، وكان بقيادة "باي ميرزا حياة"، وكان المجلسين تحت القيادة العليا الألمانية، وبعد ذلك توسعت عملية تشكيل الوحدات القتالية من المسلمين السوفييت، فكانت وحدة "وافين اس اس"وتكونت من اصحاب القومية البلقانية، ووحدة "الخنجر" من مقاتلي البوسنة، ووحدة "الله معنا" القوقازية. واستخدمت هذه الوحدات المسلمة السوفييتية العاملة في الجيش النازي في القيام بعمليات الاغاثة للمسلمين داخل الأراضي السوفييتية أثناء الحرب، وكانت هذه الوحدات مجهزة بالخرائط ومعدت الربط والتواصل مع القيادة، حيث تم تدريبهم على حروب الشوارع، وتركزت مناطق عملهم في غروزني وآذربيجان بالقوقاز، خاصة بعد فشلهم في ستالينجراد. كما عمل أفراد من هذه الوحدات في إدارة وزارة المستعمرات الألمانية ببرلين، حيث تدربوا على العمليات التنظيمية تحت قيادات وطنية للاستعدادات لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان يقوم على تمويل وتجهيز هذه المجموعات على مرحلة ما بعد الحرب جهاز المخابرات الأمريكية الCIA، من خلال إذاعة ليبرتي. وكان أحد النشطاء الذين تم تجهيزهم لمرحلة ما بعد الحرب "غريب سلطان"، الذي قاد مكتب تحرير التتار في وزارة المستعمرات الألمانية، وكان يروج للحاكم العسكري النازي في المناطق التترية، وهو واحد من رجال ميند الذين القى على كاهلهم تطوير وحداتهم العسكرية فنجح في ضم 20ألف تتري إلى وحدة "وافين اس اس" بعد ما استولى الجيش النازي على القرم. وتواصل ميند مع مفتي القدس الذي كان قد هرب إلى ألمانيا الشيخ "أمين الحسيني" وطلب منه أن يكون مفتيا لمستعمرة القرم، وقال ميند للشيخ الحسيني في خطاب مكتوب: "على العالم الإسلامي بأكمله أن ينظر إلى ما تفعله ألمانيا تجاه مسلمي الشرق، فألمانيا حريصة على عدم المس بمكانتها أمام شعوب العالم الإسلامي" وكان هتلر يعتبر الوحدات المشكلة من المسلحين المسلمين السوفييت "آمنة"، ووفقا للمسئول عن التسليح "ألبرت سبير" والذي كان مقربا شخصيا من هتلر فإن "هتلر كان معجبا بالإسلام والفكر الجهادي"، ولكنه تراجع عن دعم هذه الوحدات السوفييتية الإسلامية ووضع حدًا لهذه المجهودات في العام 1944، مع انهيار الجبهة الشرقية النازية، حيث حوّل ميند وحداته الإسلامية تجاه الغرب لمواجهة جيش بريطانياوأمريكا، ومن ثم سلمت هذه الوحدات للولايات المتحدةالأمريكية. جاءت هذه الخطوة بعد لقاء ميند بوكيل مكتب الخدمات الاستخبارية "روبرت" في المرحلة الأخيرة من من الحرب في ألمانيا، حيث بحث من ميند أمر الوحدات الإسلامية المعادية للسوفييت، ونقل ميند المباحثات إلى وزارة مستعمرات الشرق، وكان ميند يعتقد بانه يمكن اللجوء إلى سويسرا على أمل العودة إلى ألمانيا بعد انتهاء الحرب، إلا أنه في أكتوبر 1945 ومن خلال الاتصالات مع بريطانيا، علم ميند بأن وزارة المستعمرات ستسلم تلك الوحدات لضمها ضمن أعضاء عصبة "بروميثيان" التابعة للCIA، والمناهضة للسوفييت. والتقت بعض الوحدات الإسلامية بالقوات الأمريكية، بينما عادت عناصر لوحدات أخرى حيث تم سجنها حتى الموت في معسكرات العمل السوفييتية، وتم ذلك بموجب يالطا. وقال غوردون: إنه على الرغم من خلفية ميند النازية الا أنه بعد انتهاء الحرب عمل مع المخابرات الأمريكية، حيث عمل كمحاضر بجامعة ميونخ، حتى وفاته 1963، وفي تلك المرحلة كانت المخابرات الأمريكية حريصة بقوة على وجود عملاء لها من داخل الاراضي السوفييتية، حيث نجحت الاستخبارات البريطانية والأمريكية في تجنيد قادة الوحدات الإسلامية، غريب سلطان، وإبراهيم جاك أوغلو، ونور الدين نامانغاني، وإلى جانب هؤلاء العديد من المهاجرين من القوقاز ودول اسيا الوسطى خلال الحرب. *سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا وقال جونسون: إن المخابرات الأمريكية مولت سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا ليجتمع مع مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني، للعمل على نشر فكر الإسلام السياسي عبر أفرع الجماعة في العالم، وكان جوهر تلك العقيدة التي دعمتها المخابرات الأمريكية هو استعادة الخلافة الإسلامية التي انهارت مع إنشاء تركيا الحديثة 1924، والتركيز على ضرورة أن الخلافة هي أحد الفروض الإسلامية لتطبيق الشريعة الإسلامية على الأمة. وكان جمال البنا -شقيق حسن البنا- يرى في رمضان وزيرا لخارجية الجماعة بسبب طلاقة لسانه وقدرته على التحدث بالإنجليزية إلى جانب علاقاته المتشعبة، وفي العام 1951 عقد رمضان والشيخ الحسيني المؤتمر الإسلامي بكراتشي، وتم انتخاب رمضان سكرتيرا للمؤتمر، وكان سيد قطب وقتها هو المنظر الرئيسي لفكر الخلافة ورؤية الجماعة للعالم، حيث أسس لفكر التكفير الذي امر بتطبيقه على كل من يختلف مع رؤية الإخوان، والحكم عليه بالموت. ويقول جونسون: إنه في هذا الإطار كانت الشيوعية السوفييتية هي العدو الأول للإسلاميين، حيث كان المفتي أمين الحسيني قد روج منذ العام 1946 بأن الشيوعية السوفييتية تنتهك عقيدة القرآن، ما ألهب العداء ضد الشيوعية. واجتمع سعيد رمضان مع الرئيس الأمريكي أيزنهاور في العام 1953 في جامعة برينستون خلال ندوة إسلامية، وقال أبوت ووشبورن، نائب مدير وكالة الإعلام الأمريكية: إن أيزنهاور كان يعتمد الأفكار الدينية في استراتيجيته الجيوسياسية، وكان ووشبورن قد أرسل إلى أيزنهاور مذكرة قال فيها: إنه من الممكن التعامل مع قادة الندوة الإسلامية لجعلهم مؤثرين في مجتمعاتهم تأثيرا يطغى على تأثير الحكام هناك، باستخدام فنون الحرب النفسية من خلال الدعم المعنوي والروحي الأمريكي لهم". وفي مذكرة سرية صادرة عن الخارجية الأمريكية ابان "جون فوستر دالاس" جاء فيها أن النهج النفسي في دعم الإسلاميين قد يحقق الأهداف الأمريكية على المدى القصير والطويل في الدول الإسلامية، من خلال تعزيز النهضة الإسلامية من خلال فكر الإخوان السياسي، وليس الأفكار على الخلفية الثقافية". وهذا النهج هو الذي دفع الحكومة الأمريكية في العام 1953 إلى صناعة الشراكة البترولية الأمريكية السعودية عبر شركة ارامكو التي تعمل على تمويل برنامج برينستون، حيث دعت السفارة الأمريكية في القاهرة رمضان لحضور برنامج برنستون بواشنطن والتقاط الصور التذكارية مع أيزنهاور بالبيت الابيض، وحللت المخابرات الأمريكية شخصية سعيد من خلال تلك الزيارة حيث استنتجت أن سعيد رمضان يبدو كفاشي، مهتم بالسلطة، لايتحدث الا بأفكار جماعة الإخوان. *دعم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لجماعة الإخوان خلال إدارة أيزنهاور على الرغم من الشكوك التي حامت حول أفكار الجماعة التي عرضها سعيد رمضان ببرينستون 53، شجعت إدارة ايزنهاور خلال الولاية الثانية الدعم لجماعة الإخوان، حيث اعتبرت الإدارة أن تدعيم جماعة الإخوان رد على النفوذ السوفييتي في مصر عهد جمال عبد الناصر، ففي رسالة كتبها أيزنهاور إلى أدوارد ولسون، زعيم الكنيسة المشيخية قال فيها: أود أن أؤكد لكم أنني لن اتقاعس أبدا في الاتصالات مع القادة العرب، للتأكيد على اهمية العوامل الروحية في علاقاتنا، وأقوم بذلك في سبيل ايماني بالرب، لذا يجب تشكيل هدف مشترك بيننا وبينهم في وجه الشيوعية الملحدة. وكان العامل المحرك الحقيقي في هذه المعركة هو الجهاد ضد الشيوعية، وفقا لما كشفته مذكرة تلخيصية عن محادثات ايزنهاور حول هذا الموضوع مع رئيس العمليات السرية بالمخابرات الأمريكية "فرانك وايزنر" مخطط سيناريو اوباما للربيع العربي2011. وجاء في المذكرة قول أيزنهاور: "علينا أن نفعل كل ما هو ممكن في سبيل التأكيد على الحرب المقدسة"، وعلق السيد دالاس على ايزنهاور قائلا: إذا عمل العرب على حرب مقدسة فإنها ستكون ضد اسرائيل"، فرد ايزنهاور مؤكدا على توجيه الملك بن سعود على محاربة الشيوعية وليس اسرائيل. وعملت وكالة الإعلام الأمريكية التابعة للخارجية الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية على تقديم الدعم الكامل لجماعة الإخوان التي تم تصنيفها ك"جماعة إسلامية إصلاحية" في مقابل ما سمي ب"الجماعات الإسلامية الرجعية". *دور سعيد رمضان والمركز الإسلامي بميونخ التابع للإخوان فر سعيد رمضان من مصر للسعودية في أعقاب تهم الخيانة التي وجهت له -وآخرين- في أعقاب حادث المنصة 1954، وتم تجريده من الجنسية المصرية، منحته الاردن جنسيتها وجواز سفر دبلوماسي، حيث اقام في جنيف وتجول عبر العالم الإسلامي كسفير للمجلس الإسلامي العالمي، والتقى يوم الكريسماس من عام 1958 مع الجنود النازيين السابقين المسلمين وعدد من الطلبة المسلمين الذي طالبوا بإنشاء مركز إسلامي بميونخ، ووفقا لما قاله "محمد عبد الكريم جريم" الناشط الإسلامي والحاصل على الجنسية الألمانية أن "الطلبة الذين التقاهم رمضان كانوا من خيرة الطلبة الذين نشأوا على أفكار حسن البنا"، وعلى الرغم من احترام فكرة بناء المركز بميونخ، فلقد دار خلاف حول من سيقود المركز بميونخ، الأمر الذي انتهي بسيطرة الجنود النازيين السابقين من وحدات ميند بإدارة رمضان ومجموعة من الطلبة على قيادة المركز، وتم الاستعاضة عن دور الطلاب بعد عدة تغييرات بمجموعة رجل الأعمال السوري "غالب همت" الذي ترأس المركز لثلاث عقود من مقره في لوغانو بسويسرا، بالتعاون مع رجل الأعمال المصري "يوسف ندا" الذي كان يضخ الأموال لاستكمال بناء المركز من ليبيا قبل وخلال حكم القذافي، حتى تم بناء المركز في العام 1973، وافتتحه مهدي عاكف وترأسه لأربع سنوات 1984 – 1988. في العام 1965تآمر مرة أخرى سعيد رمضان لاغتيال جمال عبد الناصر، حيث اتصل من مقره في جنيف بعناصر من جماعة الإخوان غير المعروفة في مصر، إلا أن أجهزة الأمن احبطت العملية وأدى هذا إلى اعتقال أكثر من ست آلاف من اتباع الجماعة في مصر، وكان منظر هذه العملية سيد قطب الذي اعدم 1966 وتواصل رمضان مع آية الله الخميني رغم اختلاف المذاهب الا انهم متفقين حول الأهداف، فعمل رمضان من خلال رحلاته المتكررة إلى الولاياتالمتحدة مع العسكريين السابقين من الأمريكيين الأفارقة المتحولين إلى الإسلام، مستغلا سخطهم، حيث شاركوا في عدد من العمليات التي استهدفت الموالين لنظام الشاه بإيران، كما استهدف من قاموا بالإعداد لثورة مضادة على ثورة الخميني التي أدارها من مقره بباريس، ثم رسخ نظامه الديني في إيران بعد نجاح الثورة وعودته لإيران، وتوفي سعيد رمضان 1995 بسويسرا. أقام المركز الإسلامي ميونخ العديد من الشركات التابعة لجماعة الإخوان في الولاياتالمتحدة، بعد مؤتمر لوغانو بسويسرا1977، والذي قال فيه يوسف القرضاوي: إن المركز يهدف إلى نشر العقيدة السلفية الجديدة القائمة على فكر سيد قطب.