نشرت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية تقريرًا موسعًا عن وجود دلائل متزايدة على أن روسيا بدأت تصنيع مقاتلات "سو-35 فلانكر-إي" لصالح إيران، بعد سنوات من التكهنات حول احتمالية إتمام الصفقة. استندت المجلة الأمريكية إلى معلومات نشرها موقع "يونايتد 24 ميديا" تشير إلى أن موسكو شرعت سرًا في إنتاج هياكل المقاتلات داخل عدد من منشآتها الجوية الكبرى، وأن عمليات التصنيع تجري في مصنع "يوري جاجارين" للطيران في "كومسومولسك-نا-أموري"، ومؤسسة "زفيزدا" للأبحاث والإنتاج، وشركة "ياكوفليف"، وهي جهات رئيسية في قطاع الطيران العسكري الروسي. يأتي تقرير "ناشونال إنترست" بعد سلسلة وثائق مسرّبة نُشرت في أكتوبر الماضي، يُزعم أنها صادرة عن شركة "روستيك" الروسية الحكومية للصناعات الدفاعية، ووفقًا لتلك التسريبات، تتضمن الصفقة طلبًا إيرانيًا لشراء ما يزيد على 40 مقاتلة "سو-35" بقيمة تُقدّر بنحو 6.5 مليار دولار، مع توقعات بإتمام عمليات التسليم خلال العامين المقبلين. وألمحت إيران سابقًا وفق "ناشونال إنترست" إلى نيتها الحصول على هذا الطراز من المقاتلات، وصرّح قائد القوات الجوية الإيرانية، العميد حامد وحيدي في عام 2023 بأن بلاده "بحاجة إلى هذه الطائرات"، لكنه أشار إلى أن موعد انضمامها لسرب القوات الجوية يعتمد على قرارات قيادية عليا في طهران. وقالت المجلة الأمريكية إن احتمال وصول مقاتلات "سو-35" يمثل دفعة كبيرة لإيران التي يعاني أسطولها الجوي من تقادم كبير في المقاتلات. ونقلت عن تقارير نشرتها صحيفة "آسيا تايمز" أن قراصنة أوكرانيين كانوا أول من سرّب وثائق تتعلق بالصفقة، تضمنت أكثر من 300 ملف يُزعم أنها توضح رمز العميل الإيراني لدى روستيك، وتفاصيل حول تجهيزات المقاتلات. وأضافت "ناشونال انترست" أنه بحسب الوثائق المسربة، ستُزوّد الطائرات بأنظمة حرب إلكترونية من طراز Khibiny-M ورادار Irbis-E المتقدم، مع إمكانية تجميعها داخل إيران في قاعدة شهيد باباي الجوية قرب أصفهان، تحت إشراف فريق فني محلي. ونقلت "ناشونال انترست" عن من وصفتهم بال"مراقبين" أن الصفقة تأتي في سياق تقارب دفاعي متسارع بين موسكووطهران، ازداد وضوحًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي عام 2015. فقد وجدت الدولتان نفسيهما في حالة عزلة دولية متزايدة، خصوصًا على الصعيد الاقتصادي، وهو ما دفعهما إلى تعزيز التعاون العسكري. وقالت المجلة الأمريكية إن إيران كانت لاعبًا رئيسيًا في دعم العمليات الروسية في أوكرانيا عبر تزويد موسكو بطائرات "شاهد" المسيّرة، التي استخدمت على نطاق واسع في الهجمات الروسية منذ بداية الحرب. ومقابل هذا الدعم، لم يستبعد محللون أن تمنح روسياطهران منظومات عسكرية أكثر تطورًا، بما في ذلك مقاتلات "سو-35". وأضافت أن هذه التحركات تأتي بعد فترة توتر شهدها الصيف الماضي، عندما اندلعت حرب قصيرة استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل من دون أن تقدم روسيا دعمًا كبيرًا لحليفتها التقليدية. وأن محللين يرجّحون أن تكون موسكو حريصة الآن على ترميم العلاقة وتعزيزها عبر المضي قدمًا في تسليم المقاتلات المتطورة. وتابعت "ناشونال إنترست" أنه في ظل التغييرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، يبدو أن صفقة "سو-35" -حال تأكيد المعلومات بشأنها- ستشكل منعطفًا مهمًا في موازين القوى الجوية في الشرق الأوسط، وستمنح إيران قدرات قتالية لم تمتلكها منذ عقود.