تجارب صاروخية مريبة في كوريا الشمالية.. الأقمار الصناعية تكشف السر

كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن قيام كوريا الشمالية بإجراء تحديثات واسعة على منشآت اختبار محركات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، في خطوة تشير إلى استعداد بيونج يانج لمزيد من التجارب المرتبطة ببرنامجها الصاروخي النووي المتطور.
وأظهر التحليل الذي أجراه موقع "NK Pro" الإخباري الكوري الجنوبي، اعتمادًا على صور التقطتها شركة Planet Labs تركيب مأوى جديد قابل للتمدد فوق منصة الاختبار الأفقية المخصصة لمحركات الوقود الصلب.
ويبدو أن المأوى الجديد، الذي جرى تثبيته أواخر نوفمبر الماضي، يتكون من ثلاث طبقات قابلة للانزلاق فوق بعضها، بحيث يمكن للجزء الأمامي الأكبر حجمًا الارتداد إلى الخلف، بما يتيح كشف كامل مساحة التثبيت وتحميل المحركات بسهولة أكبر مقارنة بالهيكل الخرساني القديم الثابت الذي كان يعيق عمليات التحضير السابقة.
وبحسب ما نشرته فضائية «القاهرة الإخبارية»، بدأت أعمال البناء في أوائل أكتوبر، أي بعد أسابيع قليلة من إعلان بيونج يانج إتمامها الاختبار التاسع والأخير لمحرك "دفع عال" يعمل بالوقود الصلب ومصنوع من مواد ليفية كربونية مركبة.
وتظهر صور سابقة أن المحركات كانت تحمل على قضبان في منطقة مفتوحة أمام المأوى ثم تدفع نحو منصة التثبيت، بينما يمتد المأوى الجديد الآن ليغطي معظم المنصة، ويوفر حماية كاملة للعاملين خلال مراحل الإعداد.
ويأتي هذا التحديث رغم تأكيدات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، خلال تفقده مختبر أبحاث في سبتمبر الماضي، بأن المحرك الجديد جاهز للاستخدام في صاروخي "هواسونج-19" و"هواسونج-20" العابرين للقارات.
ورغم نجاح بيونج يانج في اختبار إطلاق هواسونج-19 مرة واحدة في أكتوبر 2024، إلا أن هواسونج-20 لم يختبر بعد، ما يفتح الباب أمام احتمالات بأن تكون التحديثات جزءًا من الاستعداد لأول تجربة إطلاق.
ويرجح الموقع الكوري الجنوبي أن التطويرات قد ترتبط أيضًا بمحركات جديدة لصاروخ محتمل من طراز "هواسونج-21"، أو بمحركات أصغر تخص المراحل الثانية والثالثة للصواريخ الباليستية، أو ربما مرتبطة بطموح كيم القديم بامتلاك صاروخ عابر للقارات يطلق من البحر، وهو المشروع الذي لم يتحقق بعد منذ طرحه عام 2021.
إلى جانب المنشأة الأفقية، كشفت الصور الفضائية عن نشاط جديد قرب منصة اختبار عمودية مجاورة تستخدم لاختبار محركات الوقود السائل. وقد أنشأ العمال طريقًا جديدًا في نوفمبر يؤدي إلى مبنى لتخزين الوقود والمؤكسد، في مؤشر إلى استمرار العمل في هذه المنشأة أيضًا، وربما استخدامها في تجارب خاصة ببرنامج كوريا الشمالية المتعثر لإطلاق أقمار استطلاع عسكرية.
وتظهر صورة التقطت في 9 ديسمبر وجود شاحنة كبيرة حمراء قرب المنصة العمودية، يرجح أنها شاحنة إطفاء مشابهة لتلك التي ظهرت خلال اختبار حضره كيم عام 2017، ما يعزز فرضية الاستعداد لإجراء تجارب قريبة.