يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسة مشاورات مغلقة لبحث تطورات الأزمة اليمنية، مع التركيز على حادثة احتجاز جماعة الحوثي لعدد من موظفي الأممالمتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، وهو ما أثار قلقًا دوليًا واسعًا ومطالبات بالإفراج الفوري عنهم. ومن المقرر أن يقدم كلٌّ من هانس جروندبرج، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، وجويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، إحاطة شاملة أمام أعضاء المجلس حول آخر المستجدات السياسية والإنسانية، بما في ذلك التطورات الأخيرة المتعلقة بسلامة موظفي المنظمة الدولية. وأفادت مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن تتابع بقلق بالغ واقعة احتجاز الموظفين الأمميين، معتبرة أن هذا السلوك يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولقواعد حماية العاملين في المجال الإنساني. كما أكدت أن استمرار مثل هذه الانتهاكات يعرقل الجهود الأممية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الممتدة منذ نحو عقد من الزمن. وكانت الأممالمتحدة قد طالبت جماعة الحوثي في وقت سابق بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفيها المحتجزين في صنعاء، مؤكدة أن سلامة العاملين في المجال الإنساني تعتبر "خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه". من جانبها، أعربت عدة دول أعضاء بالمجلس، من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، عن إدانتها الشديدة لاحتجاز موظفي الأممالمتحدة، داعية الحوثيين إلى احترام التزاماتهم الدولية وضمان سلامة البعثات الأممية والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن. وتأتي هذه الجلسة في وقت يشهد فيه المسار السياسي في اليمن جمودًا ملحوظًا، رغم الجهود المكثفة التي تبذلها الأممالمتحدة والدول الإقليمية لإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار، وسط تدهور الوضع الإنساني في عدد من المناطق اليمنية، حيث يعتمد الملايين من السكان على المساعدات الدولية. ومن المتوقع أن يصدر بيان رئاسي عقب الجلسة المغلقة، يعبر عن موقف مجلس الأمن من هذه التطورات، مع التأكيد على أهمية حماية موظفي الأممالمتحدة وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف العملية السياسية في اليمن.